

فراغٌ بيننا يتوجّع
كأنّ المسافة ليست بُعدًا،
بل جرحًا يسيل في الهواء الطلق،
يتصبّب بين الكلمات حين نحاول أن نقترب.
الليل يمدّ أصابعه الباردة،
يحصي ما ضاع منّا،
ويتركنا نرتجف أمام صمتٍ يزداد ثِقلاً.
الفراغ بيننا يتوجّع،
مثل روحٍ محاصَرة،
كلّما أردت أن أمدّ يدي نحوك
اصطدمتُ بجدارٍ شفّاف،
لا يُرى… لكنّه يخذل العناق.
هل تسمع؟
حتى الصدى لم يعد يعرفنا،
حتى الضوء يتردّد أن يمرّ من هذا الفراغ
الذي صار أوسع من قلوبنا.
كأنّنا نكتب على حافّة الريح،
كلّ حرفٍ يتناثر،
وكلّ محاولةٍ للبوح
تتحوّل إلى صرخةٍ معلّقة
لا تصل، ولا تنطفئ.
يا لفراغٍ يتوجّع بيننا،
كائنٍ غامضٍ يعيش من أنفاسنا،
ويكبر كلّما حاولنا أن نصغّر المسافة.
لكنّني
أظلّ أفتّش في هذا البُعد عن أثر،
عن علامةٍ تقول:
إنّك ما زلت هناك،
وأنّ الوجع
ليس سوى طريقٍ آخر نحوك.