الأحد ٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم
اكتب بجرحكَ ما تشاءُ
اكتب بجرحكَ ما تشاءُكما تشاءْفالليلُ أعمىوالنهارُ تلفّه سحبُ الدماءْوالناس أميّونَلا يسْعَوْنَفي عصر الحداثةيطلبونَ العِلْمَنحو الصينِفي برد الشتاءْلن يقرؤوكفخطُّكَ المرقومُ بالشريانِِِمستترٌ على صَفْحات ماءْلن يقرؤوكَفلونُ وجهكَ أسمرٌوخريطةُ الجيناتِ تكشفُ عنجذورِ العُرْب فيكَوصوتُك المسكونُ بالصلواتِيُفزعهم فينتفض الفضاءْلن يقرؤوك فخطُّك الكوفيّشفّر نصّه القانونُمذ صاغوهوالحاسوبُ يجهل رسمَه بالدمعِواللوبي المسيطرُ في الفضائياتِ والهيئاتِليس تهزّه لغةُ البكاءْاكتب بجرحك ما تشاءُكما تشاءْلن يقرؤوكَفعالَمُ العدلِ الحديثِله كتاب سطّروهكما يشاء الأقوياءْونصوصُهم أصلُ الكتابِونصُّ حزنكَ والحروفُ النازفاتُ من الوريدِهي الحواشي والهوامشُ،والدساتير الحديثةُ قد أقرّت مبدأ التوثيقِفي قلب النصوصِِفلا التفاتَ لما تضرّج خارجَ النصّ الموثّق بالدماءْاكتب بجرحك ما تشاءُكما تشاءْلا تنتظر أحدافهذي الأرضُ ذاكرةٌ من التاريخِ والأشخاصِتقرأ بصمة الآتين من أحشاء صرختِهاوتحفظُ درسَها عن ظهرِ قلبٍتعرف العشّاقَ في زمنِ البلاءْاكتب بجرحك ما تشاءُكما تشاءْلا تنتظر مددافهذي أمّةُ المليارِ ضاقتْ بابتسامتِكَ الوحيدةِحين أطلقتَ العنانَ لرغبةِ الشفتينِوالقلبِ الممَزّقِِحيثُ راودك الضياءْاكتب بجرحك ما تشاءُكما تشاءْلا القدسُ في القدسِ الشريفِولا البراقُ يطير من أرض الأمانينحو صخرتها الشفيفةِفي الليالي الحالكاتِولا الرباطُ على ثغورِ رباطِها سهرتْولا نيلُ الكنانةُ ينضحُ النَّبْلَ الذي ذخرتْه بين جفونِهاكلا ولا دارُ السلام تمتعتْ بالسِّلْممذ خلعتْ سروجَ خيولِها في غيبة " المنصورِ"واستقوتْ على حلمِ الطفولةِ في مرابِعهابآلاتِ التحالفِ والفناءْاكتبْ بجرحكَ ما تشاءُكما تشاءْاكتب فأمَّتُك العزيزةُ حاصرتكَبشِعْبِ غفلتِها الطويلةِقاطعتْكَ ، وعلّقتْ سِفْرَ الوثيقةِفي الصدورِفلا تبادلُك المشاعرَ والأمانيوارتمتْ ترثيكَ في حُمْرِ المجالسِبالشعاراتِ البليغةِواستعارتْ أعينا منْكلّ أهلِ الأرضِكي تقوى على فعلِ البكاءْاكتبْ بجرحكَ ما تشاءُكما تشاءْيا سيّد الحزنِ العميقِويا صراخَ الجرحِ في زمنِ الرثاءْأنتَ الوحيدُفلا يثبّطْكَ الهراءْلا تنتظرْ قلما لتكتبَ قصّة النزفِ الطويلةِفي وُريقاتِ الهواءْسدّدْ جراحكَ وحدهاواكتبْ بجرحكَ ما تشاءْ