جميل ما يحصل بيننا
– آدم: جميل ما يحصل بيننا.
– حواء: جميل اعترافي لك بأني سعيدة معك.
أحلِّق فوق عمق الزغاريد، وأملك وجوداً عبقاً له نكهة فردوسية لن يعيها غيري، والأجمل أن ترى نفسك بمرآتي، وأن تُحب بي ملامح شخصيتك، وتكتشف صورتها بعيوني، خصوصاً عندما أتحدث عنك إليك، فتحب نفسك أكثر!.
لن أقول متسائلة: أليس كذلك؟!، لأنه بالفعل هو كذلك.
وتظلُّ تسأل نفسك: "هل أنا بالفعل بهذا الجمال؟!"، أؤكد لك أني معك لا أبحث عن الجمال لأصفه، لأنك تُكمل نصفي الأول الثاني.
وأنا برفقتك لا أبحثُ لتصرفاتي عن تبريرات، فأنت تجيد فك ألغازها ومدلولاتها، وتفهمها قبل أن أقدِّمها لك، وتتفهَّمني وهذا ما يهمني.
جميل أن تعذر هفواتي فتعتذر لي!، وألا أقبل اعتذارك باعتباره مصدر أرق لإحساسي الأجمل بك، فأرفضه فقط!، لتسمو أنت علواً بأحداقي.
جميل أن نكتشف سوياً تقاطعاً لميولاتنا المتشابهة، فكلانا في الجنون توأمان لروح تتمدَّد إلى حيث رأس الحكمة!.
أنظر إليك أحياناً، وأحياناً تلك لا تكفيني أن أحدِّق فيك، فأرى أحلامك الجميلة أحلامي، تنبئ عن براعم طموح تتفتح بإنسانيتك محبة، ولشرف النجاح تتسامى، وبالتميز تتماهى.
يجذبني إليك خُلقكَ الكريم، وتغريني افتخاراً بك، أمام نفسي وأمامك.
نتشابه في هواياتنا، فنمارسها حتى يغرق الملل في شواطئنا، وينادي مرفأ المساء على وجه الصبح فتسرقنا نسماته من لحن العصافير إلى خرير الماء، فترقص الجداول على مقامات الرواحل.
تعبئة مرورك زادي، وزادك لهفتي وإحساسي.
يا نشوة الوجود آذني للصفاء بصوتكِ العالي، ويا رباطة الجأش ارتفعي في السماء وتعالي.
لا أصفاد، ولا مصالح فوق القيم الإنسانية. لا نوايا، ولا كمائن تلغي الحقوق الشرعية. لا عرف، ولا قوانين تلبس ثوب البوهيمية!. هو الرباط الأسمى حيث السر في لذته الأبدية، ونكهته الخاصة لها طعم الانفلات نحو سماء ثامنة وردية!، ترفرف نبضاتها عالياً، شموخها القمر، وحياتها طبيعية!، مهما سار الركب بخطى كلاسيكية!، ستبقى الأجمل، فكل الذي يحصل بيننا لا يخضع لعمليات تجميلية.
أنت الذي علمتني كيف يكون العبور إلى الضفة الأخرى، وكيف يكون الهروب إليك رحلة سرمدية، فهربت من ضفتك مراراً، لعلّني أستنشق هواء مختلفاً، لا يشبه أنفاسك، لكن رائحتك على البال دوماً، وعطرك مزروع في مساماتي، أتطهَّر به حين يزورني طيفك فلا أجدك!.
يا أنت، خزانة ملابسي تحكي أساطير ما تتمنى، وتستغيث من طقوس احتفالية الألوان التي تعشق، تلك التي تعبر بها نحو غيمات ممطرة، تجعلك شهريار زمانك، وتبعث لك بصفاء الود أن العشق والنبل عملة واحدة لوجهين منصهرين متلاحمين.
كلما حاولت الانفلات منك!، وجدت نفسي تائهة، أنزلق إليك في كل الممرات وأتجاوز كل المحطات، وأقف فقط بمحطتك أستجديك، وأستصرخك، فأنتصر بك.
تعال أنجدني منك، وخذ مني أسرارك، فبي كل مساعيك، وحلمك المستعار. أقبل يا أنت، واهرع لإغاثتي من محورك، ولا تتلحّف لأجلي بألف اعتذار. أقبل من أي أرض كان مولدك، من يابسة نورك حتى عطش الأحرار. أحبك، وأتقاسم همسك، رغم حكمة الأقدار. أحبك لم يبق لي من دونك خيار، فبك قتلني الانتظار.
اليوم تضع أمامي كل الخيارات الرابحة والخاسرة بعرفي، وعلى الإنصات لك تجبرني، ثم تدفعني للاعتراف أن حبلاً سرياً بيننا بزغ مولوداً دون إذن منا، وأنه الآن يجمعنا قدر، وعلينا أن نقرِّر معاً مصيره بإرادة نشحذها وصبر.
دوماً تسألني: "كيف لي حفظ تفاصيلك؟!، وكيف استطاعت ذاكرتي بأحشائها تزرعك حتى صرخ مولودنا المدلل!، وكنت أجيبك فقط!، لأنني بكل اللحظات أعيشك، وأستثمر يومي في نبضاتك، وفي قراءة ملامح طقوسك.
ربما كنتُ أتنفسك، وأركِّز عليك، وتحت مجهري أخضعك، أفكك جزيئاتك وأبعثرك، وفي ذاكرتي وحدها أجمعك.
يقولون:"إذا بالقوة حاولت أن تنسى شخصاً، ظل بذات القوة راسخاً في ذاكرتك"، هكذا أطوِّع نفسي، وأحرِّضها على نسيانك، لعلك تظل قابعاً مترسخاً بذاكرتي فلا تفارقني، يا من جعلتَ عرش زياراتك احتفاليات عجائبية لا تهدأ بها الليالي، ولا يوقفها مسار الزمن.