

طاقية حمراء
(إلى :العزيزعبد الغني بنكروم ، الله ينجيه من (قوالب ) البنائين !! )
لاحت له من نافذته العلوية ، تسور إيروس أعماقه القائظة ، أشار إليها بيده إشارة استفزتها كامرأة محترمة ..
خلع طاقيته الحمراء وقميصه الأزرق ، طلب من زميله أن يرتديهما، ويعيره ثيابه ..
في منتصف درج الورش صادف ثلاثة رجال بوجوه محتقنة وخطى متلاهثة ..
تنفس الصعداء ، حين تجاوز بوابة العمارة .
لمحوه ممددا فوق أكياس الإسمنت الفارغة ، أيقظوه ، وبلا مقدمات ، انهالوا عليه ضربا .. استفسرهم عن السبب ، أجابه أحدهم :
– كل جيران العمارات المجاورة يشتكون من البناء صاحب الطاقية الحمراء ...
مشدوها هتف :
– الآن، فهمت كل شيء !...
2- أضعف الإيمان ...
(إلى: وفاء الحمري ، طاعنة في طيبوبتها الخرقاء !!)
استوقفوه ، ألقوا عليه تحية الإسلام ، لاذ بصمته المسائي الفاتر ، وشرع أحدهم يتلو بعض الآيات ..
تعكس ملامحه ضجرا قانيا لا تخطئه عين .
لاح في المشهد أخوه المتدين ، تعالت ( سلاماتهم ) وأيديهم .. راضية مرضية .
أخوه الأصغر ، الذي يحثه على الصلاة دوما، نكس رأسه حين مر من أمام مراهق غريب عن الحي ، يقف قريبا من بيتهم مع رفيقته ..
قاوم غليانه ، اندفعت كلماته كالرصاص : " الله يخليك، بلا ما تفرع ليا ك(...)،جاي من الخدمة مهلوك .. " !!.
نهره جارهم الملتحي عن التلفظ بالكلام الفاحش ..
– آسف ، ديزولي ، آيام سوري ...هل تحب أن أعتذر- لسعادتكم - بكل لغات العالم ؟!
– أظن أن لدي- الآن - ماهو أهم من فتوحاتك ، وقبل أن تحاسبني ، راقب زوجتك وبناتك ... !
تراجع خطوتين إلى الخلف ، استدار بسرعة رافعا قدمه، وبكل ما أوتي من عنفوان ، سددها إلى حجر المراهق :
– طلبت منك – أكثر من مرة - ألا تقف هنا يا ابن ال(...)...!!