الاثنين ١٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٥
بقلم مصطفى معروفي

زجاجة عطر لم تنته بعد صلاحيته

نام على حجر محترم الوجهة
واستيقظ
ألفى الناي كما هو ما زال
يواصل حفظ سريرته
والدولاب يداعب حبَق الأصِّ
بمنشفة السيدة
وإذّاك تذكّر أن أصابعه
باتت مغلقةً بزجاجة عطر
لم تنته بعد صلاحيته...
ثم لكي تتمدد سرة ليلته بمزيد
من بسترة الماء
رمى جذرا مرتعشا لقرنفلة
تحت إناء الفضة
ثم تعلم كيف يراقص اللهب على
إيقاع من إنتاج ذاتي بحت...
بعدئذ
قرر أن يتزوج بامرأة فاتنة العينين
على سرب عصافير
وقيراط من حجر
ثم مضى يتأول ما في ديوان المتنبي
من إرهاصات الزمن القادم...
ذات مساء
ألقيت إلى الدولاب قميصي البنيّ
وفي الحال
سمعت الريح تقوم بمَشط ضفائرها
في الشارع علنا
في تلك اللحظة
ثَمةَ كانت قطط تتأمل في الحادث
لكنَّ لأيٍّ منها لم يتحرك ساكنْ...
سأقول لكم:
ليس لغصن منذ نمو أظافره الأولى
أي ولاء خاص
إلا للشجرةْ.


مشاركة منتدى

  • وجهة نظر تحليلية

    قصيدة "زجاجة عطر لم تنتهِ بعد صلاحيتها"
    للشاعر مصطفى معروفي

    من خلال قراءة النص يمكن أن يقال إنّها تنتمي إلى الشعر الحديث القائم على التكثيف الرمزي واللغة الإيحائية، ويبدو فيها الشاعر كمن يتجوّل في متاهة داخلية من الأحاسيس والرؤى، يستخدم فيها الصور الشعرية كمرآة لذاته، ولعلاقته بالأشياء والعالم والذاكرة.

    تتسم لغة القصيدة بكثافة شعرية وتراكيب رمزية غامضة أحيانًا، ممّا يفرض على القارئ أن يتأنّى في فكّ شفراتها. فالقصيدة لا تقدّم مشهدًا واضحًا بقدر ما تُغرق القارئ في تجربة حسّية وجدانية متعدّدة.

    عبارة مثل: «ألفى الناي كما هو، ما زال يواصل حفظ سريرته» تمزج بين الجماد (الناي) والوجدان (السريرة)، في تداخل يعكس علاقة الشاعر الحميمية بالأشياء.

    أمّا «زجاجة العطر التي لم تنتهِ بعد صلاحيتها» فليست مجرّد عطر، بل رمز للذاكرة، وربما للحبّ، الذي ما زال يحمل أثره في ذات الشاعر، وكأنّ الزمن توقّف عند لحظة شعورية لا تزال عالقة.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى