مغناة طائر الفينيق
عجلات الكرسي لم تتحطم في القصفهنا قتلوا شيخ الأحلامو ساقاه يجران التاريخإلى مملكة الفقراءيسقط الشيخ فجراًقتيل حمام السلامونخرج من رحم هذا الحطامفجثمانه ُيولد الآنمن غيهب الموت مزدهراً كالحياةنعود إلى سقطة الكلماتلندرك أن البلاد التي أنجبت صمت هذي الجنازاتلاتستحق اللغاتأناديك كنعان اخرج إلى الكون من كهفك الآنكيما تعيد فلسطين من نهر هذا العذابإلى البحر حتى ربيع اليبابهنا نقطة .. لا تعود الثواني مبرمجة للوراءْهنا برهة من ضريح الشهيدتوجه أزمنة للأمامو تُخرِج شعباً بأكملهمن شراك السلامسيستيقظ الآن في ساحل المتوسط طير فينيقلن يستطيع الموالون للموتأن يُخمدوا غضب الناسإني أشيَّع فيَّ قرونا من النأي عن جرح نفسيأجدل هذي الحقيقة بالموت مزمعة أن أغنيوأن أتناسى حداديلأبلغ قمة يأسيلذا لاعزاء لنا لاعزاءلا سواد يعين بلاء النساءفلا تدفنوا مرتين الشهيدخذوا عجلات كراسيهللعربات التي أُوقفت في المسيرخذوها لترجع فينا الطريقخذوها مقاود أسطول هذا الحريقو قولوا لهإن آخر ما قد أُتيح له أن يصليو يطلق هذا الدعاءسيبقى طيورا تجوب المساءو أطفاله آمنونستورق أحلامنا أبداملء زيتون هذا الجنون. . . . . . .سبأ توعَّدتِ البلاد رجوعهاسبأ وينحرف المسارلاعودة من جرح حاضرنا الى الماضينسير الى اجتراح هويةسنكون يا مرساة كنعان القديمةوسوف نعمِّرفي دربنا كل هذي الجبالصعوداً أخيراًو نذَّكر هذا الرمادبمولد فينيقنذَّكره بحرائق ابن زياد وخيل صلاحلسوف نجرعلى الطرقات الدواليب نحو هضاب الصراعإن اسمائنا تتلون بالنار والدمهانحن جئنا براية نصر الطريق
امراة النسيان
هنا امراة المطر اليوم تظهرمن ذاكرات الشتاءتكفكف جرح التسكع في نزف هذا اللهاث و تُوقفنيعند أسئلة خلتها تتآكل بعد الجوابْ ..هنا رجل يتواجه و امراة في كتابفأيهما كان أكثر حبرا ... و كان أكثر نزفاًوأيهما قد يشح انتظارا لفهرسة المكتباتومذ عدت من أغنياتي عجبتسالومي تدحرج رأسا على سفح هذا العدمتريد لسيزيف أن يحمل الان صخرتهوجه ما قد تبقى لنا من ملامحه المعمدانتجرأ أن يرفض الرقصتحت ظلال الجريمة و الشمعدانيهودية تتصهين في نصلةوتطيح برأس الحقيقة بالصولجانسفن تتناسل من خشب السند يانأبحر ثانية على زبد الحبر .. والدمبين احتضارك سيدة الموت بين مكابرة الصمت .. والصوتكيما نبوح باجساد ناقبل ان يصبح القبر ملجأنافي رحى الحربترفض امراة اعترافاً ووهمالصلاة قبيل الموات ْوحرفان فاء و باء* سيختزلانصدى امراة سوف ترفض ذل البكاءْوفي السفر فاء و باءفلسطين بيروتيختزلان خراب الحروبو لا شيء يشبه سيدة الحبر والدمغير بلاد ستترك ذات حصار شموخالعاصمة في مرايا الصمودو نحن نموت ..بلاد ستختار هذا الجنونإذا لم نقل إننا عائدون...
*ملا حظة فاء باء هو الاسم الدي اختاره الكاتب محمد برادة لامرأة النسيان في روايته
كواليس مقابلة
سر جواب لبراكين أسئلة إلى الغالية هيام حمويوينطفئ الضوء و الصوتنبقى و لا أحدٌ أو هنايتذكر ثانية من أناولا أحدٌ سوف يتنصت خلف كواليس مسرحناثم كيف تكاشفنا أمهات الشهيدهنا امراة في مرايا البكاءتقول بأنك لا تشبهين النساءففيك ملامح حواءحين تحدت إله السماءلتترك طوعا فراديس عاشقها خلفهاوما بيننا خبز ذاكرة تنآكل في قلب قيسفلا هو يذكر ليلاه بعد الجنونحين عاد غريبا من الموت يشغله العابرونألا يامسافات عمريإن ولاَّدة الآنَ تنسىكلام ابن زيدون َلا تحزني غادر العاشقونْ إلى موتهم مثل جولييتوغادر روميو إلى موتهأعطى لطفلته اسمهاولكن إذا ما رأى زوجها رجلاغيرهذا الذي في مرايا الفؤادسوف تَنَصَّتُ شاردةو تخبئ سم النهاية تحت خواتمهاسوف يشيعها والد صامتدونما غيمة سوف ترثي مآسي الجفافحبرنا الآن صار يتيم الدواةأنا أدرك الآن أن نزارا يموتبينما حزن ليلى وحزن هيام هنا باقيانشموع الحكاية كي لايسود الظلام
مراثي الجنون
أحبك لا تتسرع بطي جناحي تحت سمائكأعترف الآن أن وضوحك يأخذ شكل الضباب المخاتل ِوتشتد فيَّ الرياحْوتأخذ أشرعتي نحو بحركأنت محيط السنين التي تتجلىقراصنة سرقت كل عمريأحبك مهما بدوت بعيداًومهما تسلَّقت وهمي لأبلغ حلمكَهذي بلادي تؤرخ صمت العناكب ِحين ستنسج من خيط هذا الدمٍّ المترقق دالية ًتتصيد خمر الحياةتعتًّق في رشفة النخب أمنية ًيتسنى لها ان تكون َفي آتون التوجس ِأمتلىء الآن حزناً و شوقاً لعينيكِتتَّسع الآن أحداق رؤيايأبقى على شارعيأتكاشف في خطوتي هل وصلناهي الأرض آخرة تستطيع التوقَّفَ ثانية ليس إلاَّهوالحبُّ ذاكرة كي نؤجٍّل حاضرنا برهة في الوراء ِفلا حول لي أن أجازف ثانية بالزمنْولاحول لي كي أقامر بالنبض ِفوق موائد هذا السدىولاوسع للأرض أن تمنح العشق كل المدىتأخرت عن كل تلك النساء اللواتي حلمن بفارسهنَيروِّض خيل الأسى تحت سرج الصدىفكيف وأنت تغازل عاهرة في حواري النحيب ِلتخرس جوع العبيدْتأخَّر فينا سرير الشهيدْوغانية في زوايا البلاد تقصقص أجنحة المستحيلْتأخَّر ت عن جسد فطرأوصافه وأسلم نزواته لغزاة النخيلو بيني و بينكتاريخ أمتنا يتصاعد في غيهب الوقتِلا يصفح الكون عن ضعف من آثروا طوف نوحٍ ٍِِولامن أجازوا لقابيل يوماً جريمته في الأصيلْفكيف لنا أن نحيل كوارثنا للتساؤل ِما عاد في الأرض فلسفة سوفتجرؤ أن تتجاسر تانية ًبعد لينين ما عاد ملء العدالة ِعشٌ لأسراب كل القرامطة ِالعائدين من المدن الغاشمة ْو ما عاد ليندي ليوقظ أحلامنا النائمة ْفهل قلت شيئا جديداً ؟وهل زمن الرد وقف على أول السائلينْ!ترى هل تبقى لنا حقبة من جنون سيعلن موت الحضارات في حيِّ سوهوفلا تحتمي بافتراض الغيابِلأن الحضور هلاك ْومسرحنا يتشابه مع حلبات افتراس البطولاتكانت تسليك روما القديمة كانت تسليكهذا الصراع الذي كاد يدمي الفراغ ْ ونحن نصفِّقأكان لقيصر عينان ترقب كيف سيقتل بعض الرجال الرجال .