الخميس ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم
طفلٌ أنا
غطّى الظلامُ الأرضَوالليلُ ارتمى فوقَ السماءِكأنهُ رجلٌ قتيلْ..والبدرُ ينزفُ نورهُوالنجمُ يعزفُ ضوءهُللكائناتِ لكي تنامْوأنا بوسْط الليلِ..أبدوخائفاً، متردداًناديتُ مبتهلاً: أبي..هي ليلةٌ في العمرِ ليسَ لها مثيلٌ يا أبي..لتنمْ معيولليلةٍ لا غيرَأَسعِدْ خاطري..لا الأمنياتُ لديَّ أن أغدوكطيرٍفي حقول القمحِ يلهوفوقَ أغصانِ الشجرْلا الأمنياتُ لديَّ حتىأنْ أُلامسَ بعضَ أقواسِ المطرْ..لا الأمنياتُ لديَّ أوهامٌ..أنا عكسُ الطفولةِ يا أبيلكنْ..لتفعلْها فقط..هي ليلةٌ من عمركَ الممدودِ منذ عقودِكَ الغبراءَلا أرجوسواها يا أبي..طفلٌ أنا..لامستُ بعضَ الأمنياتِأفقتها من نومها..والمهدُ قلبيهزّها هزاً لتصحوبعد طول سُباتهاأبتي..إذا ما قلتَ لي :"وعدٌ، سأبقى ليلَتي بالقربِ منكَ"فلستُ أطلبُ منكَ وعداً..أووعوداً من سرابْ..وأنا هناأدري بأنَّ الأمنياتِ تموتُقبلَ حدوثها..وأنا على موتِ الأمانيلن تراني صابراً..متهالكٌ أبقى كأنّيمثلَ أنقاضِ الضبابْ..