السبت ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٢٣
بقلم إبراهيم سعيد عبده السيد

عَلَى خُطَى الحُبّ

نُورٌ مِنَ الغَارِ أَهْدَى الحِبْرَ والمَدَدَا ...
وَسَطَّر الكَوْنُ مِن أَهْدَابِهِ الرَّشَدا
والناس دُونَ سِرَاجِ اللهِ فِي ظُلَمٍ ...
وَرَبُّهُ مُنْجِزٌ بِالحَقِّ مَا وَعَدَا
وَالسَّائِرونَ لَهُ فِي خَطْوِهِمْ وَجَلُ ...
يَخْشَى العِثَارَ الَّذِي يَرْجُو اللقَاءَ غَدَا
مَا لِي ولِلْبَحْرِ إن هَاجَ العُبَابُ بِهِ ...
وَفِي البِحَار مِن الرُّبَّانِ مَنْ شَرَدَا
وكَيْفَ أُهْدِي رَسُولَ اللهِ مِنْ كَلِمِي ...
قولاً يُكَافِئُهُ مِنْ فَضْلِهِ عَدَدَا
إِنْ جِئْتُ أنظم درًّا من فَضَائِلِهِ ...
تَحَيَّرَ العَقْلُ مِنْ أَيِّ الكَلَامِ بَدَا
فَفِي نِجَاءِ الهُدَى فَضْلٌ لَهُ أَحَدٌ ...
وَمِنْ نَدَى قُرْبِهِ تَهْمِي الأَكُفُّ نَدَى
لَكِنَّنِي أَصْطَفِي مِمَّا يُعَالِجُنِي ...
إِنْ بِتُّ فِي جَمْرَةٍ كَانَ الثَّنَا بَرَدَا
فَاجْعَلَ إِلَهِيَ رُوْحَ الطُّهْرِ لِي سَنَدًا ...
سَدِّدْ بِهِ أَحْرُفِي واشْدُدْ بِهِ عَضُدَا
بِذِكْرِ أَحْمَدَ مِسْكٌ لَا نُزَايِلُهُ ...
خَابَ الَّذِي عَنْ أَرِيجِ الحُبِّ قَدْ بَعُدَا
نَظَلُّ بَيْنَ مُحِبِّيهِ الأُلَى نَصَرُوا ...
وَمَنْ يُعَادِي حِمَاهُ المَاءَ وَالأَسَدَا
وَحِينَ أَدْفَعُ مَنْ بِالشَّوْكِ يَرْصُدُهُ ...
أَسلُّ سَيْفًا شِهَابًا لِلَّذِي قَصَدَا
فَإِنَّ حُبِّي لَهُ نَصْرٌ يُؤَازِرُهُ ...
وَفِي الكَرِيهَةِ تَلْقَى بَأْسَنَا رَصَدَا
يَا خَيْرَ مَنْ دَثَّرَ الدُّنْيَا بِرَحْمَتِهِ ...
وَأَسْكَتَ الشَرَّ حَتَّى غِيظَ مَنْ حَسَدا
عَجِبْتُ مِنْ نَفَرٍ بِيضٍ جُلُودُهُمُ ...
سُودٍ قُلُوبُهُمُ يُؤْذُونَهُ لَدَدَا
لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّهُمْ مِنْ غيهم مَرَدُوا ...
فَأَطْعَمُوا عَقْلَهُمْ نَارَ الَّذِي حَقَدَا
وَلَوْ تَرَيَّثَ مَنْ فِي قَلْبِهِ دَخَلٌ ...
عَنِ العِدَاءِ لأَلْفَى نَجْمَهُ عَدَدَا
فَانْثُرْ رَمَادَ العِدَا فِي عَيْنِ شَانِئِهِ ...
وَانْظِمْ مِن الحَرْفِ مَا تَمْحُو بِهِ الرَّمَدَا
يَكْفِيكُمُ أَنَّ عِيسَى فِي رَسَائِلِهِ ...
سَاقَ البِشَارَةَ، فاظْفَرْ بِالَّذِي عَهِدَا
لَا يَجْهَلُ النَّهْرَ مَنْ جَفَّتْ جَوَانِحُهُ ...
وَلَا يَذُوقَ الهَوَى مَنْ قَلْبُهُ فَسَدَا
فَإِنَّ شَمْسَ رَسُولِ اللهِ لَيْسَ لَهَا ...
نِدٌّ يُمَاثِلُهَا قَصْدًا وَمُعْتَمَدَا
وَاصْعَدْ بِحُبٍّ إِلَى عَلْيَاءِ حِكْمَتِهِ ...
لَا يَبْلُغُ الأَوْجَ مَنْ فِي بغضه قَعَدَا
أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ أَمْرٍ يُنَاوِئُهُ …
وَمِنْ هَجِيرِ قُلُوبٍ أُغْلِقَتْ أَمَدَا
وَمِنْ ذَهَابِ الحَيَا عَنْ رِيِّ أَنْفُسِنَا ...
فَإِنَّ حَرَّ الجَفَاءِ يَحْرِقُ الكَبِدَا
وَمِنْ جُحُودِ الَّذِي فِي وَصْلِهِ عَبَقٌ ...
وَفِي القِيَامَةِ نَلْقَى قُرْبَهُ رَغَدَا
أَجْمِلْ بِقَوْلٍ رَسُولُ اللهِ غَايَتُهُ ...
مِن الفُؤَادِ يُحَاكِي نَبْضَ مَا وَجَدَا
مَنْ لِي بِطَيْبَةَ أَدْنُو مِنْ مَرَابِعِهَا ...
عَلَّ الحَنِينَ يَكُفُّ بَعْدَمَا سهدا
فَشَوْقُ قَلْبِي لَهُ نَبْعٌ أَعِيشُ بِهِ ...
أَعْظِمْ بِهِ مَوْئِلاً، واحْفِلْ بِمَنْ وَرَدَا
وِفَادَةُ المَدْحِ للمعراج تُلْهِمُنَا ...
ذخرًا مِن الوَحْيِ، لا ضَلَّ الذِي وَفَدَا
فَقَوْلُ أَحْمَدَ طِبٌّ يُسْتَطَابُ بِهِ ...
وَفِي التَّنَادِ غَدًا طُوبَى لِمَنْ سَعَدَا
لَمْ يَأْتِنَا شَرْعُهُ إِلا لِمَرْحَمَةٍ ...
فَهْوَ الرَّؤُوفُ بِمَنْ لَبَّى ومن جَحَدا
أَرْسَى السَّكِينَةَ فِي أَرْضٍ تَمُورُ بِهَا ...
حَرْبُ النُّفُوسِ فَمَاجَتْ نَارُهَا قِدَدا
وَحَطَّمَ البَاطِلَ المَهْزُومَ مِنْ فِكَرٍ ...
لَمْ يَخْشَ مِنْ ظَالِمٍ بَخْسًا وَلا جَلَدَا
وَعَطَّرَ الأَرْضَ مِنْ أَرْجَاءِ حِكْمَتِهِ ...
وَقَاتَلَ البَغْيَ حَتَّى نَصْلَهُ غَمَدَا
عَلَى خُطَى الحُبِّ فَانْهَلْ مِنْ شَمَائِلِهِ ...
واقْطُفْ مِن الضَّوْءِ مَا تَحْيَا بِهِ أَبَدَا


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى