| إِلَهَ الحُسْنِ، مَا سِرُّ الحِسَانِ؟ |
|
|
أَتُوْقُ لَهُنَّ، وَالوَجْدُ اعْتَرَانِي! |
| أُنَادِي صَبْوَةَ الكَلِفِ المُدَمَّى |
|
|
إِذَا مَا الغَيْثُ في عَيْنِي رَوَانِي |
| وَفي اللَّيْلِ المُوَشَّى قَدْ أُصَلِّي |
|
|
وَأَصْدَحُ في الصَّبَاحِ بِلا أَذَانِ |
| فَهَا نَجْمٌ تَوَارَى، ثُمَّ أمْسَى |
|
|
أَنِيْسِي، وَالضِّيَاءُ رِضَاً حَبَانِي |
| وَهَا أَرْضٌ سِطَامُ الكَوْنِ فِيْهَا |
|
|
سَتَرْحَلُ نَحْوَنَا حَتَّى تَرَانِي |
| فَإِنَّ العِشْقَ شِيْمَتُهُ ابْتِلاءٌ |
|
|
يُصِيْبُ القَلْبَ مِنْ دُوْنِ ائْتِمَانِ |
| وَذِي الأَيَّامُ قَدْ سَخِطَتْ، فَجُدْنَا |
|
|
بَأَشْعَارٍ بِلَوْنِ الأُرْجُوَانِ |
| تُحَاكِمُنَا، وَحِجَّتُهَا مُرُوْقٌ |
|
|
أَصَابَ النَّاسَ مُذْ عَرَفُوا الأَغَانِي |
| فَتَسْجُنُنَا، بِجِبْكٍ دُوْنَ مَاءٍ |
|
|
وَتَلْعَنُنَا، فَتُهْمَتُنَا الأَمَانِي |
| وَلَكِنِّا بِدِيْنٍ مَا كَفَرْنَا |
|
|
وَسُحْتُ الخَلْقِ أَنْ عَشِقُوا الغَوَانِي |
| غَرَامٌ، لَيْسَ إِلا، أَوْ جُنُوْنٌ |
|
|
وَأَفْئِدَةٌ وَأَرْوَاحٌ تُعَانِي |
| فَكَيْفَ سَيُنْصَفُ العُشَّاقُ يَوْمَاً |
|
|
بِمَحْكَمَةٍ تُقَاضِي مَنْ رَعَانِي؟ |
| مَشَى الإِحْرَامُ نَحْوِي، فَافْتَرَقْنَا |
|
|
فَلِمْ أُجْلَدْ لِجُرْمٍ فيَّ فَانِي؟ |
| وَحَجَّ الكُفْرُ، وَالحُرُمَاتُ صَلَّتْ |
|
|
غَدَا حَرَمَ المَحَبَّةِ عُنْفُوَانِي |
| وَأَسْأَلُ عَنْكِ حُجَّاجَاً وَزَهْرَاً |
|
|
وَعَنْ عَيْنَيْكِ أَسْأَلُ كُلَّ حَانِي |
| أُجَابُ بِحَسْرَةٍ: "هَجَرَتْ وَبَانَتْ" |
|
|
فَأَبْحَثُ فيَّ عَنْكِ وَفي زَمَانِي! |
| فَأَيْنَ أَرَى ابْتِسَامَاتٍ وَعِشْقَاً |
|
|
كَتِلْكَ عَرَفْتُ في عَهْدِ التَّدَا |
| وَمُذْ هَجَرَتْ، أُرَاقِبُهَا خَفِيَّاً |
|
|
أَرَاهَا في المَغِيْبِ، فَهَلْ تَرَانِي؟ |
| أُغَنِّي لِلعَشِيْقَةِ بَعْضَ شِعْرِي |
|
|
فَيَرْقُصُ في بِلادِي كُلُّ عَانِي |
| وَأَخْشَى أَنْ يَضِيْعَ السِّرُّ مِنِّي |
|
|
فَتُفْتَضَحُ القَصَائِدُ وَالأَغَانِي |
| وَمَا سِرّيِ سِوَى عِشْقٍ بَرِيءٍ |
|
|
وَيَعْرِفُهُ العِبَادُ وَمَنْ بَرَانِي! |
| أَنَا قَدْ تُهْتُ في وَجَعِي سِنِيْنَاً |
|
|
كَفَانِي حَسْرَةً، حَقَّاً كَفَانِي! |
| هَرَبْتُ مِنَ الغَرَامِ فَعُدْتُ قَسْرَاً |
|
|
إِلى سِجْنٍ عَرَفْتُ بِهِ أَمَانِي |
| جَعَلْتُ قَصَائِدِي خَمْرَاً وَفِكْرَاً |
|
|
وَحِكْتُ مِنَ الصَّبَابَةِ مَا حَمَانِي |
| وَقُلْتُ سَأَحْكُمُ الدُّنْيَا بِرِفْقِي |
|
|
فَمِنْ رَثِّ المَرَارَةِ صَوْلَجَانِي |
| إِذَا مَا الكَوْنُ يَنْسَانَي سَأَرْضَى |
|
|
وَلَكِنْ ذِكْرُهَا أَسْمَى الأَمَانِي |
| عَشِقْتُ الشِّعْرَ، وَالأَلْحَانَ دَهْرَاً |
|
|
فَلَمْ أُسْعَدْ، وَلَمَّا يُنْصِفَانِي! |
| رَحَلْتُ لِيَبْحَثَ القَلْبُ المُنَادِي |
|
|
عَنِ الحَسْنَاءِ في أَرْضِ القِيَانِ |
| فَعُدْتُ وَلَمْ أَجِدْهَا في ارْتِحَالِي |
|
|
وَلَكِنِّي وَجَدْتُ اللهَ دَانِي |
| تَجَلَّى اللهُ في عِشْقِي، وَصَلَّى |
|
|
عَلَيَّ، وَعَفْوُ رَبِّي قَدْ أَتَانِي |
| نَسَيْتُ الحُزْنَ، وَالدُّنْيَا تَلاشَتْ |
|
|
وَتُهْتُ بِعِشْقِ مَنْ يَهْدِي الغَوَانِي |