الخميس ٢٠ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم
الحزن والغضب
الصوتُ في شفتيك لا يُطربُوالنارُ في رئتيك لا تغلبُوأبو أبيك على حذاء مهاجرٍ يُصلبُوشفاهُها تعطى سواك، ونهدُها يحلبُ!فعلام لا تغضبُ(1)أمس التقينا في طريق الليلمن حانٍ لحانشفتاك حاملتانكل أنين غاب السنديانورويتِ لي للمرة الخمسينحبّ فلانةٍ وهوى فلانوزجاجة الكونياكوالخيام والسيف اليماني..عبثاً تخدرُ جرحك العربيعربدةُ القناني!عبثاً تطوعُ يا كنار الليلجامحة الأماني!الريحُ في شفتيكتهدمُ ما بنيت من الأغاني!فعلام لا تغضبُ؟ما دام صوتك يا كنار الليل لا يطربُ!(2)قالوا: ابتسم لتعيشفابتسمتْ عيونُك للطريقْوتبرأتْ عيناك من قلبٍ يرمده الحريقْوحلفت لي: أني سعيدٌ يا رفيقْوقرأت فلسفة ابتسامات الرقيقْ:الخمرُ والخضراءُ والجسدُ الرشيقْ!فإذا رأيت دمي بخمرككيف تشربُ يا رفيقْ؟الجمرُ في رئتيك،من تحت الرماد، غداً يُفيقفعلام لا تغضبُ؟ما دام طبعُ النار في جنبيك لا يغلبُ؟(3)القرية الأطلالُوالناطورُ، والأرضُ اليبابْوجذوعُ زيتوناتكمْأعشاشُ بومٍ أو غرابْ!منْ هيّأ المحراث هذا العام؟من ربى الترابْ؟يا أنتَ !أين أخوك؟أين أبوك؟إنهما سرابْ!من أين جئت؟أمن جدارٍ؟أم هبطتَ من السحابْ؟أترى تصونُ كرامة الموتىوتطرقُ في ختام الليل بابْ؟وعلام لا تغضبُ؟ما دام لحمُ أبي أبيكعلى حذاء الليل يصلبُ؟(4)أنّا حملنا الحزن أعواماًوما طلع الصباحْوالحزنُ نارٌ تخمدُ الأيامُ شهوتهاوتوقظُها الرياحوالريحُ عندك.. كيف تلجمُهاوما لك من سلاحْإلا لقاءُ الريح والنيرانفي وطنٍ مباحْ؟