ولا يتبقَّى من القمع غير النساء اللواتي يهيئن كعك الحدادِ لمن رحلوادون أن يعرفوا سببا للولادة أو للرحيلو أطفالهم في الكهوف يصلُّون َلاأحدٌ في البراري سيجرؤ أن يُوقِفَ الآن طاحونة البغيسرب الجياد يفرَُون جرحىوتلقي بسيِّدها في الرمِّالو حشد من العمي مرُّوا على الطرق الآن كي يرشدوا الناس نحو الشموس ِونحن نعدُّ الخطى خائفين من الموتِلا نستطيع التَّوقف في الحب ِلا نستطيع التَّخفيَ خلف قناع البقاءْسنعرف أن سوانا وصل ْجذام و طاعون هذي الليالي قُبَلْفلا حبَّ يجرؤ أن يعبر الانَمن جسدين على صدفة في مقاهي الرصيفِهو الخوف جرح تَقيَّح من عولمات النزيفْو بيني و بينك َهل ما يزال المحال ْوأشياء لا تتنبأ فيها الكؤوس جواباًإذا ما التقت ملء نخب السؤالْلعزلة دوساد* في داخلي حلكة الاقبيةْلها كتب هرَّبتها الأكفُّ التي جالدتهالى النَّشر من خرم جدران تلك السجونْتقيَّأ عشق الهدى للمجونْنساء القضاة يهرَّبن تحت الوسائدِ فحش المكائدِولم يبق حبرمن الجرح ِكيما يصوِّر عقم العصور ِالتي باعدت بين أحزاننا .. و الورقْ
*الماركيز دو ساد المعروف بتعذيب النساء في الغرب
لفيكتور جارا* أصابع مبتورة فوق أخشاب قيثارة تحترقْو نحن نجامل فأسايحزُّعلى القلب زيتوننا مثلما جزِّ نوح حقولاً بأكملهالكي يتسنى لمن ركبوا الطوف بأن يخدلوناوأن يتفادوا صديد الغرقْفيا إبن خلدون َكانت مقدمة ًويا إبن خلدونكانت هي الآخرةو ما بين هاتين سرٌ سيكتبه الشعراء بأسفارهمحالما ينطق الشهداء تفاصيل مقتلهمحالما يفصح اللغزعن صانعيهو يصبح سراً بريد الغزاةسنعرف ماذا حدثعندما سوف يولد جيل نسىو ما عاد يشغله كيف تسقط بغداد في ليلة القدر ِأشياء لن تشغل العابرين الى الجاز ِلن تتكاثر في خفة النسل ِ
*عازف الغيتار التشيلي الذي قطَّعت أصابعه الفاشية
لن تجعل الله موضوع أيماننا فانتظر ْوسرٌلطروادة اليوم شعرٌ وشعرْفطوبى لكم أيِّها الصامدون ْ حصاراً حصاراًيفاجئكم غزو قافلة في قناع هوى فجاة ًثم طوبى لتدمر حين رأت في القوافل عبء الحديد ِو ما عرفت أن وحشاً يخبئ أنيابه في جمال البعيد ْو طوبى لزنُّوبيا:إذْ تموتوشعرٌهو الشعر ْأسطورة سوف تصبح هذي البلاد التي صلبت نخلهاإن دجلة كحل وحبر العراقْ سوادبرابرة ينهبون الأوابدمن ساحة المعجزات ْفيا من سرقتم من الأمس تاريخناو من حاضر آثم غدناونحن اللذينسُلِبنا المكان سلبنا الزمانْسنغزو شوارعكم كل حين ْبرابرةٌ يُرجِعون الحضارة نحو السديم ِهنا لغةٌ من هنود يعيدون جرح سياتل نحو النِّزيفوتلك مقابر ستين مليون لايعرفون الجنازة ْولا يعرفون من الأرض إلا القيامة ْوشيء يحاسب فيكم دم العابرينْفيا امراةً دفنت زوجها عنوة في مقابر أعدائهاهنا لاتخافي زيارة هذا النزيل على فندق الغرباء ِخدي الآن آس البسوس لغار حراءو اقرأي باسم كلِّ فلسطينكلُّ الذي سوف يُكتَبُ من قصص الخلق عند اشتداد الوباءِ ِوحدنا في العراء ِهنا لاتخافي الخيام التي نُصبت من جلود النساءهجرةٌ هجرتان ثلاثٌ و نبلغ عرض السماءو إن لم نعد متلما يحلمونلسوف يعم الخرابْأنا من أنا بعد موت السرابْوأسألكم .. كيف .. كيفنهبتم كرامة بغداد كيفْوكيف استطعتم إحالة أبراج بابل في برهة للحطامْفيا أيها الوالغون بوادي الدماءْ ..وجرح العدالةمن العار أن تتركوا في المحاكم نيرونأن تتركوه يحاكم روما .. رمادافحن نحب الحياة .. فلا تجعلوا وجهها يتعفن تحت قناع الجريمة ..أستودع الآن أهليأقول لهم أنني واحد سوف يرديه هذا الرِّصاص قتيلاًو إنٍّي أعيش نزيل الجسد ْكما كان خوفو يظنُّ وبيتي الهرمْأنا واحد من ملايين يَعرُبُ لم يستطيعوا تجاوز حربينمن غير أن يدفنوا وجههم في مقابر تلك البلاد التي ما استطاعت إلى الكبرياء سبيلافظلِّت سجينة قضبان تلك الخرائط ْلقد قتلتني بلاد تبدِّل أسماءها بمرور الغزاةْعواصم مسبية تتجاهل تاريخها في المتاحف ِوطفل سينكر صرح ذويه إذا مرَّ هذا الغريبِعلى حلمه ريثما يعرف العمر أنسابهبأصابع عرَّافة تائهة ْأنا الآن نافذة ٌ إذ تطل على مشهد لا يروق لهاتستطيع التحطُّم إن لم تشا أن تكون سبيلا ًلعينين حدَّقتا في الطًّريق ْو لكنني كالمرايا على فضِّتي عبء من يُؤخدون إلى الصلب أحياءغارُ السدى وعلى فضَّتي وجه سيدة نسيت زوجهاوحبر معلََّقة أنزلت فجاة في الوحول ِوسرج رماه الزُّناة أمام سنابك كل الخيولْقناع على الأرض في آخر المهرجانْفيا من سرقتم جلال الزمانْوسر المكان ْأجل سوف نأتي إليكم من القبر .. لاشيء نخسره غير دود الفناءنعود إليكمكما عاد غوغول في معطف الكرنفال ْسنرجع يوماً إلى حينا .. رغم هذا المآ ل ..
هواجس الخيمة
وباريس لا تشتهي أن نغادرأيقونة العصر من غيرتبر الشموسالتي تتخفى بأقنعة الغيمحين يُستَجوب العلماء القدامىعن مركز الكونتخشى مقاصل من يعلنون بأن كواكبنامن غبار المجراتو الأرض دهرا تدحرج حول الشموس كجر الكراتعلى بكرات الغزاةتعودت إن أتجرع سمك سقراطإن لم أشأ إن أموِّه ما قد تجلىو آثرت موتيكما آثر الأولون الترجل و القفز فوق حبال الزمإنلئلا تصير الحقيقة كالبهلوإنوفي قصر كسرىالغد الآن يستنبط الوقت من كل ذكرىولا شيء يختلف الآن إلا جنون الحواسيب أو ناطحات السحابوفوق حطام السرابولا الطائرات تعوِّض أحلام فرناس* بالطيرإنجناحان من خيبة الأقحوإنعلى خيش (دافنشي) المتيبس يترك بسمته في شفاه الجميلةخلف زجاج المتاحف يحرسها حارسإنملايين من بشرعبروا في مطارات باريس لم يعرفوارجلا عاش عشرين عاما يهرب من ظلم إيرانلم يُدخلوه إلى بلد آمنولم يرجعوه إلى دارة الصولجإنسميرة** سيدة هربت من خيام القبائل خائفة أن تزَّوج من رجل كان أعمر منها بعشرين عاماوحطت بعاصمة تدعي نسل بلقيس في مهرجإن النساءسميرة ماتت بريش الطيور التي
