مـا تركـه الحـب هنا
سوف أكتب لك
أن جثثا كثيرة
تخرج من شاشة التليفزيون
تمسكني من كتفي
و تهزني
تهزني
لعل الدمعة المتحجرة
بعيني تسقط
تصرخ الجثة من صمتي
ثم تبكي هي.
لم تسرقني منك الغابة
و هتافات البشر ضد الحرب
في هايد بارك
و لم يسرقني منك
المرور يوميا
على جسر "ووترلو"
الهواء المجمد
والهرولة إلى قاعة الدرس.
فقط
سرقتني منك المواعيد
الشوارع التي
جمعت ثرثراتنا
حول أطفالنا
تلكؤاتنا على ضفة النهر
ووجهك في البار
في الضوء الخفيف
نصف يقظان تتحدث
عن جبروت الهيمنة
و أحذية الجنود الثقيلة
نصف يقظان تتحدث
عن فراشات السلام
(التي تركت أرضها من أجل الحب
وزيتون فلسطين).
أنت
لم تترك لي سوى الذكريات
والوسائد التي
شربت دمعتي كل ليلة
وخبأت فيها ارتحالي
أمام
أي جرافة يقفون الآن؟
وصوب
أي بيت ستتجه القذيفة؟
كم طفلا
سيضيء ظلام ضمائرهم
بدمائه وحليبه؟
وكم فراشة؟
النهار
لم يعد مضيئا بما يكفي
وأنت
نسيت أن تعطيني تذكارا
يختصر وجودك في ذاكرتي
وغيابك في مسافاتك
أنت
تركت لي
ذكرياتك
والحزن
ونشرات الأخبار .
كانون الثاني يناير 2004 لندن - بار بيكان
أطلق جورج بوش الابن علي نشطاء السلام اسم فراشات الليل الغبية