أستقبلُ الريحَ وأنسى الناس والزحامْ
إلا زحامُ العطر في الأكمامْ
أحدثُ الوردة في المساءِ
طابعاً على يديها قُبلةً
وراسماً كراهبٍ علامةَ استفهامْ
أقول للوردة : ما فهمكِ للترابْ ؟
تجيبني :
أفهمُهُ إذا فهمتُ الضبابْ
أقول للتراب : ما فهمُكَ للورودْ ؟
يجيبني :
عطري الذي يكدح كي يظل عاشقاً
فهل رأيتَ مَن يكدحُ حتى في الخلودْ !؟
تسألني الوردةُ : ما فهمُكَ للإنسانْ ؟
أجيبها : كاد يكون غاية الزمانْ
لكنه ارتضى
بأن يعيش مثلما فقاعةٍ
ومَن يعيشُ مثلما فقاعةٍ
فهل يكون هَمُّهُ السؤالَ
عن شكلٍ وعن كيانْ ؟
يسألني الترابُ : ما فهمُك للحياة حتى الآنْ ؟
أجيبهُ : مشاهداتٌ بين ميلادٍ وموتٍ
ثُم في الختام لا يدركها العقلُ
كما تدركها الأبدانْ