الاثنين ٢٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم
هاجرتَ وحدَك يا غريب
هاجرتَ وحدَكيا غريبُفلم ترَ الأشياءَ من سَمِّ الخِيِاطْومنحتَ عينيك المَدىونظرتَ من كلّ الزواياواستقمتَ على الصراطْهاجرتَ وحدكَإذ ذخرت الحبّ ثرّا في سنامِفؤادكَ المجبولِ من طين المودَّةِمذ وُلِدْتَ وسرتَ وحدكَفي هجيرِ العيشِموثوق الرباطْهاجرتَ وحدَكَمثْقلا بالهمِّلمْ تعبأ بخمر فنونهمكلا ولا نزفتْ قصائدكَ الأبيّةفي البلاطْومضيت وحدك حينماضاقتْ بحبِّك كلّ أفئدة الذين تزلّفوالمناصب الدنيا الغَرورِ، فأجمعواأن يرتدوا وجهَ الجَمالِليفرشوه لموكبِ الكذبالبساطْقد كبّلوك بجبنهمواستعذبوا هدم المعاني والمبانيواستطابوا إذ نظمتَ حلومهمأن يتركوهالانفراطْفجنحتَ وحدَكَ في طريق الصبرِلا "لقمانهم" أنساك نفسَكلا ولا " بشّارهم " رفت له أجفانُ شعركفي زمان الانحطاطْومضيتَ وحدَك والطريقُ إلى " المدينةِ"حولَها انتصبتْ مشانقكَ الكثيرةُوالإشاعات الثقيلةُوالسياطْهاجرتَ وحدَكَوالخيولُ تخبّ بالفرسانِ خلفَ " سراقَة" تبغيكَ حيّاكي توجّه في خلاياكَ الأصيلةِكلّ أشرعةِ النشاطْوجنحتَ في الصبح البهيمِلغار صدقكَ، ما وجدتَ حمامةًتحمي رؤاكَ بفرخهاكلا ولا نسجتْ على طفل احتراقكَعنكبوت الغارِمن دمها القماطْهاجرت وحدكيا غريبمدججا بالحبّ والآمالفي درب الطهارةِفاستقمْ لا تلتفتْلا تبتئسْفمواكبُ الأنصارِ ترنو... ترقبُالصبحَ البشيرَ على عيونكمنذ أن رشفتْ شفاهك سنّة الهادي البشيرِورحتَ ترسم فجرَ دولتِك الرشيدةِبانبساطْهاجرتَ وحدكفاصطبر زمنالتنشر في خلايا الأرضمسككَليس غيرَك مَنْ تراه عريسها الموعودفي أرض الرباطْ