*عباس بن فرناس
**سميرة امرأة نيجيرية قتلتها خطأ السلطات البلجيكية بالوسائد إثر رفض محاولتها اللجوء الإنساني هروبا من جواز جائر .
مارثتها قصائد طاغوريوم خرجنا نهز عروش البلاد التي ما استطاعت وصول الحدادو يسقط توباك*يرجع توباك**عمدة لوفنو تنسى النساء على بصمات الرداء أصابعه حين تلتف أفعى لتقتل زنجيةويعود إلى مهرجان السياسةمنتصرا ببناء تماثيلمن فتحوا بلدا آمناسوف يغفر جيل المدينةحين سيفتح في صخرة الحلم عند المساء طريقاًو نعلن أن المحطة في (لوفن) الآن تأوي القطاراتحاملة جثة المعجزاتفهابيل ماتو قابيل يتقن كل اللغاتيترجم لغو جرائمه*توباك وزير الداخلية الذي سقط إثر مقتل سميرة**إشاره إلى إعادة انتخاب توباك بعد أعوام كرئيس بلدية لوفن وهي المدينة التي تشتهر بجامعاتها في بلجيكاكيفما شاء لا أحد سيقارن نصاً بأصل الرثاءنعود إلى خيمة اللاجئينفرادى يقولون نحن اللذين سنستعمر الأرض بعد التشردنحمي كهول الحداثة من شح نسل تراءى له أن يخففعبء الطفولة بالأغنياتونُطرَد من خيمة في أراضي العدوالتي أخدت هجرة هجرةتتناسى ملامحنا حينكنا نجاور كل يهود المجرةتُلاقحُنا القدس حتى المعرةوصلنا إلى أرضكم غجراً معدمينوصلنا لكم من حروبثم قلتم لنا لا مكإن لكمأرض آدم بالناس مكتظة ٌفلتعودوا لتاريخكمأو فعودوا لأفريقيا و مجاهل كابولعودوا لزرع الحقولْدعوا في أكف العواصم منجلكمسوف نحصد كل سنابلكم بغتةو نقول لكمإن جوع البراري قدرإن مناجمكم عاقرةنحن نلملم هذا الفتاتو نعدو إلى الحلمكيف سنرجعحين يسدون هذا الطريق لبابلأويفتحون الحقيقة جرحا سينزف أكذوبة الحب منذ رماح سياتلكيف سنرجع و الصرب قد يتمواطفلة ستصير على الفورخادمة في بيوت المصلينلا أحد سيفض بكارتها سوى الساخطينوكيف سنرجع يوما حفاةوحين سئلنا بأن نخلع الآن أحذية العمرفوق سجاجيد أوقافكمو خرجنا نبعثر أحزاننامن كنائس روماوجدنا النعالتفرق بين الرجالو قالوا حفاة يمرون فوق معابدناهمج قبِِّلوا وجهناأكلوا خبزناو احترفنا اللجوءولا نستطيع التوقف في خيمة غير بعض حروبلنحصي غنائمهم من خسائرناو نعد السبايا اللواتييفضلن وضع جواري الفرنجةأكثر من زوجة ستعد الطعام لأطفالها في الحطامسنغفر إن لم يعدن لناسنغفرلو أخيراً بقيتم بغرناطة الآنبعد رحيل الخليفة من قصر حمرائكمألا فاذكروا ملكا لم يصن كالرجالممالكه ثم لم تتباكى عليه النساءخدوا زاد عودتنافي مطابخ أعدائناو اكتبوا كل عصر لناإننا الفاقدون خواتمكمفي أصابع من ربحوا حرب طروادة الآنمر الحصار وعدنا نخيلا يضيع على مهله في رمال القفارنرتب أوراق إلزا*و أحلام ولادة** اليوم*إلزا زوجة الشاعر الفرنسي أراغون**ولادة بنت اللمستكفي حبيبة الشاعر إبن زيدونسوف نرجع عند المغيبو لا ترجع العاشقات قصائدنالا يُبهر الأمهات حليب ينابيعنا أو نبيذ النعاجسوف نرجع عند المغيبلمكة نركض حول متاريس كعبتناثم نحلم أن البيوت سترجع أبنائها في القريبو لن نتجرأ ثانية أن نلوم الضياع على خطف درب و نعل و حلم و أم و طفل و خبزلأنا خذلنا فلسطين ثانية ثم بيروتومابعد غرناطة الآنما غادر بغداد تحت قصف العدو جبانو ظلت خيام الحدود تعج بريح العقود التي هجَّرت أمةنحو تاريخها عنوةسوف نترك هجرتنا خيمة خيمةعلمتنا العراق نخيلا نخيلاوفي حرب إبريلكيف تجذِّرفي الرمل رغم الهجير...
مدار الصدفة
و أنت تفتش عن أي شيءٍسيجعلني كل هذا أفتش عنك َو تهرب من خطوتي كالسرابْتحنط شوقي بهذا الغياب ْوتترك أمتعتي فوق هذا الرصيف ِأضيُّع ذاك القطارْلعلك تأتيأضيُّع أشرعتي في البحارْلعلك ريح ستأخدني نحو مينائناتمر القوافل عبر المحطات ِهم يعرفون إلى أين تذهب أحلامهم ْفي نعوش الحديد ِو أبقى على الارض أنسى مآل الرحيلْو أعرف أن الصحارى يفاجئها كل عام بزوغ النخيلْلعلك تأتي..أؤجل عمري أؤجل حربيوأترك للوقت أن يسفك الآن دهريولا يعرفون لماذا النساء يمتن على شفق الانتظارْلماذا الرجال يموتون في رغبة الاغتيال ْونبقى نحب تصالب دربين في الحافلة ِو تعرف أنك سوف تجيء الى حلكة الارصفة ِوقد أصبح القلب خلف نوافذ هذا القطارْتلوح لي في الثواني الاخيرة ِلا أستطيع الترجل لا تستطيع التوغل َنعرف أن الذي حال بيني و بينك برهة ٌولا حق للقلب أن ينبض الانَأني استويت على مقعدييصادفني كل هذا الغريب ليشهد أني وحيدة ..ويشهد أني تبادلت تبغاً مع العابرينوتملأ حجرتنا سحب من دخان يسافر عكس اتجاه القطارات شرقا ًتناول أمتعتي عنوة و اتفقنابأنا سنترك ذاكرة القلب في كحل دجلة َهوالحب يأتي و يرحل صدفةفلا شأن للقلب أن ينبض الانلا لن أفتش عن وجهك الغر في مهرجان الدخانسألقي برأسي على كتف المستحيلولن أتنازل بعد انتظارك عن عنفوان الرحيل ...
شهداء المنافي
( إهداء إلى المرحوم العزيز توماس الحمد )
وأسأل هل بوسع الصمت أن يستغفر الشعراءوأسأل هل بوسع الموت أن يستغفر العلماءهل سامحت قافلة تغذُّ السير في الرمضاءنحو الواحة العمياءوهل خطرت ببال العود عودتهمن التابوت للأوتاروهل تصادَفَ أن مرحلة مضت في أول الأياميوم أُهيل فوق ترابك الصادي سؤال الماءخيبة أخرى تعلمنا السقوط من الشواهق واقفينلكي نودع من نحب بكامل القاماتمنتصبين بين الصوت والمعنىفعمرك لم يطأطىءرغم اشتداد الريحكنت تشد أشرعتك ..عكس توقعي القرصانكنت تصوغ أغنيتك وكالإنسانحين يفاجىء الأحزان بالضحكاتوأفتقدك رغم تباعد السنواتوأفتقد الخطى بعدكلكي نمضي إلى دمناعلى وتر بلا خوفسأذكر أنني ودَّعت وجهك مذ عرفتكأنا التقينا كي نواجهأننا أبناء عمٍقد رمتنا النكبة العمياء في بلدينواختلفت منافيناالتقينا مرةً أخرىبموتك كي نجرِّب يأسناولكي نجابه ما آلت إليه الآن غربتنازمن وحيدْ بين موتك واللقاءزمن سيكفي كي نشيخوكي تُفاجئنا الجنازات الخضيبةْودعناك بالأعلام حين تكفِّن الأجسادفالغرباء كالشهداءَقتْلَى النفي والأعداء ....
بكائية
وعمت بكاءا ...فهل سترد تحية برَّادة الانَ..تشيخوف يفتح جرح المكانبملح محيط و بضعة أسئلة عن طريق المرارة والانتحارسأحلم أني مثلك أشرب نخب النهايةثم أموتوأعلن قبل نهاية هذا النهار بأني منذ زمان طويلتجاهلت دعوة أهليو جيران قلبي لكأس نبيدتذكرته متلما قد تذكرته .. أنتإني أستأنف هذا الرحيل عبر زجاجات نظارتيهإلى الخادمات اللواتي اشتهين السباتحيث لا تخذل الاغنيات الكمنجاتهذي مسارح قد تستضيف الشقيقاتكي نلتقي في الكواليسعمت بكاءا و عمت بحارامحارتك الآن تكفيرجوع الطيورلأعشاشهاهل ستكفي التوابيت كي تترجل عن موتهاتكفي مخيلة الثلجكي تغني ودادية الهمس و اللمسعمت سماءاوليس الذي تتناحر فيها البنادقلتردي السنونوقبيل الوصول لاي ربيع ...فأي التصاوير تشبهنااذا ما التقيناك في الأحد المستحيلستشبه حاضر صحرائناأم ستشبه ماضي النخيل .............
