الخميس ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٥
بقلم نايف عبوش

من عوارف ورواة تراث ريف الديرة

الثقافة التراثية الشعبية ثقافة نقلية.. ينقلها العوارف والرواة من السلف إلى الخلف.. وهي شانها شأن الثقافة العربية طللية.. وتنجذب نحو الماضي بكل ما يحمله من أصالة القيم والتقاليد والشعر ومكارم الأخلاق.. وقد تميز بين القوم.. عدد من الرواة.. قيض لهم تداول مروياتهم في التراث على نطاق واسع.. ففي خمسينات القرن الماضي.. كان الراوية النابغة كندير يرتاد مضايف قرى ريف الديرة ، ويقضي لياليه ضيفاً فيها.. في طريقه من قرية العريج إلى مضارب دواوين الديرة.. وكان يسترسل بالسرد في المجالس إلى وقت متأخر من الليل.. بطريقة جذابة لا يمل منها الحضور ويطلبون منه سرد المزيد...
وكان الملا ضيف الأحميد المصطفى.. من فحول الرواة ومن اعلام النسابة... حيث كان يسرد مروياته بطريقة جذابة وبأسلوب قص سردي يأسر المتلقين.. فكان مصدراً لإلهام تلكثير من الباحثين في الأنساب والتراث..

اما الأديب محمد العبيد الضاحي.. فقد كان راوية متمكن يجمع بين الفكاهة وحكايات التراث بشكل محبب... بحيث لا يمل السامع حديثه.. وينجذب إليه برغبة جامحة كي لا يفوته من حديثه شيء..

لقد كان لهم ولغيرهم من الرواة

لمسة واضحة في تكوين ثقافة الموروث الريفي الجمعية التراثية .. ولأن وسائل التوثيق لم تكن متاحة بالشكل الذي هي عليه اليوم لتدوين مروياتهم.. فقد فات تدوين الكثير مما رووه وجادت به قريحتهم يوم ذاك... وبذلك فقد ترك رحيلهم فراغا واضحاً في الساحة التراثية..كونهم جيلاً موهوبا متوقد الذاكرة قد لا يتكرر إلى أجل قد يطول..بما تميزوا به من مواهب فطرية ابداعية، وذاكرة زاخرة ،وقدرات سردية جذابة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى