

في جوف إعصار
في جوف إعصار
ذات يوم استيقظ معكر المزاج ، أزاح الغطاء عن جسده ، نهض واتجه نحو النافذة أزاح الستار ، الجو ملبد بالغيم ، نظر إلى الساعة إنها تشير إلى 6:45 صباحا ، فكر في العودة إلى النوم .
مضى إلى المطبخ وضع الماء في معد القهوة أضاف ملعقة من البن ، تأمل العصفور عند النافذة المغبشة وهو يغرد ويلتقط الحبّ ، ألقى بتنهيدة سأل نفسه : هل تراه يشعر بالسعادة؟
تمنى أن يحظى بتلك الحرية التي ينعم بها ذاك الطائر.
وبينما هو يسبح بفكره تناثرت القهوة في كل مكان أغلق مفتاح الغاز، أخذ أول رشفة ثم تركها ، طعمها لا يحتمل فقد وضع الملح بدل السكر !
فتح باب المنزل وجد الصحف متناثرة ومبللة بالمطر ،أمسك بها وضعها على المنضدة
لا رغبة له في قراءتها أخبارها بائتة ، جلس على أريكة قريبة من النافذة تطل على حديقة مليئة باليمام ، الشارع يخلو من المار.
تأخر!
ارتدي ملابسه على عجالة ، خرج وهو يعبث في جيوب بنطاله لقد نسى مفاتيح سيارته في غرفة الجلوس .
عاد مسرعا صفع باب منزله مسح الغرفة بنظرة سريعة . ثم اتجه نحو غرفة نومه بحث عنه في كل مكان لم يجده !
تذكر!
أنه في البنطال الذي ألقى به في سلة الملابس ، دفع يده داخل الجيب أمسكه ، وبخطوات حثيثة ركب سيارته وانطلق ، السماء ، كان الهواء ينوح ذاك الصباح قطرات المطر تتساقط على الزجاج .
وصل إلى دائرة عمله ، لا رغبة له في عمل أي شيء أرجأ فكرة تراوده .
أمسك جهاز الحاسوب ضغط على لوح المفاتيح كتب كلمات غير مرتبة ثم مسحها ثم أعاد كتابتها مرة أخرى ، أرسل رسالة إلى مديره يطلب منه إجازة طويلة .
لحظات وجاء الرد ، إجازة طويلة مدى العمر !
لم يترك التحديق في آخر كلمة ، صفعت الحيرة وجهه طال صمته ..
ثم خرج من المبنى يسابق خطواته ركب سيارته مضى على غير هدى .
يجوب الشوارع ، كل شيء يتثاءب ، إحساس أجوف ، ابتسم ابتسامة مترهلة وهو يضرب بوق السيارة طويلاً ليبعد عن طريقه بائع الحلوى .