الخميس ٣١ تموز (يوليو) ٢٠٢٥

همود الخريف

سردار رضا الجاف

مهداة لروح صديقي الراحل، الشاعر محمد عمر عثمان

«جنرال الخريف»

ها نحن نقترب من فصلک المفضل و ندق قاموس الأوارق المتساقطة، نغطي همومنا بالأوراق الصفراء المغازلة و هن يتساقطن يتيما، فقدوا قائدهم الجنرال المنتحر، لست أدري أمحو أهازيج الصغار و الکبار لحي درگزين السليمانية أو أفتح صاريتي لکي ألملم الأوراق الملونة المعثرة و أغطي مثواک الأخير بالأطياف التي عشقتها و أنتم فارس من فرسان رقص الخريف، کل ما نصل لفصلک همومنا تترعرع و ننکس راية بسماتنا، وأتجول بکل شبر من مدينتک الجميلة، وأتذکر تلک اللحظات التي نناقش المواضيع ذات الصلة بالثقافة والأدب، آه کم کنت قاسيا و لم أردعلی طلبکم، لليوم تأکلني الحسرات أعترف لک کنت مذنبا، أعتقلت قلمي تجاهک لست أعلم لماذا لأن کان طلبا ولليوم دوما أرفض الطلبات أو غرس فيا الفضولية والغرور لست أعلم وها أنا الآن أخشع لمثواک الطاهر و کل خريف مع تساقط الأوراق واحدة تلو الآخری أتجول في غابة کلماتک، عيناي الغجرية مرحلة مابين الغناء والرقص من جهة و تنجيم نجمک المکسوف ... وجنتي غصون دمعتي ها أنا أستمر بالتجوال في أزقة الخريف من حارة لحارة من باب لباب آخر، کم هذا فصل جميل. أشتاقي لحروفک الزاهية متعطشة...

عند بداية تسعينات القرن العشرين حينما ترقيت لرتبة جنرال کانت آخر معزوفة السمفونية بعيدة عن الرومانسية کأنما آخر مسمار علی تابوت من تخيل بأن يصل للرتبة هذه.... أسمح لي سيدي،بعظمتکم، و بکل رقة، أترجم قصيدتکم هنا “ جنرال الخريف” للغة الضاد... لکي تجف دموعي و أشطف حسراتي

جنرال الخريف

..ها أنا جنرال الخريف
أنا الذي لن أری السکون أبدا
أنا الجنرال... جنرال الآف الآشجار العريانة
وملايين الأوراق المتساقطة
***
ها أنا جنرال الخريف
قبعة رأسي سحابة
و النجمات التي علی کتفي عدة أوراق من اللون الفضي
معطفي المرتدي نسيم العليل
سيفي غصن الشجرة المعفنة
***
ها أنا جنرال الخريف
دم صفراء، تتجول بشراييني
عيناي مرطوبة کالغيوم
کنت أنا الوحيد من تابوت الزجاج
أودعت عدة أوراق للأرض
***
ها أنا جنرال الخريف
کنت أنا مع طوفان النسيان ... أدخلت الحرب
و حررت عدة أوراق من القبضة
کنت أنا وضعت ليالي الأوراق
تحت جناح الومضة و حفيف بزوغ الفجر
***
ها أنا جنرال الخريف
خريف من دوني يتيم
وکنت أنا الذي قلت أجل جثة ظل الأخضر ....
الأوراق المتساقطة المرحلة
ها أنا الوحيد في محراب الخريف ...
لأرواح الأوراق الحية ....
أقيم صلاة الشهيد .... لم أسميها صلاة الميت
٢٨ / ٢ / ١٩٩٠
السليمانية

ولد محمد عمر عثمان عام ١٩٥٧ بحي درگزين في مدينة السليمانية بأقليم کوردستان العراق، أکمل دراسته الأبتدائية و المتوسطة والأعدادية بنفس المدينة، لمواصلة دراسته الجامعية توجه الی العاصمة بغداد، وهو شاب لە ألمام قراءة الکتب و منذ سنة ١٩٧٥ بداء بکتابة القصائد . في ٢٢ تشرين الأول ٢٠١٩ أنتحر و علق نفسە بمروحة سقفية داخل منزله....

المصدر
ويکيپيديا ئينسکڵۆپيديا ئازاد

سردار رضا الجاف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى