رواية لاجئة ـ حلقة 6 من 18
١ شباط (فبراير) ٢٠٠٤، بقلم سحر الرملاوي
فقدت ريم الأحساس بكل هذه الوجوه من حولها ، إلا وجها واحدا كان يرسم نفسه و بقوة فوق الحدث ، تراه مهيمنا على كل المشاعر و على كل الموقف ، وجه فرض نفسه بقوة الحب و قوة الصبر و قوة التضحية ، إنه وجه أبيها ، كانت تراه في هذه اللحظة قويا حتى أن انفاسه غطت على الهدير الصاخب حولها ، شعرت أن جسدها فقط هو الذي يعيش الحدث ، تشعر بنفسها تلف لتبتسم و ترد التبريكات بأحسن منها و تأمن على الدعوات و تدعو بالعقبى لأخيها و هي في كل هذا مسيرة لا تعيش اللحظة معهم ، إحساس طغى عليها كثيرا و لأول مرة تشعر به بهذه القوة كانت تريد أباها ، تريده الآن ، تريد أن تخبره أن يده هي التي كتبت هذه اللحظات و صبره هو الذي أوصلها إليها و تضحيته هي التي قدمتها لها ، كانت تريد أن تجثو أمامه تقبل يمينه و تغسلهما بدموع الفرحة و تؤكد له بل تقسم بأنها ستحافظ على الهدية الغالية الثمينة
- و لكن هذا لم يكن رأيك فما الذي غيرك ؟