بين الموت والقرصان
يتوازعون ترابناوالأرض خبأت الزمرد في المناجم .. والحديدوليس في تاريخنا زرد جديدغابت ويمتقعون في الحشد المؤكد في آتون الحربلا يتوالد التاريخ في النصر الأخيرهل يعرف المهزوم ماشكل النهاية في مخاضات الشعوبأنت انحدار فادحأو قمة صعدت إلى السفح المسجى في السقوطوكتبت فوق الصخر ... لا أخشى من الموج التفتتأو أخشى توقع نجمتي هذا السقوطولأنني كتب ستعرف أنها صارت رمادا في النهايةالحبر قد ينحل في النهر المعربد حين ينتظر الغزاةومكاتب ستموت فوق رمال متراس سيحرسه الجنود من التوجع والتوحد والحنينوجرحت وجهك بابتسامة عاشق لأميرة خرجت على القصر المنيع ...وخيَّمت في الحلم ... والشعر الجميلنضجت على نار المشاهدحللت ميلاد من حملت على الزمن المديدخرج الوليد مقدساوبلا أب زفوه في الصحراء مطرودا من النسب الكئيبهذي المذابح سوف تغسل عارنايوم ادَّعت أن المسيح يعود في دمها لتخفي عاشقاثم ادعت أن الإله يوزع الأطفال في الأعيادصدَّقها الصغاروكذَّبت مدن نبوءتهااستراحت فوق إنجيل بكت ..قالت لطفل الغيبصار عليك أن تُصلَبلتزيح هذا العارعن جيل الجديدوفتشت .. هذا يهوذا راصدفلربما عاد الوشاة للاحتفال بمقتل الطفل البريءخرجت لتمحو في البلاد العارماغفروا خطيئتهاولا اعتذروا وإن تعب المسيحإذ كيف تهرب من شراك الآخرينولاتصير المومس العمياء في شجن الطريقوكيف تحيا دون أن تخشى من الرجم البذيء ..وترتِّب التاريخ ثانية ... تخاتل موتها ..وتفتش الغابات عن صلبان عفتهاوللطفل الشريد وداع أمك واجب .. قالت .. يابني ..سامح دمي ما كنت أعرف أنني العذراءلا أدري مصيريولسوف أشرب نخبك المشغول في جدل الكنائس والمعابد والذنوبسامح دمي وخطيئتيسامح نساءً كن يجهلن الضريبة ساعة العشق المحرمكم تكلفنا دما وهوية .. أو كذبة .. ورسالة ... وديانةمن أجل أن نمحو خطيئة امرأة ....ضموا إليك متاحفا ... وتسمر التاريخ في الرؤيافما نفع التذكر .. لو بدأنا من جديدوالأرض تحفظ غابةوهياكل الموتى التي خرجت من القبر الرهيب إلى القيامةلا ضلوع سوف تسند في الصدور هواءهاوالوجه جمجمة من الخشب السقيموالريح تخلع عظمة والأرض تنبت زهرةإن الحقيقة في الطريق إلى فضاء الوقتجند في المغارةقادمون من استعارة كاذبوتمتع التابوت بالجثث الأخيرةـ الموت في سغب الحروب ـتباعدت مدن وتشتقُّ الخرائط من مجازرهاومن نصر الغزاة .. إذا استراحوايتبعثرون كموت حب في السريرتندى بمحضرها الورود وتنحني سفن بأشرعةوتنتقل الصواعق من نوافذ برقها المجنوننحو إراقة الغيم المسافر فوق أرض قاحلةويوزع الشجر الرخيم ربيعه النادي على الصحراءوالرمل المعذبهاإنهم يأتون يخترقون أزمنةونبقى نحن منتظرين من أزل سينأىكلما استندوا إلى القانونفي التشريع والتقتيلإن الفضة السوداء لن تمتص مشهدنالأن الشمس والأشلاءسوف تضيء عزلتناونبقى فوق موج البحربين الموت والقرصانبين الريح والشطآن
المشهد الأخير
منفاك معدن كل وجه يستبيح الآن خلوتك المريرةمن سيدري كيف تعبرك ابتسامات المصلينَأنت تموت منتحباً من العتب المعربد في عبوسكَهل ترى ... آخيت شح الأرض في عينيك ؟أم ياترى سيظل وجهك أجمل ماتصادفه الصحاريإن ظلك يستبيح الشمس ...يعترف المدى كيف اتسعتوكيف قلبك نابض في الأرض في جثث الطريقهل سوف اسألماانتظارك غير صدفتنا البريئةفي ممرات اللجوء إلى المخَّبأ والصديقالآن أدرك أننا عشنا لفجر بعد غربتنا عن الماضي السحيقونمت أناملنا التقطنا الوقت ثانية لنكتب بعض قصتنا ... وماتخفيوتدنوا من قنوط الحبر ثانيةـ هنا خلًّفت كرسياومذياعا .. وقبلتناـ هنا وحدي بلاعنوانهنا وحدي بلا أحلام
صورة للغرنيكا
ولوطيون قد صاغو مدار الأرضيسحقهم إذا امرأة تجاهر أنها إنسانولوطيون أرَّقهم وميض الحب حين يضيءوأرَّقهم بأن رجالهم خسرواإذا انتصبت وراء الريح كل نهود من ذبحواعلى طرقات ( غرنيكا )*يؤرًّقهم زنوج قبَّلوا شقراءتؤرقهم طيور أجَّلت فصلا لكي ترتاح هجرتهمسيحملهم سبات الأرض للصلصاليجعل من مروءتهم سماء في مرايا الله والصلواتوندرك أننا صرنا ضحاياهمولاوثن سيحيي الميتتحت ركام هذا الحب والمدنفياعشتار موتي الآن وانتحريفنحن اليوم لاندريبأنا نسل من عشقوا
*القرية التي قصفها الفاشيون في إسبانيا إبان الحرب الأهلية وخلَّدها بيكاسو في إحدى لوحاته .
حوار داخلي
هذا المساء يليق أن ألقي بنفسي في توابيت المرايا
هذا المساء يجوز أن أبكي .. وأن أشدو
وأن أغتال كل اللهو هذي الليلة أفتتنت بكأس الخمر حتى يبزغ الآتي
اليوم خمر يا أبي وغداً سأعرف أنني ثأر لنعشك كلما برد الكلام على الشفاه
أو كلما احترق السلام
اليوم خمر يا أبي اليوم آخر رقصة
غجرية في عتمة الريح البغيضة لا تنام ..
اليوم شاركنا العشاء
كن كلما شاء المسيح من التذكر والبكاء
كن سيد الأشياء وانشد
لا تهب هذا المجون الحي في دمنا
المعاقر خمرة الغرب الرديئة
لم نعد ... نحن اللذين تفرقوا في الأرض
تقتلنا خيام السبي والصلبان ..
ويجذمهم وباء النفي .. والأحزان
هذا المساء .. أقول:
لا تخفي جراحك كلما مرت صقور الأمس بالماضياليوم خمر يا أبي وغدا خيامك سوف تصبح .. أشرعة ْفالسندباد يعود نحو الأمر يا أبتيونرجع نحن ثانية كما العنقاءاليوم خمر ياأبيوالمومس العمياء تخرج للشوارع ترتمي في حضن أول عابرقتلته رغم الجوع يا أبتي ولكن لم تمتستجوع طفلتها الجميلة بعد حينوستهجر الماخور للطرقاتتفترش الحواري ريثما يمضي الغزاةالمومس العمياء تهجر من سنينخوف البغايا التائهينعن كسرة الحب الدفينة فيجيوب العابرين ......
اختلاف
نشجت مخيلة على رجل بعيد في المهاجربين حبي والبلابلفهل رحلت و أنت تهجس بالرجوعالعمر أقصر من رجوعك والحنان الآن مختصر بدمعه ...وجهي يسافر في تفاصيل البكاء ... وفي الصحاريوجهي يسافر في الجريدةمرة أخرى إلى مدن بليدةومشقة العبث الذي راكمْت في عيني نافذةتؤرجح ما تبقى من دمي خلف الستارةهذا الجنون الآن يغريني لأجمع ماتبقىكي أكون .......كن كلما عثرت ملامحناعلى وجع التشابه فاختلفنامرة أخرى .. فهل ترث المرايا شكلناقل سوف تعرفنا قبور الحب ... كالنسيانتتوئمنا على الاوتارحين تحلل الأجساد ... والأزمانبورتريه في المنفىووحدك ممتلىء الحزن .. وحدكهذا الرصاص الذي يتوزع في صدر جدي ويحمله شاهداوالشهادة للشهداءـ بنفسجة في صقيع البحيرةتعبتُ وكل العواصم مفقدودة في الخرئطأرض ستبحر ثانية في المداروظل يغادر وهم الجدارومعركة من بقايا التتارفهل ياحبيبي وصلنا ..هنا شارع واحد يفصل الآن قلبي عن النبضقبرة تفصل الصوت عن جنة الصمتكل الخيام مهيأة للغجرإذ يعودون من زهرة الكرنفالليلقوا بأحلامهم تحت اسمنت هذي المدنْوكي يدخلوا مرة في الزمن
رؤيا
شيء نأى وانتهىربما كنت أنتولم يتبق سوى الحاضرينفمن يعرف الآن لون العواصم بعد هزيع الحروبوحين يهب قراصنة البحر يوما لكي يسلبوا الاتجاه من الأشرعةووحدك مازلت روما ترد إليك حرائقهافطروادة اليوم باردة والنساء اللواتي انتظرن سيخلعن كل حداد السنينويرقصن في مأتم الحزنمن أنت حتى تكون هناك ؟ومن أنت ؟تنكرك الآن مرآة قلبكمن أنت حتى تخثرت ملء وريد السدى .. حين أقلع بعدك نبض الصدىسيتسع القرن لكفلا تختفي في ثياب اللياليوكن كلما صار صمتك متسعا للكلام القصيدةها قد مضوا في الطريق البطيء مضواحيث كنت .. هي الريح كانت لهموحدك الآن ......... وحدكخطوة للوراء ... خطا للأمام .. تعيد إليك الزمامولكنك الآن صرت مسيح الزواياالتي صلبتك وما أرَّختك العذارىنبيا لرب تغافل عنكفوحدك أنت الذي يصلبونومن يتشهى الصليبوها أنت في السبيمن يعرف الآن نكهه هذي الدماءسماء على شفتيك تفيضوتلعقها ريثما يستريح الظمأووحدك من يعرف البرد سوط النوافذ حين يضيء سراجوتبقى أسير الشوارع في العتمفي ليلة ماطرةووحدك من يسترد حديد الأَسِرَّةفي علقم النفيمن سوف يغدو ثيابكمن أين يأتي رغيفك في ليلة ضارية .
