

ليس منّي كانَ ظلِّي
أنتَ ظلي مرحباً أهلاً وسهلا
ثمّ مهلاً مرحباً أخرى
صحيحٌ عربيٌّ غير أنِّي في زمانٍ لا ثلاثاً أمْهلُ
الضَّيف فخيرُ البِرِّ أعْجله
أنتَ ظلِّي أهلاَ وسهلا
مجبرٌ يا سيِّدي أنْ أسألكْ
مثلَ شرْب الماء صار الغدْر بالأهلِ نهْلا
كيف لي إنْ كنتَ ظلِّي أنْ أُصدِّقَك
إنْ تكنْ ظلِّي فهذا ليس يعني هكذاً فوراً
منَ الباب إلى الطَّاقةِ إنِّي آمنكْ
ردَّ : يا عيبَ شوْمٍ صاحبي تنْكرَ ظلَّكْ
قلتُ: ما كلُّ الذي يلحقني كان بظلي
لا تؤاخذْني غدا للظلِّ آذان وأنْفٌ وعيون صهْ وسكِّرْ فمكْ
قالَ : لا تهربْ أنا ظلُّكْ
قلتُ: ما كلُّ رماديٍّ كان ظلِّي
كُلْ هوا نفسي أنا قدْ عفْتُها
منْ دون مطرودٍ تفضٌلْ
أرني بالعربيّ الأفصح المفضوح فصحى خفَّ دمكْ
لستَ منّي أبداً قطّ أنا ما كنتُ منكْ
ليس منّي كانَ ظلِّي فأنا بريءٌ منكَ
كنْ مني بريئاً سيدي مثْلكَ مثْلي
أمس أمِّي صرختْ بي :
يا بنيْ لا بأسً أنِّي أصفعكْ
لا تؤمّنْ للذي قد خلّفكْ
مكرهٌ لا بطلٌ لابدَّ في تقريرُه أنْ يرقعكْ
ذا زمانٌ غيرَ خطٍّ ناعم ٍ لا ينفعكْ
أنتَ ظلِّي أهلا
قلِقٌ من لونكِ الشَّاحبِ لا تحتجْ:
رماديٌّ هو لونُ الظّلِّ،قلْ لي:
سيدي لستُ أنا مَن يتْبعكْ
لمَ يا ظلِّي إذن تتبعني دعني فإنِّي أدعكْ
لستُ أحكي لا بسرٍّ ولا علنٍ عن
مَن سرى ليلاً ، وناجى نجمةً
أنْ ضوءها يبدو مقننْ
أنا ما قلتُ يوماً إنّ بحراً ميِّتاً ماتَ خنقاً
أحدٌ سجّلَ جرماً ضدّ مجهولْ
فأنا لست أقولْ
فلماذا أنتَ ظلِّي ستقولْ
غيرَ ما كنتُ أقولْ
يا حبيبي لكَ ما أسأتْ
طالما كنتَ بظلِّي
كنتُ دوماً صامتاً كي لا تقولْ
...... هاجسي قد يزعحكْ
فمُ حلمي قد قفلتْ
خوفَ أنّ الحلمَ ليلاً يُقلقكْ
فلماذا أنتَ يا غالٍ إذنْ تلحقني
ثق لن أقولْ
أنّ ماءً دون طعمٍ وبلا رائحةٍ أو هو محلولْ
سوف يبقى الفمُ مقفولْ
وعدُ حرٍّ لن أقولْ:ليس في الفولِ سوسٌ
إنّما السُّوسُ في وجه بائعِ الفولْ
لا بلا زيتٍ ولا دون فولْ
أمس قد باعني من دون زِوْرٍ صحْنَ فولّ
بائعُ الفول حبيبي
هو مَن كان بزيتٍ حامضٍ لا فولَه
مرْقتُه طازجةٌ، صبْغتها كانت حبيبي بأصولْ
بائعُ الفول حبيبي سوْسُه من أرضِ أوطاني
وليس غريباً ثروة قوميةٌ
لا دابةٌ منْدسة في زيِّ مسؤولْ
هل أقولْ
أم حبيبي لا أقولْ
لستَ ظلي أنتَ مدسوسٌ على ما لا أقولْ
كيف لو يا صاحبي كنتُ أقولْ