صه
أحْلُمُ بِـ...
فقاطعوني:
اُسْكُتِي، اُصْمُتي وانْصِتي،
فَتَحْتَ هذه السّماء،
لا يحِقُّ لكِ إلاّ الإصْغاء،
أقصِدُ أُريد أن......
فَأَرْدفوا:
اِكظِمي، جِمي وابْكَمي،
فلا أحد يهتمّ لِما تُريدين،
وكُلُّ شيء قُرِّر وأنت لا تدرين.
أليس لي الحقّ في......؟!
فأنذروا:
اِخرسي وانْبسي،
لا تُناقشي القَدر،
وقَبِّلي رُؤوسنا،
على نِعمة السّمعِ والبَصر.
لعنة تانيت
قيل لي وأنا أُغادر أرض الوطن،
عليكِ لعنة تانيت حتى آخر الزّمن،
فسخرتُ من أفكار الوَثن،
وسافرت وكُلِّي أمل لا يَهِن،
وبعد أن أَرْست السُّفُن،
لعناتها عليّ بدأت تشُنّ،
وبِبَركة بعل آمون وأشمون تَمُنّ،
ولِحسن حظّي المتعوس
مُسِخْتُ قِطَّةً
فكُلّما حلّت بي لعنة،
سُلخت روح وبقيت أخرى تَئِنّ.
مأتم الكلمات
تأبى الكلمات الخروج
من سجنها المعهود،
تستحي الإفصاح عمّا ببالي.
أفكار عُتّقت في رأسي،
وعصرتها الصُّدف فوق أوراقي،
فانسابت فرحة بتحرّرها،
وانهمرت الدّموع حزنا على موتها.
الكتابة تخنق كلماتي،
تسلبها روحها وغموضها،
تسلبها إرادتها في التّكتّم،
على الألم الكبير،
الذي يُغطّي الموت بداخلي.
تأتي الصُّدف بما لا تشتهي نفسي،
فتسرق مِنِّي كلماتي
وتغتالها أمام عيني.
خيانة
تفوح من قُمصاننا رائحة الخيانة،
ومن جُيوبنا بَقايا رائحة وطن،
رُفِعَتْ أرواح شُهدائنا،
فتوّجنا قاتليهم حُكّامنا.
قاتلوا عن كرامتنا حتّى قُتلوا،
فأهدينا قاتليهم ما أنجزوا.
أشرقت الدّيمقراطيّة،
بعد مغيب طال أربعة وخمسين عاما،
فما استطعنا العيش في النّور،
أخذنا الحنين إلى ذُلّنا المعهودِ
وإلى تقبيل الأحذية وانتظار الوُعودِ،
وخَذلنا أمجاد الزّمان،
وخيّبنَا آمال الوطن والإنسان.
فهاهو الوطن يرتدي كلّ صباح كفنا،
ويجلس على قارِعةِ الموت...
ينتظر إعدامه.
فمتى يُعلنون مماته!؟