صدور عدد يناير 2025 لمجلة الهلال
صدر عن مؤسسة دار الهلال التي يترأسها القدير عمر أحمد سامي عدد شهر يناير 2025 لمجلة الهلال التي يترأس تحريرها الكاتب الصحفي المتميز طه فرغلي وقد اختارت المجلة أن تبدأ العام الجديد بإطلاق مبادرة للحفاظ على اللغة العربية بعنوان (لنجعل عام 2025 عام الدفاع عن الفصحى) لتواصل الهلال دورها الريادى العريق فى تبنى القضايا الثقافية
وأكدت الهلال في افتتاحية العدد أن قضية الحفاظ على اللغة العربية فى حقيقة الأمر قضية لا تنفصل عن الواقع المرير الذى تشهده منطقتنا العربية والحرب في جزء منها حرب على الهوية العربية بكل تفاصيلها ومن بينها اللغة العربية وكعادة مجلة الهلال يختصها كبار الأدباء والمثقفين بمشاركاتهم المتميزة حيث اختصها الدكتور عبد الحميد مدكور أمين عام مجمع اللغة العربية بمقال كتبه بخط يده مدافعا عن لغتنا الجميلة ومؤكدا أن هناك خطر يحدق بها ولأنه فى كل زمان ومكان خير جليس هو الكتاب وإكمالا لمسيرة الهلال الرائدة فى عالم الثقافة يقدم العدد ملفا خاصا عن الكتاب بأقلام المثقفين تزامنا مع اقتراب موعد افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب 2025 والذي يعد عرسا ثقافيا كبيرا ينتظره دائما كبار المثقفين والجمهور بصفة عامة ومن الكتاب البارزين والمتميزين الذين شاركوا في عدد يناير 2025 لمجلة الهلال الأديب الصحفي والمؤرخ إبراهيم خليل إبراهيم حيث كتب عنوان كله فوائد مايلي:
شمس الحضارة والثقافة عندما أشرقت على الكون اشرقت على وجه الإنسان المصري وعلى مدار التاريخ كانت العقول المصرية المتميزة قاطرة التقدم والتفرد وأذكر في هذا الصدد أنه في في شهر أبريل عام 1946 أفتتح معرض للكتاب العربى بحضور وزير المعارف العمومية وقتها ونخبة من كبار رجال الدولة بالإضافة لرواد العلم والفكر والأدب وفى شهر أكتوبر عام 1963 أفتتح أسبوع الكتاب العربي الأول في القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية وسمى المعرض وقتئذ بمهرجان الكلمة العربية وعيد الثقافة واحتوى المعرض وقتها على قسم للكتب العربية بالإضافة لقسم للكتب العربية المطبوعة في أوروبا وأمريكا ويوم 23 يناير عام 1969 كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي بمناسبة مرور ألف عام على تأسيسها فعرض الفنان عبدالسلام الشريف على الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة فكرة إقامة معرضا للكتاب في هذا التوقيت ليرتبط بـاحتفالية القاهرة فرحب بالفكرة وعهد إلى الدكتورة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب وفي مساء يوم 22 ينايرعام 1969 وأثناء معارك الاستنزاف التي تخوضها مصر ضد إسرائيل المحتلة لسيناء جرى افتتاح أول معرض للكتاب بأرض المعارض بالجزيرة والموجودة بها حاليا دار الأوبرا المصرية وتمت بمشاركة 5 دول أجنبية وحوالي 100 ناشر على مساحة 2000 متر وفقا لتقرير الهيئة العامة للاستعلامات واستمر المعرض لمدة 8 أيام واشترك فيه 46 ناشرًا يمثلون 32 دولة من أوروبا وأمريكا وآسيا والدول العربية وتراوحت أسعار الكتب بين 50 قرشًأ و 15 قرشًأ وتفرع عن هذا المعرض معارض كتب أخرى متخصصة مثل معرض القاهرة الدولى لكتب الأطفال الذي بدأ عام 1984 ويقام في شهر نوفمبر من كل عام ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط وفي عام 2006 أُعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب
بدأت معرفتي بمعرض الكتاب العام التالي لنصر أكتوبر أي عام 1974 وكنت في ذلك الوقت أدرس في بداية المرحلة الإعدادية وكنت أحضر خصيصا من قريتنا السدس مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية وحرصت على شراء الكتب والمؤلفات من معرض الكتاب فقد زرع والدي رحمه الله بداخلي حب القراءة خلال دراستي الابتدائية فقد كان يشتري لي الصحف والمجلات ومن ثم عقدت صداقة معها وعاشت القراءة معي حتى الآن فهى متعة مابعدها متعة والكتاب هو الصديق الوحيد الذي لاينافق ولايمل وتستدعيه ويصحبك وقتما تشاء
أيضا القراءة تسهم في توسيع مدارك العقلية ومنحك المزيد من الأفكار والتفكير الإبداعي وتساعد على تحسين التركيز وتمنحك منظوراً أكبر وفرصا لتعيش حياة الآخرين دون الخروج من منطقتك وفرصة أيضا لتعيش حياة أخرى دون مغادرة منزلك وستنقل خيالك إلى أماكن لم تكن بها من قبل وربما لن تكون بها من الأساس كما تساعدك القراءة على التخلص من التوتر فوفقا للدراسات تبين أن مجرد 6 دقائق من القراءة تقلل من توتر العضلات وتبطئ من معدل ضربات القلب وللقراء أيضاً وبشكل عام خفضت مستويات التوتر بنسبة 68% كما توفر لك القراءة الإحساس بالانتماء لنفسك ولأسرتك وعائلتك ووطنك فالقراءة محادثة عظيمة وراقية وتقوي المفردات لديك وكلما زادت قراءاتك زادت معارفك والمتأمل يجد أن أول أمر من السماء لرسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق ..)
