الثلاثاء ١٥ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم
واستيقظ العجب
تَمَرَّدَتْ عَلى الجِدَارِصرخةُ الحجارةِ الصَمَّاءِصارَ خاوياًعَلى عُروشِ قريةِ الخشبْواسْتيقَظَ العَجَبْفقالَ حارِسُ الجِدَارِ:رُبَّمَا يكونُ مِنْرُطوبَةٍ في الأرضِأوْتلوثٍ في الجوِّأوْ- وهَكَذَا نَظنُّهُ –جماعةٌ مِنَ الصِّغَارِدَخَّنوا لفائِفَ الشَّغَبْوقالَ باحثٌ بعالمِ الكِبارِ:لم يَعُدْ يُطيقُ تخزينَ السُّمومِفاستَفَاقَ طافِحاً للكَيلِ ..ثم دارَ في هَيَاكِلِ السُّقوفِ وانقَلَبْقالَ الجِدارُ:رغمَ أنَّ مَا تَبَقَّى حِفْنَةُ الشَّعيرِ والرُّطَبْفإننا سنـزرعُ البلادَ جَنَّةًوسوفَ تَسبحونَ في بُحيرةٍ من الذهبْواسْتيقَظَ العَجَبْ...فَقَالَ صَاحِبي:إلامَ يا تُرَى يَأتي الجِدارُ سَامِقاًوقدْ تخلَّتْ كُلٌ أنواعِ الطِّلاءِ عَنْهُواسْتَحَالَ كَومةً مِنَ العَطَبْ ؟!وهَاهُنَا تَبَسَّمَ العَجَبْ...***عَلى ضِفَافِ حُلمِهِتَمَدّدَ الفتى ..وقرَّرَ المبيتَ لوْ لألفِ ليلَةٍحتى يَرَى النَّهَارَلمْ يَمَسَّهُ التَّعَبْتَوَافَدَتْ عَلى الفَتَىمَوَاكبُ الحِجَارةِ العَصْمَاءِفاسْتَقَامَ ظَهرُهُ...وَراحَ يَطلُبُ الجِدَارَأنْ يرُدَّ مَا سَلَبْفَصَفَّقَ العَجَبْعَادَتْ لَهُ رِيَاحُهُ بِغيرِ ما اشْتَهَىفَصَلَّى جُمعَةَ الغَضَبْتَمَخَّضَ الجِدَارُ في احتِضَارِهِوهَدَّدَ الجُموعَ بانهِيَارِهِوأطْلَقَ الأمطارَ والرياحَ واللهبْفَقَاوَمَ الفتى ولم يمسَّهُ التَّعَبْثَارَتْ عَلى الفَتى حِجَارةٌ مِنَ الشُّقُوقِ:لا تُهدِّدْ الجِدارَإنَّهُ الزَّعِيمُ .. والأبُ الرَّحيمُ ..ما طَغَى .. ومَا نَهَبْ ...فَصَاحَ صَاحِبِي:إلى مَتَى تَقُودُنَا يَدُ الطبولِ والخُطَبْ؟إذنْ ..سَيُغْنِي عَنهُ مَالُهُ ومَا كَسَبْفقرَّرَ الفَتى الصُّمودَ كيْ يُودِّعَ الجدارَفالرَّحيلُ عنْ سماءِ عَرشِهِ وَجَبْوعِندَهَا ...تَعَلَّقَتْ حِجارةٌ جديدةٌ بالحلمِحينَ عادَ واقترَبْفغادَرَ الجِدَارُ سَاخِطاًعَلَى الحِجَارة الـ " قَلِيلَةِ الأَدَبْ "تَبَّتْ يَدُ الجدارِ ألفَ مرةٍ وتَبْكَمْ كانَ يشْتَهِي ظلامَهُوكانَ يقتلُ الضِّيَاءَ عَامِداًبِلا سَبَبْتَبَّتْ يَدُ الجدارِ ألفَ مرةٍ وتَبْ