الشعر من بقايا ذاكرة مهزومة
«1»
الذاكرة متعبة
والحقائبُ لا تحملُ أشياءَها،
بل رائحةَ الذين لم يودّعوا أحدًا
رحلوا بصمت و عيونهم مفتوحة
الى غدٍ لم يأت أبداً
بقيت و جسدي
نبحث في محاولات
الوصول إلى أصوات الذاكرة،
كأنّنا نحفرُ في أخدود الحنين.
مدن تشبه الخيال
يداي تعلّقت بالماضي
نسيت حاضرها
و نسيت بدوري طريقَ الذاكرةً،
كأنّني أُعيدُ صياغةَ الغيابِ
بلغةٍ لا تعرفُ الفعل.
الجهاتُ تتبدّل، و تأخذ شكل
الدائرة
القصيدة تُهاجرُ من حروفها
كلُّ خطوةٍ تنسى ما قبلها،
الليل يجرّه ضوءٌ لم يكتمل.
كأنّه يتدرّبُ على الوداع،
«2»
ماذا بقى في الذاكرة
هل الوطنُ،؟
أم مسافرٌ اختبأ في حقيبته
هل الوطنُ مكانٌ ولادة
أم قصة حب
عاشت في ذاكرة ماضية
أحملُ وجهي كمسوّدةٍ ورق
تالف
أحاول ترميمَ الضوء،
الذي بدا يخبو
بداخلي
أحطم الوقتُ في صدري،
لن أدع
المواسمُ الحب تهرب مني
لن أسمح للغاتٍ جديدة تتسلقني
أو تخرج من فمي
لن أهاجر من صمتٍ الى آخر
مازالت قصيدتي هنا
ولم تُجهضُ نفسها
بعد
كل مافي الأمر كنتُ
خطأً في ذاكرةِ المكان.
«3»
أنا اسمٍ ينسى حروفه،
يتعلم أن يكونَ وجوداً
أكتبُ ذاتي كل يوم
كي لا انسى
وأمحو النسيان
لأتأكّدَ أنَّ ما بقي فيّ
هو ما لم يرحلْ بعد.