مهما تعددت وسائل وروافد الثقافة والمعرفة سيظل الكتاب الورقي الملك المتوج ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب العيد والعرس الثقافي لكل المبدعين والمثقفين وكل معرض أحرص على حضور ندواته وفعالياته الجميلة التي نتلاقى فيها مع الرموز وأهل الفكر المصريين والعرب وقد نهلت كثيرا من مناهل المعرفة لتلك الندوات وأذكر في إحدى دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب والتي شارك في ندواتها الشاعر القدير مصطفى عبد الرحمن رحمه الله قادتني قدماي لإحدى الصالات فوجدته يلقي أشعارة فجلست بين الحاضرين ولم يكونوا بالعدد الكبير ولكنما بعد فترة قصيرة أزدحمت القاعة بالحاضرين وبعد إنتهاء الندوة صافحت الشاعر الكبير مصطفى عبد الرحمن وتحدثت معه وزادت سعادته عندما علم أن جذورنا العائلية من المحافظة التي ينتمي إليها وهى محافظة الشرقية وأهداني بعض دواوينه الشعرية وقص لي كواليس قصيدته (أمة الأمجاد) ففى عدد شهر أكتوبر عام 1967 نشرت مجلة العربى الكويتية القصيدة واختارتها الإذاعة المصرية لتغنيها الفنانة فايزة أحمد بلحن الموسيقار محمد سلطان وفى السودان قرأو المجلة فأعجبوا بالقصيدة وقرروها نشيدا يبث عبر وسائل الإعلام السودانية المسموعة والمرئية وقام بتلحين القصيدة الثنائى السودانى محمد حميدة ويوسف أسمانى وغنتها المجموعة وتصادف أن استمع للقصيدة جعفر النميرى الرئيس السودانى رحمه الله فأعجب بالقصيدة وأتصل على الفور بالإذاعة السودانية وأمر بإذاعتها على الملايين من أبناء السودان وبعد يومين أصبحت على كل لسان بل ومن أبرز أناشيد السودان الوطنية .. وذات يوم كان الرئيس السودانى جعفر النميرى فى أجتماع مع طلائع الشباب وبدأ الشباب بأداء أمة الأمجاد فهب الرئيس السودانى واقفا وأدى مع الشباب أمة الأمجاد وفى هذا الصدد قال الكاتب السودانى السر أحمد قدور: (إن نشيد أمة الأمجاد الذى صاغه شعرا عربيا سهلا الشاعر مصطفى عبد الرحمن وقدمه الثنائى الوطنى السودانى قد أصبح من الأناشيد ذات الارتباط القومى بالوثبات التى حققتها ثورة مايو المجيدة فى السودان) وتقول كلمات القصيدة:
أمتى يا أمة الأمجاد والماضى العريق
يانشيدا فى دمى يحيا ويجرى فى عروقى
أذن الفجر الذى شق الدياجى بالشروق
وطريق النصر قد لاح فسيرى فى الطريق
قبلة الأنظار ياأرض الهدى والحق كنت
ومنارا فى دجى الأيام للعالم عشت
أنت مهد النور .. مهد الفن والعرفان أنت
وستبقين ويبقى لك منا ماأردت
لاتبالى إن أساء الدهر يوما لاتبالى
قد صحونا لأمانينا .. صحونا لليالى
لك يا أرض البطولات ويا أم الرجال
ترخص الأرواح فى يوم الفدى يوم النضال
للغد المشرق يندى بالأمانى والعطور
أمتي .. سيرى إلى المجد وجدى فى المسير
حققى بالعمل البناء أحلام الدهور
واصعدي بالعلم والأخلاق للنصر الكبير
أصعدى ياأرض أجدادى وأمى وأبى
أصعدى ياقلعة يحرسها كل أبى
أصعدى يامشرق النور لأغلى مارب
أصعدى للقمم الشماء فوق الشهب
أمتى ياأمة الأمجاد والماضى العريق
يانشيدا فى دمى يحيا ويجرى فى عروقى
أذن الفجر الذى شق الدياجى بشروق
وطريق النصر قد لاح فسيرى فى الطريق.
ستظل مصر ياسادة أم الدنيا والشقيقة الكبرى لكل الدول العربية وسيظل معرض القاهرة الدولي للكتاب نبراسا وشعاعا يبث أضواء العلم والمعرفة والثقافة للعالمين.
أما التكوين هذا العدد ذلك الباب المميز للمجلة كتبه هذا الشهر الكاتب الكبير عبد القادر شهيب وتحدث فيه عن نشأته وكيف أثرت فى حبه للصحافة وخلقت لديه كل ذلك الشغف
ثم يواصل نور الهلال فتح أبوابه أمام مجموعة جديدة من المبدعين ليقدموا أعمالا مختلفة بين القصة القصيرة والشعر مع جولة الفن السابع وعالم الفن التشيكلى المختلف مع خلق مساحة حرة للإبداع المتنوع على صفحات نور الهلال ولايمكن نسيان المبدعة الصحفية دينامو المجلة الأستاذة إيمان الطيب فبدورها العظيم تؤكد أن الأرض الطيبة نباتها طيب وأن مصر بخير