وداعية
هل يسقط المألوف في الذكرىوداعا آخر الوهج المهاجر في الظلالوعم مساء للغريب لكي تضيء دروبه للبيتلا مدن من الصلصال كانت في خرائطه العتيقةلم تحاكمه الرمال ... ولا يبادقه التي اندثرت من الترحالياوجعي المسافر في القفارـ تعبت من الوجه المراياتأكل الآتين من خلف القناعوتستبيح دم الوجوه على فضاء الفضة المكسورياغيبي المهرول ........في شرايين المكانكيف أعيد بعد الآن نسل هويتي المجنونكي يندى دمي بملامح الطرق القديمةلم يعد للوقت أسئلة ستكفي كلما هرم الجوابأو لم يعد للحاضر المنسوج بالنسيان غير الموتفصاريتي حطام من هشيم الزانلا يجدي التوقف والكلامهل للصمت أجنحةأنا هل جئت مما خلَّف التذكارطريقي لايشابهنيوأعرف أنني المسلول من غمد الحضورإلى الغياب بلابكاء قد يُعيد إليَّ وجهيأو يعيد إلي أشيائي التي اندثرتكبرت ولم يعد في الجلد متسعليلغي هيكلي العظميضاق العالم المأفون بالعش ِ الصغيرفتبعثرت أشلاءه في الريححين تشردت سحبي ولم تمطرهل وصلنا ؟كان شيئا يائسا كالحب في أيلولكالورق المهاجر في أفق الرياحكان شيئا كالرماد الغض كالكرسي في الذكرىكالبن المعلَّقكالموانىء حين يدركها التصدع والرياحكالشراع على مشارفه الضياعوكالغروب بلا صباحفكيف يأخذ عالماً نحو الغيابولمن سيترك ظله المجنون في دمي المراقلمن سيترك خلفه أرض العراقأو كيف يعبر دون أن يرمي إلى قلبي عيونهكيف يذهب دونما تلويحة ..كي يعرف الكون الغريب بأننا كنا معامتناوبين على السجون نعد أيامالنخرج في الهواء إلى معابد عشقنافغدا ً سيرحل مثلما هجر المكان زمانهلا الأرض ترجعه إلينا أو سنرجع نحوناقلنا بفاتحة البكاء .........الحزن لن يرث الفرح
نشيج الكمان
تقيأني البيت مثل خروجي الأخيرمشيت على الدرب في البردلا دفء يغدو على الوعدِ .. أو ينير الطريق ضياء قليلفأذعنت للحلم علي سأبصر في الغيب شيئا يعيد لهذي الحياة القصيرة مايستحق ملامحها ..فالتقيت بموتي ...وكان يعدُّ عظامي ويرجئني نحو قرن جديدتوجست منه قليلاً وخفتكثيرا من الارتياحجنازات أهلي هنا لم تعد تزعج الآخرين ـهو الورد يذبل في سلة العائدين فاذبل ..إني تصيَّدت غيم العزاء الصريح....... عاشق يتذكر قبلتنا ... والوداع... فهل كان لي أن أقول له ...أن يؤجل موتي ومقتله بالرحيلفكفنت عمري بمعطفهريثما مر هذا القطار الطويلتذكرتُ أزمنة دثرتني بشيء من الريح أو عبث المستحيلوحين ابتسمت .. رأيت احتضار الأسىحيث تزداد زرقة هذي السماءلتهطل كل النجوم على غرفتي فتضيءبعينيك ... حين تباغتني بالنظروحين أباغت ذاتي على شهقة في الخطرأتلو على الناس يوما جنازة قلبي حين عبرت على الأرضآساً يعيد إلى غدنا نبض أمسيوكنت أراقص أشباح موتي ... وأدنو من القبرحين عبرت صباحافي قمة الصمتأكبر عمرا سيسرق مني السنينستشحذني في احتضاري لأعتاد بعثي على ساعديكفيحضر فيَّ المخيم ... جرحاًوفي غابة الحزن أمشي ... وأمشيليلي إليك بريق دميفالمرايا نهار لوجهك حين يجول بآخرة الحبينتضف العمر فيناوندرك عند النهايات أن الدروب الأخيرة ماثلة في مناخ الغروبوينتصف العمر ياعابرا في دمي وجنونيوندرك أن المدى ضيقفجأة بعدما صار تاريخناملح جرح يخدده الحاضر السرمديتوقعت وجهك في قاربي الآن أشرعةوعواصف ترغمني أن أغيَّر وجهة أسئلتي وغديفابتعد ياحبيبي عن شاطئيريثما يجد العائدونمن الحرب وجهتهم والزمن
صوت الصمت
ومن عفن الوقت تأتي ... سراطا حزينايفتش عن نفسه في المتاهةهانحن نحفل بالمستحيل الذي يتجلىعلى خصلة في جبينكوحين التقينا أخيرا على شفة الشيببين العناقوبين شتاء القبلصدفة أنت تشبهي كلما أوغل الوقتأو كلما أزبد البحرلماذا تجنبت قلبي .. وأنت الذي يدرك الآنأن اكتمال السماء امتدادوغيم سيهطل في جسديكدم يستحم بدمعك أجفل سهواتحدث لقلبي أن الكلام قليلوصمت المكان العليل يؤرِّقنيوالمدى فادح الموت في الحافلةكأن البلاد التي أنجبتتي تخلت عن الشمسثم استماتت لتلتحم الآن بالذلأصبحت شيئا يضاجع اسمايذكِّره أنه ابن من ؟كأن البلاد التي استعرت في دميتمارس آلامها في مدار العدووتمنحني صفة من جنود حفاةستكسرني وتبيح جراحي لغربان محنتهم في الطريقكأنك تعرف أن الشوارع لاتستطيع التقاط الهواءكلما أصبح الموت من سمة الحب والانتظاركأني اجتزأتك من زمن جارفكي تصير الدقائق مزمنة النأيخلف تساقط هذا المطر ؟؟كأني ارتكبتك في معبد في حرائق روماالتي خلَّدت عرشها في سهوب الرمادوذلت بيادقها للغزاةفلا تعترف أبداً بدميسر نبضك يبقى يجادل جرحا تعوَّد أن يتشدَّق بالنزف كل بكاء
مرثية البرهة
توحَّش فيَّ ا لحنينوصورتك الآن ضاربة الحلمفي خاتمي غيمة في سماء البكاء أعدُّ شتائي لليل طويل ..لأنك لا تدرك الآنهذا الفراق الذي يتجاوز يومين .. صار دهوراًولن تنتبهلقبري وهو يعد ملاءاته فوق صدريوتمتد كفي لتسرق منك يديكلعلي سأجتث موتي من الهدن العابرةهي الأرض كانت تدور تدورتوقفت في برهة نزهتك عن الأمسأو خلَّدت رمل مزولة في الزجاجتذكرت أنك خلَّفتني في العجاجيظل المدى قادراًً أن يبوح بدرب قصيريشكل مافيك من برتقاللكي يتدحرج حراً على شرفات التراب القتيلوفيك تفاصيل كل الحكاياالتي انتحلت موت جديوأشياء تنأى وتحضرني في خريف النوافذحين تبعثرت عند مرور قطار سريعوتعرفني من مساء الخطا في صباح ٍ غريب ـوتعرف أن الذي بيننا عابر كالحريقوأن الذي سوف يبقى .. صقيعوأن العواصف مقبلة حيثماكان حباً شهيد ...وتعرفي من شرود دميمن عشاء أخير ... نهيء فيه معاً خشبات الصليب
غريبان معاَ
تبادل صوتي وصمتك بعض الكلام الذي لا يقالوتندى حياتك بالعرق المتبخر ملء سحابة ملحستهطل فوق الجراحوعشرون حلمايعد لنا آخر العمر خيباتناسأنقصك الآن أنت رحلتسأنقصك الآن مثل يد بُترت فجأة فوق مقبض بابسيفضي إلى زمن آخر في النبيذ ...ويبقى الذي بيننا خطوة ..وبقايا حنينوصبارة سوف تخزن دمعي الذي لا يجيءكجيش من العربات يُهرِّب أعشاشه لربيع بعيدتغيَّبت عن قبلتيواستضاف العناق سواناعلى سجف القاطراتفألقيت وجهي في الريحلأنسى بأنك ترحل من مشرق القلبنحو البلاد التي لاقلوب لهاإن أغنيتي تترعرع تحت ضمير الذنوبوتسألني من أنابعد أن كان ماكانتسألني من أنا فأكونونسأل هذا الصواب الضريرلكي يتفهم معنى الجنون
حياد الوجع
كان سواء أن تتحدر من تابوت أعمىأن تتصدر كل صدوعِ البغيكي تحترف القتل السائد في المعمورةكان سواء أن يترجل عنك السرجوتبقى مثل خيول ضلت في مقتبل الحربوكان سواء وجع أعمىشَُلّ الدرب الوقت الساكن في ذاكرة حصان ضل ..ـ روحي غربت شمس أفلتليل يشعل كل نجوم الرغبة ـكنت أباعد بين الموت وبين حياتيبضع رعاة أخذوا كل قطيع الرغبةنحو سهوب الموت الداعرهل نتخطى ؟مر العالم بين يديوكنت أراقص هذا العدم الصارخ في الحاناتوكنت أصلي ألمح حلمي بين الناسوأرفع كفي كي نتعانقبعد قليل بعد كثير كان سواءكان إله .......... كنت عراة ً يحتملون البرد بصمت كي نتدثر بعد شتاءكان كهيئة معطفكان سيشبه من خلَّفت ورائيـ رمشة عين ضاع عزائي ـرعشة قلب ... ضاع العائد من أيكات الغيب الراعدصار الحشد دخانا صمتا ًكنت أردد غودو* إسما محضا
*غودو إشارة إلى مسرحية صموئيل بيكت
حالة استدعاء
الوقت مرتاع من الموتالمخبأ في جنازات الأحبةالوهم صار حقيقة ترتادكل حناجر المجد المحنط في الفراعنة القدامىسبأ تعيد إليَّ أجداديعلى عرش الكتابة ...كلنا محو لهذا اللغولن يؤاخذنا الخلود إذا شربنانهر دجلة كي نعيد على البرابرة اندحارا ثانيا ًوخراب بصرى وحمة في كفناوضباب أيام ستدرك أننالغز لعرافين ماعرفوا من الغيب المخبأ في منابعنا الكثير
