الأحد ١٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
بقلم صالح مهدي محمد

حين يتذكّرني الهواء

أستيقظُ
من داخلِ الفكرة،
كأنَّ هواءً جديدًا يتذكّرني.

المدى يُديرُ وجهَهُ للّيل،
يستريحُ على جدارٍ من أرق،
والأبوابُ تستذكرُ أسماءَ مَن لم يعودوا.

قلبي — مصباحٌ صدئ،
يضيءُ بالحنين
أكثرَ ممّا يضيءُ بالضوء.

في الشارعِ
يمرُّ الغيابُ مبتلًّا بي،
وأنا أتبعهُ
حتى آخرِ أثرٍ.

الكلماتُ التي أفلتتْ من أفكاري
تُحاولُ الآن أن تصيرَ وجهي،
لكنَّ الزجاجَ
لا يحتملُ الصمتَ طويلًا.

أيتها الذاكرة،
نامي على مقعدي القديم،
دعيني أتهاوى قليلًا
بما تبقّى من نفسي.

في داخلي
شجرةٌ خفيفةُ الجرح،
تتعلّمُ من الريحِ
أنَّ الانكسارَ
شكلاً للبقاء.

وأنا —
كلّما رحلتُ أكثر،
وجدتُ أنَّ الطريقَ لا يبتعدُ عني،
بل يفتحُ أبوابَهُ
من ضوءٍ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى