شراع الشوق

قصيدةٌ كتبت تحكي ألم الفراق والبعد عن الحبيب. حيث أن الكاتب يسكن القطيف ويعشق فتاةً اسمها هديل تنحدر من عائلةٍ هاشمية عراقية قد سافرت إلى بلاد الحجاز ومكثت اثنين وثلاثين يوماً. وقد حرَّك الفراق مشاعر جياشةً لديه لينظم قصيدةً تحكي مشاعره مؤلفة من عدد أبياتٍ تطابق عدد أيام ذلك الفراق.
1

شــــراع بـلا مـركـب مبـحـــر

ونــهـر بـلا جــنبــات يسـيــل

2

شــراع يـحــنّ إلـى مـركـــــب

ونـهر يسـيل إلـى المستحيــل

3

ومــركـب وصــل أراد الفـراق

عــن الوصـل مستـبقا للدليــل

4

شـراع يـرفـرف بـيــن الريـاح

ترنــح مـن بيـن مـوج كلـيــل

5

يغـني مع الريح كـي يستجيـب

شعور لدى المركب المستميل

6

تـــراه يقــــاوم تــلـك الـريـاح

لــيـمـنــع آلام ذاك الـرحــيــل

7

كــــأن الـرحيــــل بــلا عـــودة

وأن المـكـوث بـها مسـتطيــل

8

كــــأن الريـاح التـــي حـركــت

شــراعا تـحرك نعـش القـتيـل

9

تشــيعه نــحـو نــهـر الشــعور

لــيأخـذه البـحر أخــذا وبــيــل

10

تحـــركـه الـريــــح مســـتسلما

فحــينــا يــموج وحينــا يمـيــل

11

غدا الشوق في قصتي كالشراع

بـدون الوصـال غـدا كـالعــليـل

12

وحـــب تـجســد فـي خــاطــري

كبحر يـموج ليـشــفــي الغـليـل

13

فـكل الـذي صـار فـي خــاطـري

شـراع وبحـر ونـــهر طــويـــل

14

أرى الـعيــن بالدمــع فـيـــاضة

لترسـم في النـهر حـد المسـيـل

15

أرى الشعر في خاطري كالصفا

وسـعـي لـمروة مـاء السـبــيــل

16

فصـدر لشـعري كشـوط الصــفا

وعـجـز كـشـوط لـمـروة قيـــل

17

أصـوغ المشـاعر شعـرا يسيــل

وأسـكـب في الجيد عقدا جميـل

18

قــصـيـدة شـعـــر بــلا أحـــرف

ولا كـــلمـــات وقـــول وقــيـــل

19

أعلـقـها فـوق شــمس الصبـاح

لـترســلها بـعـد أفـق الأصــيــل

20

يقـلبـنـي الشــوق حتــى أفـيـــق

وجفنـي من الحلم يصحو كحيـل

21

وقلبـت طـرفي ففـاض الخيـــال

وخيِّـــل لـي كـل طـيـف جـميــل

22

وطـفــت على مسـرح الذكـريات

أكفـكف دمـعي فيـعــلو العـويــل

23

وخـــلـت كـــأن يــداً تـنـحــنـــي

لـتمسـح دمــعـي بعـطـف نبـيــل

24

هنـا أغرورقـت بالنــدى عيــنها

لــتـبـعــث نـوراً لـفـجـر عـلـيــل

25

هنـا رفـرف الريح فـي شـعرهـا

وحيــن اسـتمـالت بدا كالهزيـل

26

هنـا سرحـت فـي الدجى شعرها

لتـزهـو جـمـالا كـزهـو النخيــل

27

وحاكَت مـحــــمدَ فـــي لونــــها

فجــوهـرهـا جـذر ورد أصـيــل

28

فـــهـل يـستــــهان الأبـي الـذي

إلـى الحــب صـار لـها كـالذليــل

29

فهــلا اغـتـسـلت بـــنهر الفرات

وعــرجـت نـحـو مـقــام الخلـيــل

30

أقـبــل مـن صــانـت الـذكـريـات

ومـن للـوفـاء غــدت كالفـصيــل

31

وغـنيـت لـحــن أنـيـن الحنـيــن

فــرُدِدَ فــي دارهــا كـالصــهـيــل

32

وأعـطـيـت لـــحنـي للـزاجــلات

فـعــادت إلــيَّ بــصــوتٍ هــديــل