ندم
تسلقني طحلب آسنٌ توقع أن أنحنيفابتسمت لهذا الغريبوكانت لنا كرمةتتسلق كل جدار قريب ...وكانت حقول لناتسابق دوماسنابلها تتهالك تحت المناجلكي تنتهي في المخابز أرغفة لنساء شهيدوكان لنا بعض بيارة يتدحرج ليمونهافوق أكتاف سيزيف في كل عيدبعد كان لنا خيلنا تتراكض مثل الصهيلوكانت لنا كلما وصل الخطو أحلامنا قبل هذا الرحيلسكون المَهاجرسدى كل هذا الأمان الخفيضيعبِّد مزولة الرمل عبر الصحارىسدى زبد القلب حين يشب عن الحبهاهم أفارقة يقرعون طبول التحديونرجسة تتعالى على عشب أحزاننا وتموتشريد يزيج عن الحلم بيتا يعذِّبه في اللياليوأم تغادر قبر بنيهاتُعد لعرس أتى فجأة رغم موت أبيهاوقبعة تتوقع في الريح هجرتها كالسنونومناديل لا تتوضع في الكفحين تعود البواخر غرباً لتُسقطها في المحيطوباء سيحصد سكان عاصمة قبل عيد الطفولةقطار يعد المحطات ينسى بلادا ً تجذر سكته في الحضيضتأخرت يوماً طويلاًفبيني وبينك هذا الجفاء الشريد
سقوط الوهم
إنها الحرب يا أبتي تتزاحم فوق الأزقةتمنحني يأس هذا السلاموتتركنا فوق أكتافنا في ملامح بارودة للأمانليخجلنا فرح الحافلات التي تستقل دم الشهداءحنيني لصدر يؤرخ في دفئه الآن صيف بلاديإنها الحربقلت لي يومها لا المناضد سوف تُعد الخرائطولا حبر أي بلاطسيكتب سيرة هذا الدم الآدميعلى ورق يتطاير في قلب مدفأة تستعر ...ما استطاعت حبائل ( ريتا ) الكثيرة أن تنتصربينا الآن جيل هوى ... ويجرجر قاماتنا في الوحولويهوي بنا كذبه في الطلولعلى كذبة في الوصولوغيم لنا لا يجيد الهطولفأيلول يحتل كل الفصول فلا تحتمي بالبقايا ... فلاهنا وطن من عزيف السباياها نستعيدك بيروت دوماهنا ليس يكفي الرصاص ليمنحنا مجد حاوي *ليس سيكفي السماءقمر واحدكي يضيء لنا شارعاً في الليالي
* إشارة لانتحار خليل حاوي
أسئلة الهجرة
مثلما البرق يعبرنا في مساء مطيرويبقى من العشب عمر نديويترك أعماق ...... قلبيمشاعا لشرق سيأخذنا للبكاءعلى موت ليلي ..هنا في غيابك تبقى جنازات عشاقهافمن قتلتهم ربابات حزن القبيلةحين تجلى على عرش ليلي خياما ذليلةومن قتلهم أساورها ... وسلاسلهاوالخيول التي جرجرت عربات الهزيمةفي عريها استسلمت للغريبخيمة في الغبار سرابات واحتنا في الرمالوعمر يريد لنا أن نموت فرادىفخذ ياحبيبي شرايين قلبي ليعبر نبضك من دمها دمناولا يتوقف في الطرق العاثرةوخذ كل أمسي غداسيمتد حتى نعيش معاًولا تخبر الناس كما ضيعتنا رسائلنا في الحروبوكم أجهل الآن قلبيوداعا لمأثرة خلَّدت صمتنا في اعتراف المسافاتأنا ابتعدنا وعدنا نفتش عن كل تلك الجبال التي أنقذت طيف تقلا *وواعدت في النساء اللواتي رمين إلى النيل خاتمنا في المساء الأخيرشاهداً معنا صلب روح النخيلسأشبهك الآن من حيث ما لست أدريوأشبهك الآن حين يٌلم بطوفان نبض الدروبالتي أغلقت دوننا كل هذا المدى فجأة .. فجأةلا تمت إنني أسترد الحياة الأخيرة في رئيتيكالسماء التي تركت غيمهافي جفوني غدافانتبه .. لايساوي الموات الحياة ....هنا يستحيل التعادل بين الحياة وبين المواتلأعشاب أرض إذا ما رحلت أغنيشوارع سوف يغادرها حلم في الوصول
* مار تقلا ممر فتحته الأسطورة لتهرب القديسة تقلا المطاردة من الرومان في معلولا – سورية
وسوف تغادرها في الصهيل الخيول( ولا بيت في البيت ) *لا حب في القلبلا عيد يستجمع الأمهاتسترجع من رحمها هوة الموت إني أمد جراحي إليك لكي تتسلق فيها دماً نازفا ًفي الحياة التي أفرغت رحمها في أسرة أعدائها
*إشارة في قصيدة الشاعر خالد أبو خالد
فافعلوا ماتشاؤونإن حبيبي يقبِّلني مرة كي اصير امرأةواخرى لكي نتزوجنبني على السطح عشا لنا ... لا ينامولا يرحل السرب بحثاعن الدفء في البردمن كان يدري بأني أهاجرقلبي يوزِّع أحلامه في شرايين أرضي التي أثقلتها هموم الغياب
كمون
عفن الرحيل ووجهة القتلى أخيراًداكن هذا المآل .. ويافع الأصداء صوتفي مهب الريح أوراق تساقط في خريف الحبماجدوى الصباحاتالتي اتَّكأتْ على يأس الغروبواقول ماجدوى الدروبإذا تلاقت عند إغراء الهروبهل انتصرنا ؟بيننا جندي هذا الوقت يحرسنا من الغيب المريبها نحن نمضي في تفاصيل التوقع آمنين كما الأجنةعبثا أنادي يا دمي الذي أخذته نبضتنا إلى الشريان لا يدري بأن نهاية السفر الطويلكخثرة في ساق امرأة تراقص جمرة الأحزانلا تدري مسافتها القريبة كم يلازمها الكساح الصعبهل سوف يغدو بيتها يوما بعيداً كالنجوم؟
وحدة
عدني الآن أن تظل حقيقتي شمسا على كتف الحبورسألت هل توقعت المرايا وجهها الآتيعلى وعد من الأطفالأن مآل هذا الحب بيت ملؤه الأعيادكيف شرخت هذا العمر حين عبرت ـ كانت تشرب القهوةفواعدها نزيل الحلم في المقهى ـتمرالآن بضع ثوان لا تدري بأن تأخر العشاق مقصلة للهفة حبنا الغجريتحدق في زجاج الشارع المكتظ بالأغرابلم يأت ... ولن يأتيوقد يأتي بعيد رحيل أحلامي من الصوتأعود الآن مثقلة...... إلى بيتيأحاور حلكة الأشياءأمضي الآن في الوحدةأراقب عبر نافذتي تأثر نجمة في الليلأسرابا من الأحزان خلف غيوم حاضرناوفرحة قطة بالجبنتسلُّق كرمة للسوركيف الشمس لاتحتاج ضوء الأرض حين تغيبكيف تدحرج العربات حاضرنا إلى الأمسولا يكفي رنين الهاتف المهجور أن يجتاح صمت الدورلأدرك أنه قد عاد .. وأني الآن ذاهبة إلى نفسيبرغم فداحة الديجور
تلويحة للغد
بعدت كثيراً وطيفك يقترب الآن من وجهتي آملا بالوصولإلى مستهل الشروع بحب أخيرو أعرف أنك ظل لآخر يبتعد الآن في الذاكرةتشابه وجهين حين انزوت في المرايا التماثيلواحتضرت خلف هذا الغياببلاد تذكرني أننا لم نغادروأنا نلازم هذا النحيب لنلتقط الآن أي ابتسامةكأني توقعت فيكشروعا بقتل الكثير من الذكرياتفكيف تحيل الزمان إلى الأمسليس يقربك الحاضر الآن أو أي آتٍفأنت من الأمس جزءوأنت من اليوم كلسيغتصب اليوم والغد والمستحيلوكل الكثير سيبدو قليلاًفلا تتجرأ بأن ترتمي في ضلوعي حسبك ما قد تبقى من العمر ... ضيَّع مستقبلا في التذكرأني أريد مغادرة الوقت نحو اتجاه وحيدوخلفي حطام العواصمحين تصير الخرائط فوق موائد غزو جدي
عزف منفرد
هل كان جرحا غير هذا ......... ياصديدالخثرة انحلت ليبتدىء النزيفكل الحروب تليق بالسلم الذبيحهل نحو مأزقك الأخير يصب طوفان الغريقترث المراكب نجمة كانت يؤرقها السقوط المر تحت نعال من مروابلا مدن سترجعهم إليها ملء تابوت قديموتوقعوا أن اللغات الآن باذخة الغموضكل الجهات تفر من جيش يعادي خيمة في آخر الصحراءتغدو قلعةوالعمر لا ليلي سترجع قيس أحلامي إلى المقهى المدمركي يريق الكأس فوق طاولة الغزاةتأخر النخب الذي شربوه من دمهفكونوا بعد أن فقدت مرايانا العيونفهل نكون ولا نكونهل توأم العدم الوجود ؟على كمنجات الجنون
اندثار
هذي الجميلة ضاجعت كل القراصنة القدامي واستراحت في النبيذنهبوا الكنوز وألف كنز كان يغرق تحت صارية النزوح إلى العدم ..تلك الجميلة قبَّحت فردوسهاوتمرغت في الليل أغوت كل من حلموا بتفاح النهود ...كل الذين تهوروا .. قُتلوالتصبج في معاصمها السلاسل من ذهبوالآن تصحو...يزحف الجرب الخبيث على مساطب جلدهايفضَّها ... جرحاً فينزف وجههايتقرح الجسد الجميل ... وفي المرايا ... لم تجد جثمانهاخدعت بصيرتها المراياوتبعثرت في الريح صورتها بقايا ..
