| حلَّ المساءُ... فهاتِ الكأسَ والراحَا |
واقطفْ من الحبِّ أعنابًا وتفّاحَا |
| فخمرةُ الكأسِ في تَشْرابِها طَرَبٌ |
وخمرةُ القلبِ لا تحتاجُ إيضاحَا |
| حبيبتي أنتِ... ولْتبقَيْ مُعذِّبتي... |
ما أجملَ الحبَّ قتّالاً وسفّاحَا! |
| إني عشقتُكِ واستغنيتُ عن جسدي |
لما رأيتُ حريرَ الثّغرِ جرّاحَا |
| عيناكِ قد غَزَلَتْ للشمسِ بسمتَها |
والصدرُ يَسكُبُ للعُشّاقِ أقداحَا |
| وفي يديكِ... خطوطٌ كنتُ أقرأُها |
كأنني قارئٌ عمري الذي راحَا... |
| شلاّلُ شَعْرِكِ غَيْداقٌ على كتفي |
والكحلُ يبقى على جَفنيكِ سبّاحَا |
| أظفارُك الحمرُ... لا تخفي جرائمَها |
فعادةُ الظفرِ أن يغزو ويجتاحَا |
| كم كان ثغرُكِ مفضوحًا إذا نظروا |
وكان عنقُكِ لولا البَرْدُ فضّاحَا! |
| ولّى الربيعُ وأبقى فيكِ صورتَه |
فظلَّ خدُّكِ طولَ العامِ فوّاحَا |
| أبحرتُ فيكِ... فلا تخشَيْ على سُفُني |
ما دام قلبي بعرضِ البحرِ ملاحَا |
| كوني سلامي وكوني تاجَ مملكتي |
كوني جراحي وكوني الحربَ والساحَا |
| إني عشقتُكِ لا لـومٌ يُؤرِّقني |
مع أنَّ في الشرقِ للعُشّاقِ أشباحَا |
| فلا نكـادُ نحبُّ اليومَ أغنيةً |
حتى نُبدِّلَ بالأتراحِ أفراحَا |
| ولا نكـادُ نشمُّ الزّهرَ في خَجَلٍ |
حتى يصيرَ بعطرِ الدمعِ نفّاحَا |
| كم منْ فتاةٍ وَأَدْنا في حميَّتِنا. |
إذا تورَّدَ غُصنُ الحبِّ أو فاحَا |
| متى نحبُّ... وأيدينا مُلطَّخةٌ!! |
متى سنزرعُ للأحلامِ أدواحَا!! |
| إني لأُسجَنُ في حبي لعاشقتي |
والسِّجنُ في الشرقِ... لا يحتاجُ مفتاحَا |
| لكن سأبقى على ما فيّ من وَجَعٍ |
بالحبِّ والشِّعرِ... فرحانًا ومرتاحَا... |