السبت ٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٤
بقلم
صمت
أُصمت فالصمتُ من ذهبِكلام يرتفعُ في صخبِفنُرددُهُ دونَ شعورِكي لا نؤرقَ الشيخَ الصوريالواقفُ بصمتٍ بين الدورِيسألُ عن أخبارِ سياجِ الجوريالمنهوكِ في صَونِ الحورِقالوا فيه حُكمٌ واستقرارقولٌ سمعناه بتكرارقولٌ فَسَّرهُ الأحبارفي بلدتنا وعندَ منعطفِ الأسفارحيث تصطدم الأقدارلا تتحدث بما لا تعرفأو بما تعرفُ أنتَلكن لا أحدٌ غيركَ يعرففالحيطانُ لها آذانُوالرجلُ الصامتُ في الحصنِلا يرض بكلام الجنِفالجنُ لا تملك وازعبينما صاحبنا الصنديدُمهمومٌ بكلامٍ لاذعيُذَكِّرُ الناسَ بما لا يُذْكَرويعيدُ إلى الوعي خِفَ العسكروما يخشى حتى الصنديدُأن يذكرهُ في أحلامهبعد ذهاب الرجل التابعوفي أعماق النوم السابعالصمتُ حُكمٌ لا يُنكرهو مطلوبٌ كي لا نَسْكَربكلماتِ حرٍ مكلومِأو صرخاتِ جارٍ مظلومِومَطالبَ حقٍ لا تسمعفالصمت في وجه الطغيانأشد وقعاً من ظلم العدوانهو حقا فعلٌ قريبٌ من فعلِ الشيطانسأتكلمُ حتى يسمعُ من لا يسمعحتى يصحو الشعبُ الراقدفي صمتٍ والكل محرجفي صمتٍ والظلمُ لَجْلَجفالساكتُ شيطانٌ أخرسحين يسكتُ وشَرارُ الظلم يتطايروصوتُ السَوطِ يصدحُ في الحيِوالمطرب قاتلُ مأجورُعاش في الحي طويلاًولم يَسمع يوماً من يُنْكرفتحول إلى وحشٍ كاسرأُصمتأنا صامتُ من دهريمذ أن عَبَرَ الجندُ ضفافَ النهرِعلى جسرٍ من قصبِ القهرِصَمتي طالَ ولم أزلْ أسمعْما قيل عن سيل الفخرِالقادم من علياء القممِفي يوم الإعصارِ الداميالذي ينهمر فوق جبال الغضبِإذ يتشكلُ ببخارٍ الأملِيتصاعدُ من بحار العربِليسقيَ قيعانَ وادي الصبرِويعيدَ زهوةَ أرضٍ العُمْرِفاضَ الكيلُ يا أصحابيوأبرقَ أملٌ وأرعدَ غضبُوانهمر الدمُ في الوادي المدقعْلينمو الحبُ في أوطانيويعودَ الصدقُ إلى أسرتناإلى حارتنا.. إلى روضتناوإلى الجيلِ الحرِ الصاعدْويعود الرأس مرفوعاًويعود لأحبتنا الأملُ الواعدْ