الاثنين ١٧ آذار (مارس) ٢٠١٤
بقلم
أعوامُ الإباء
ثلاثةُ أعوامٍ من الإصرارمن يقظة الروح الصبيةوعودة الأحرارثلاثة أعوام مضتمذ أعلنت ثورتنا الأبيةبصرخةٍ انتشرت في الحواضر كالإعصاروبصوتٍ واضحٍ وضوحَ الانتصارلا للفسادِ والاستبدادِ والاحتقارلا لمن سرق قوت أبنائنا وأحلامهمُ النقيةلا لمن أغرقَ أحياءنا بروائحه الرديةلا لمن أضاع البوصِلةوباعَ رُوحهُ وأهلهُ والأسرارلكي ينعم بلقيماتٍ مغموسةٍ بدماء شهدائنا الزكيةيتناولها على موائد الفجّارثلاثة أعوام حرةمليئة بالأضاحي والكفاحوالألم المبرح والسماححررت مخيالنا الأزليوكسرت الصمت المتجلد فوق الشفاهوأباحت لأبناء البلادما كان حِكراً على الجلادوصحبِهِ والجباةوأبناءِ متعتِهِم الهاربينمن دروب الحِدادثلاثة أعوام ثقيلةحررت أيضا أبناء اللئاموأعطتهم بعضاً من مآربهممِمَ كان نهباً للذئابوطعاماً للثعابينِ وأبناءِ الكلابفتكاثر حولنا الذبابوتضاعف الهمُّ وزاد الغمُّ والهُبابالصاعدُ مع تطايرِ الشرروتآمر المأمورين واشتداد الخطرواتساعِ المحرقةالتي أشعلها الظلمُ والمُجابَرَةوالشتمُ والمهاترةوأججها ضَعفُ الرؤية وغيابُ القمروتبعثُرُ الركبِ في دروبٍ جائرةفأفقنا قبيل الصبح على صرخة حائرةثلاثة أعوام من الإباءسطر فيها شعبُنا الدُرِّيملاحمَ الصمودِ والإباءوزلزلَ كبرياءَ المتعاليوعلَّم الدنيا جميعاًأن أرض الشاملن تكون مرتعاً للأغبياءوتجار المعابر والمنابر والجِبَاءوأنّ مجد الشآم المطمور في مزرعة اللئامتجذرت بذورُهُ وتفلّقتوعادَ لينبُتَ بعد سنينٍ من العِقْمِأجيال الإباء