الأحد ٣١ آب (أغسطس) ٢٠٢٥
بقلم أسامة محمد صالح زامل

لم تعرفي القصر

لمْ تعرِفيْ القصرَ كيْ تخشَيْ من القبرِ
يا نفْسُ ما الفرقُ بين الفقْرِ والقفْرِ؟
لمْ تبتلِيْ العِتقَ كيْ تخشَيْ من الحشْرِ
يا نفسُ لا فرقَ بين الحشْرِ والأسْرِ
ما كُنْتِ فيها سوى عُشْرٍ منَ العُشْرِ
وما جَمَعْتِ إلى صِفرٍ سوى الصِّفْرِ
وما انْتَقَلْتِ بها إلا على الجَمرِ
وما اصْطَحَبْتِ سوى صَبرٍ على الصّبرِ
أذُقْتِ من أُكْلِها أحْلى من المُرِّ ؟
أشربةً نلتِ لم تُغلىْ على الوَغْرِ؟
أعزَّ فيها امرؤٌ منْ غيرِما وزرِ ؟
أجاعَ من خلْقهِ فيها سوى الحُرِّ ؟
أذاعَ من قلمٍ فيها سوى الهِتْرِ ؟
أَرُدَّ إلّا كتابٌ مِنْ ذوي الفكرِ؟
أمِنْ جديدٍ سوى عن صَولةِ الحُمْرِ؟
أمن مُعادٍ سوى عنْ نكبةِ النُّمْرِ؟
أطالَ عُمْرًا بها حُكْمٌ سوى الكُفرِ؟
ألم يطُلْ حُكمُهُ فيهاعلى الدّهْرِ؟
يا نفْسُ ما ظلَّ من أهليكِ من نَفَسٍ
تخشيْن من أجلِه الآتيْ بلا عُمْرِ
ما ظلّ منهُمْ وقدْ كانوا سوى صُورٍ
تضيعُ في زحمَةِ الأبياتِ والنَّثْرِ
وذكرياتٍ على النسيانِ قادرةٍ
لولا الكثيرُ من الإتيانِ والهَجْرِ
عاشُوا كما عِشْتِ ما نالوا وقد وُعِدوا
كما وُعِدْتِ سوى الآلامِ والقَهْرِ
يا نفسُ تحتَ الثّرى صاروا وخلفَهُمُ
ما تشهدينَ مِنَ الطّغيانِ و الشَّرِّ
يا نفسُ فوق الذُّرى كانوا وحِلفُهُمُ
الذي افْتَقَدْتِ منَ الإحسانِ والبّرِ
والعزُّ والعلمُ والإيمانُ في شظَفٍ
والآلُ والصّحبُ من أسْرٍ إلى أسْرِ
والذلُّ والجهلُ والإلحادُ في دَعَةٍ
والتِّترُ والرّوم منْ نصْرٍ الى نصْرِ
فاليومَ يا نفْسُ من فقرٍ الى فقرِ
وفي غدٍ حانَ منْ قفرٍ الى قفرِ
فأحسني الظّنَّ بالرّحْمنِ وارتقبي
اسْتحالةَ القفْرِ فردوسًا إلى النّشرِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى