وأنت ياصديقتي
وحين تُـزلـفِـيـنْ
تَــسـبِّحُ الورودُ في غصونها
وترکعُ السماءُ
والنجومُ تستكين
وتُـمطِرُ الغيومُ إذ تشبّعت
بمائكِ النقيِّ
في فضائها الحزين
وحينَ تشهرينَ وجنتيك
في براثـِنِ الحياءِ والحنين
وتشعلينَ في العيونِ
إحوِرَارَها
وضوءَ ياسمين
وحين تُـزلـفِـيـنْ
فيشتكي نضارةَ الخدودِ
عجزُها السنين
وتـفـقِـدُ الطبيعةُ انسيابَــها
ونظمَهَا الرّصين
وحين تُـزلـفِـيـنْ
تغادرُ الجنانُ من سمائها
وتـنـتهي تماهياً
بِحُسنكِ الدفين
ويكفرُ اليقـيـنُ
حين تُـزلـفِـيـنْ
جميعَ ما تثائبُ الزهورُ
من عطورها
على خطاكِ تنثرين
وكلَّ ما تُـعـتّـقُ العريشُ
من خمورِها
من الشفاهِ تعصُرِينَ
حين تُـزلـفِـيـنْ
يطالني تصوّفٌ
ينالني تطرّفٌ
ويُـكشَفُ الحجابُ عن بصيرَتي
لأبلغَ اليقينَ
حين تُـزلـفِـيـنْ