ذاكرة
تعصف فيك رياح الوحدة ... تدنو من موتكقبراً قبراًوبلابل عمرك تسقط في فلوات الزهو العابرأنت جنونوهج عارضوأنا موسيقى أنت رماد الروح الخامد ... أنتووحدك تنمو ..ثم تطير طيور حولك ... حل ربيع آخرأنت تموت على تمثال خالدوحدك تدنو من نشوتك وتخلع آخر وجهكان يموت على الجدرانتخلع ظلك تمحو نسلكتقطع كل بيادي الموت الخاليتصبح أنتكان شتاء يفصل بين القيل وبين القال ...وكنت تودع فيك سماءاسقطت غبَّ شتاءثم تجوح الواحة تحت نعال الخيل كأن الوقت دخان ...كأن دمي يتضور هذا الزمن الخائن بين قرون ضلتويحك /إلزا*/مات الشاعر في ملكوت الوعيوكنت إلهاً يذرع هذا الكون ويصفو كل صلاةكأن الخلق يجرب فينا كل خطايا الوله الأعمىكأن الوحل سيقطر من نعليَّ تراباهل كنت سماءك بعدييصلح أن يتدثر فيها الشاعرمات يقينك يا ( أوديس ) ومات النولوماتت بعد حروب السبي خيولككنت رجالاً من أوسمة حديدكنت الفجر بعض سلاطين المعمورةمن يصلون إلى مفترق الدرب فرادى ...كنت شقياً تشبههمكان الوقت لهاثا من عامين ولم تتذكركان سواء أن تتذكر .. أولا تتذكرأن ينسى البعضأن ينسوا بعض الزمن الحافل بالأعراقمن يتذكر تلك بلاد وأدت حلما
*إشارة إلى إلزا أراغون
تلك بلاد قتلت خيلاتلك بلاد صرعت نجما حيامن يتذكر ..كان سواء أن تترجل عن صلبان الرغبة يوماكان سواء أن يتحمل أي مسيح عبء الصلبوكان سواء أن تتضور ( مريم ) حزناأن يتخطى (السين)منابع هذا الحلم الطاعن في باريسك حزناًوهو سواء أن يتمطى تحت لحاف الرغبة رجل فقد امرأة يوما ُأن يتخطى الليل الآسن فجرأ
هروب
تحاشينا نزيف الأرض في أقصى أسرتناوأخلينا مقاعدنا لعشاق سيهتمون بالبارود حين يجيء متجها بدون وعودكنت أريد أن أجتثمن أسمال حاضرنا معاطفناوكنت تعيد كل مظالم الطاغوتكنت الأمس جنديا لقيصر حلمنا الأولومر الحب في جسدي خلاسياوكنت أريد أن أخلو إلى زمنيلكي أعتاد أن أنجو من عينيك حين نموت في دمعةوغادرتكوغادر وجهتي طير إلى أمسكوقلت بأننا أعداءقلت خرائط الدنيا بلا أسماءحين تراقص الأشعار أغنيةوقلت الحرب قد عصفت بكل خيام ذاكرتيوتفتح خندقا من نفط رغبتنا وتشعلهفلا أقوى على إمطار كل الحزندخان كل غيمتنافعد من حاضري رجلايُعدُّ الآن أمتعة من التاريخ حين يحطم الآتيوينهب من متاحفناصفاء الحلم في الماضي
أسئلة*
سنحتفل الآن ياصاحبي الموت ـ نخبك ـفهذا الأسى نعش من يتَّموكوخمر لناالآن أمر ..وثأر يلوح للخيل أن يتهيأ نصف الصحاريورائي ونصف المدى ليس يكفيوها أنني عائد نحوك الآن في مهرجان انغلاق ..لجلدك عرش النحيب الأخير شفاهك بوابة للكلام القتيلووحدك حتى أواخر نيسانتزهر وحدك كل خريف سيأتيستسقط في الريح ما لملموكَووحدك تسأل هذا الشتاء بأن يعتلي غيمة بعد صيفووحدك أنت فقهوتك الآن غائبةإن شايك يبردباب سيفضي إليك إذا مرهذا الغريب عليكووحدك تنمو كصبارة لم يعد شوكها يجرح العابرينكشيء نأى وانتهى ربما كنت أنتولم يتبقى لقلبي سوى العابرينفمن يعرف الآن لون العواصم بعد هزيع الحروبوشكل المراكب حين يهبُّ قراصنة البحر يوما لكي ينهبوا وجهة في شراع خربْ ..وحدك الآن روما ترد إليك حرائقها وطروادة اليوم باردة والنساءاللواتي انتظرن سيخلعن كل حداد السنين ويرقصن في نعشك الحزنمن أنت حتى تكون هنا الآنمن أنت حتى ستنكرك الآن كل المرايامن أنت حتى تخثَّرت ملىء وريد السدى حين تراجع نبض المدىسيتسع القرن لكفلا تختفي في ثياب الزمانوكن كلما صار صمتك متسعُا للكلاممضوا في تلكؤ درب مضواحيثما كنت والريح كانت لهموحدك الآن زنزانة للوراءخطوة للأمام تعيد إليك الزمامولكنك الآن صرت مسيح النواصيالتي صلبتك وما أرَّختك العذارىنبيا لرب تغافل عنكولم يلتفت ......وحدك الآن من يصلبون سواكومن يشتهي الآن موتا أشد عراءاً من السبي ...من يعرف الآن نكهة هذا الدمالمر حين ينز على شفتيكوتلعقه ريثما يستريح الظمأ ...وحدك الآن من يعرف البردسوط النوافذ حين تضيء سراجاويتركك العتم عنبَ الشوارع في ليلة ممطرةوحدك الآن من يسترد حديد الأسرة من علقم النأيمن سيكون ثيابكمن سيكون طعامكفي ليلة خاوية ...
وصف الحال
وتوقَّع الوقت القريب يشد أزر الانتظار بدمعتينليمنح العادي في محض الكلام نهايةليتيح للغة الرديئة أن تسافر في معالم صمتههيهات يكفيه الترنم في البقاياالآن يخلع وهم بزتهويلقي بأوسمة الشروع بقتل موتاه القدامىالحزن علَّمه التمرغ في سواعد من هَرِمنَالآن يعرف أن قريته متاع العابرينوبيته المسكون أشباحا تحول مقبرةكل القطارات التي عبرتهتزبد غيمة تقتات من فحم ستحرقه المسافات اليتيمةربما في الأمس واعده الغد المرهونحين يمر مغتربا على الأعيادلا يكفيه شمع كنائس التعساء كي يبكيولربما في قاع غيبته نساء يشترين الآن منديلاً يؤرِّخ أنه ميت بلا قبريضم رفاته المنثور في الطرقاتوالناياتويوم رحلت لم تدرك بأن الأرضأضيق من خرائطهاوأن العمر مأساة على الماساة
قرار
شبق النحيب لغيمة نُبذت على أفق متاح ٍ دربهاوجنود بابل بعثروا دمهم على مد الرياحفهل ابتدأنا من هناأم أن حافلة الحياة توقفت في معبر الموت السحيقلآل يثرب والصحارى والضحىزبد على بحر يجف وموجة أخرىستعزف بالقوارب نحو آلهه الصقيعالليل آخره غدفرح يواعد وردة العيد القديم ِبنات كابول انتحبنخمارهن يكمم التاريخ في الجسد الوحيدنزق الصليبيين يدنو من نهايته الأكيدةمن يكاشف وجه ماضينا القريبوعلى مشارف حزننا خوذ على قمم الجبالوطني هناك يصير محكمة مدارا واسعاسيغيِّر الشمس التي صهرتهمنذ تَشَكُلِ الكون المعبَّد بالعبيد
وحشة
تريث تريثفإن ذويك يعادونك الآنملح وخبز يغامر أن يتقيأ هذا الدم الآدمي الذي يربط الآن بيني وبينكبيني وبينك هذا الوريد الضليل الذي سوف يفرغ نبضته في السؤالتريث..هي الأرض تحمل نزوتها في دموع الأرامللا قبر سوف يسجي صلاة المسافرلا مدية في يديْ كي أحاربلأبلغ رتلك ... إني خواء ... خواء ...ويمتلىء الآن صوتك بالحزنماعدت طفلاولا كنت طفلة ..لتدنو حجارة قهريوهذي حجارة أرضي ... تقاربنيسوف أحملها في عيوني خطفاكأني هرمتكأني ارتجفتوماعدت أصغي لوقع خطا العائدينإلى أي أرض سأذهبأنا مثل غيريفلا تتعجلبلادي تعج بأبنائها دائما وتقاتلماكان فينا سوى الحلمأنت تأخرت حرباكأن الرياح ستطفىء كل نجوم السماءكأن الذئاب ستنهش وعل الدماءوتلك الجبال تردد صرخة أمييموت صداها على قمة الكبرياء
توقع
وداعا لهذا الرذاذ الذي بلل العشب في طبقات المدىعاريا من غيوم بكت .... سوف آتيهنا بغتة يستحيل الكلاموكنت يسوعاً لبرهة حبتجادل موضوع صلبك في أول المستحيلوداعا لنا عند أول ناصية برعمت خطوة ... في الرحيلتتمزق بين اتجاهينوداعا لك الآن خوف من القحط والبرد والوقت هذا فراغك يمتد ملء الرحيق الأخيروقهوتك الآن بن الغياب ....... وبن الإيابتروق لنا ثم تغمض نكهتها في الفناجين كي نتعرف أن الذي قد تبقى من العمر طحل السنينوأنا سنرشف عما قليل دما باهتا وانتحارات يوم مطيرمضى مسرعا تاركا وجهك الفذَّ ذكرىإذا ازدحم الصمت بالكلماتإذا الصوت ماتعائد ربما أنت سوف يتسع الآن جرحيلموتك إن لم تعد سيتسع القلب دوما لقلبك إن لم تمت
كواليس ورقة
يذكِّرني هواء الليل بالميناءحين رحلت كانت بابلي ثملةوكان صلاح يخرج من خراب القدسمتشحاً بظل صليب من هزمواوكانت بعدنا المدنيذكرني رحيلي الآ بالسيابحين يجاهر امرأة "أحبيني"*وماعشتقته غير المومس العمياءومر العمر فوق ندوب وجه عاشق ثملوماذكرته غير رسائل العشاق ...تناسل في شرايينيفيا طروادة انتصري وخونينيهنا زمن بلا أسوارولا تنسي بأني لم أعد طفلالأجدل من حصاك الآن مجزرةكبرت ولم أعد طفلاً على متراس أعدائييحيل الموت سخرية ...
*إشارة إلى قصيدة السياب
كبرت وكان محمدي* يحبو وراء جدارهذا الخوف يسألنا بأن نحميه كي نحيا ...وكنا العمر نهرب ثم نحتضروكان محمدي طفلاً حقيقياً يريد الحب والأعيادكان أبوه لا يهوى بنادقكمكان محمدي يهوي كما لو كان ورقة توتليكشف قبح عورتكمعلى التابوت
*إشارة إلى الطفل الشهيد محمد الدرة
بوح مبكر
تأتي إلى روحي .. فتنحرني احتملات التشظي ..قد يسعد التأويل بالتشبيهوتنتثر التفاعيل التي نسجت قصيد القلبقلت أجيء ممتشقا رعاف الحرفلو أغنيت آخرتي بشاهدةوقيل أموت منتصباولا أحد يغني الآن مرثاتيلقد رحلوا ....... ومرت كل مأساتي بلا أحدليحملها إلى شيء من التذكار سمارٌ .. وأحبابٌسينفضون بعد جنازتي للحفلفللأ شياء رغبتها بأن تمضي إلى العدمويبقى في رفات الشيء صبح دونما ندموئيدا قد يجيء الموت والأحباب منشغلون بالدنيا وجمع الماسوحيدا كنت لا أدري بأن الحب لا يكفي لكي نتجنب التابوت .. والقبراوبعد الموت هل يكفي كتاب من حطام النحوهل يكفي لكي تبكي على نعشيلأشعر أنني قد عشت ... هل يكفيتماهي الحزن بالدمعفلاأحد يعيد الميت في الفصحنظل نكاتب الغرباء كي ننجو من الوحدةـ يموت الآن عصفور على لحن من المعدن ـولسنا عند نسل الوقت من زمن ومن حنظلفيا موتي .... ستأخذ ثدي أسئلتيفلا حب سيوقف جمر ذاكرتي عن النسيانوحدي جئت والعكازوحدي في تراث الزنبق الشاميـ لا أدري ـلماذا النبض منصاع – فهل تدري – لحزن القلب ...أخشى أن أموت الآن كالأوراق في الشجرعلى الأغصانأخشى أن أموت الآنبلا لغة تؤهلِّني ... ولاأحزان ..
فوضى الأزمنة
قدر يليق بكاهن يجتاز آلهة الخطيئة والذهبهل يعرف الماضون من كفر لكفر أنهم هزمواقدر يليق بكاهن يتجاوز اللاهوتأو قدر يليق به ليبوح كالقديس بالسر المخبأ بالكهوفهل يعرف الماضون من كفر لكفر .. كيف تنهار الصفوفأو كيف ينتصر اليقين على الخطيئة ... والفضيحة ... والظنون ؟أو كيف ينهزمون في زمن الخطيئة والذهبلا تدرك المدن السليبة أنها سقطت على سطح المجونليصير كاهنها شريدا مثل ( تقلا *)يوم طاردها الغزاة على جبال المستحيلياأيها القديس كيف مررت بالناس اليتاميوسكنت عرض الأرض مذبوحا تراودك الهمومهل أنت من روَّضت وحش الوهمناولنا رغيفا ... كي نقومأو سيقتلنا الخواء الصعبماعادت معابدنا لنا أو عاد من سفر مخلِّصنا إليناالناس تنخرها الحراب
*القديسة تقلا في معلولا
والأرض مثقلة الخراب ....وتحالفت زمنا مع الطاغوت والطاعون والأرض اليبابثم استوى في رحم شك مزمنخلط المزيف بالصوابوحدي وقديسون حوليأرقب النسل الذي يجتر صلبان الوباءوحدي وبوذا الآن يقبع في عراء باذخوالآخرون سيتبعون فحيح جدواهم إلى العدم المؤرَّخ في اللهاثولا مدار يستطيع الآن أن يجد الطريق إلى دميهذا أنا ...أطراف أحلامي التي بُتِرَت على أعتاب ألغام الطريق إلى الحقيقة .. والمدى .. ذهبت سدىكن مثلنا كالأمس ياقديسنا المطرودكن سيد الأحزان متسعاً لنامذ أعدموا( سقراط *)تقتلنا السمومتنز من غيم إلى أرض بلا اسم ... وتاريخ .. وملحمةومن صبح .. إلى حرب .. فمجزرةونحن الآن قوادون في ماخور هذا الزيف والأوهامكيف ننام إذ تدري – أسرتنابأن عقولنا اغتصبت كما الأحلام
*بالسم
مرثاة لشاعر لم يمت(إلى روح الشاعر الكبير محمود درويش)هاهي الأرض بعدك تَشْحُبولا يتبقى لديَّ مكانهي الشمس بعدك تغربفأنت شرايين قلب يموتعصافير عش هوى في الرياحوأنت الذي سوف يبقى لحنجرة شاعرةفأنت الصداح الذي يتبقى لنا حين نرحل ...أنت وجوه تعرت أماميودمع يبلِّلِّ جفنيّأنت كل الأرقووحش اغترابي الذي يتصدى لكل الكلام الأليففلا تبتعدبعدك الأرض قحط مخيفوهذه السماء تكاشف ارضاً بأن الغيوم سديم ..وأنت الرذاذ الذي في مآقي النوافذ ليلاًندى وردة فتَّحت في إناء غريبْأنت كل المدى المستريح على كتفيَّوأنت حقائب هجرتنا في السفرأنت عشق المحال وصوت الغجرعابرٌ في غيابكأوحاضر في القصائد حتى الأزلحصانك ظل وحيداٌوصوتك ظل فريدا ..يقول لنا ..أطلقوا النار ..إن الخيول الكريمة مدعوَّةٌ لتموتإذا أتعبتها المذلة ..أو أتعبتها جراح البيوت
الفهرس
إعتذارات فوضى الُسبات
المسيح المعاصر
مغناة طائر الفينيق ( مهداة إلى الشهيد الحي أحمد ياسين)
امرأة النسيان
كواليس مقابلة
مراثي الجنون
هواجس الخيمة
مدار الصُدفة
شهداء المنافي (مهداة إلى المرحوم الغالي توماس الحمد)
بكائية
بين الموت والقرصان
المشهد الأخير
صورة للغرنيكا
حوار داخلي
إختلاف
بورتريه في المنفى
رؤيا
وداعية
نشيج الكمان
صوت الصمت
مرثية البرهة
غريبان معاً
حياد الوجع
حالة استدعاء
ندم
سكون المهاجر
سقوط الوهم
أسئلة الهجرة
كمون
وحدة
تلويحة للغد
عزف منفرد
إندثار
ذاكرة
هروب
أسئلة
وصف الحال
قرار
وحشة
توقع
كواليس ورقة
فوضى الأزمة
بوح مبكر
مرثاة لشاعر لم يمت ( مهداة إلى روح الشاعر الكبير محمود درويش )