الجمعة ٥ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم
بَعْــدَ الــرّحِـيل
ها أنتَ وحدكَ و النّوارس هاجرتتَعِدُ الفؤاد وذي الوعــــود أمـــــانِهــــاأنت وحدكَ لا أنيس مســــــامرإلاّ الـــقصيدة والجــــــراح معـــــاننَزفَتْ جراحـك بعدما اندملت فهلْأيــقــنــتَ أنــّــك واحــــة الأحزانالحـُــزنُ ينبــعُ مـن مـعينـــك طـــالـــمـاتقضي الــلّيــالي مُتعبَ الأجفــانمــــا بـين لــيـــــلٍ قد يــطــــول وآخـريــــأتيـك بـــالأشـواق كم ستعاني !الــشـّــوق نــــــارٌ لا يــُــردّ لــــهــيبـهــــاورمـــــادها جمر بدون دخـانالــنــّــار تــــأكــل مـِـنْ فـؤادي كــلّمـــاخَفَــتَتْ دَنــَتْ فتطــالهــا نيرانينـــــاري أشــدّ مِــنَ الجحيـم ضراوةلا تــنــطفي بــــروافـــد الطوفــانهَبْ أنّ لي قــلبــًــا تكــــاثر حزنـــــهفبكى لــِــحُرْقَتِنـَــا و بوْحَ لسـانيمَنْ لي بصدّ سِهـــامهم و أنـــا الذيفــدّيتــهم بـــــــالرّوح دون تـــــوانيوَ وَهبتُ عمري كي أحقّق حلمهمو زَرعتُ فــيهم بــذرة الإيـمـانهُم يسفكون دمي على صفحاتهمو أنــا المرابط حارسا بحصـانيكـــم قـد قُتلتُ على أيــــاديهم و كمقـــــاتــلتُ أعـداءً لــهم بــسنــانيمـــــا زال حقد قــلوبهم يــجتـــاحنيمـا زال قـــلبي مـُـشرعـــا بحنـانـيمــــا زال في حلقي مــرار خداعهممـا زال قـــولي صـــادقــا بـبـيانـيإنْ قِيــــلَ عـــنـّــي في غـيــــــابي إنّني:لـــــمْ أحْفَظ الــوِدّ الذي أحيـانيو نزعتُ قـــلبي من فــؤادي حينمـــاأدركـتُ أنْ سيميتني وجدانــيســــأقول إنـّــي: حــــافظ لــــودادهــاو ودادهــــا في بعدهـا يرعـــانيمَهْمـَــــا نــَـــأتْ عنّي فريــح طيوبـهـــــاتـــــأتي إليّ لكيْ تـُــنير كـيــــانيهلاّ ســـألتَ النّفس ساعة صفوهـامـــا أنت أوْ مَنْ أنت في الأكوان!؟أنـــا مـفرد ، أنـــا معشر، أنــــا أمّـــةأنـــــــــا واحـــد مُـتعـدّدَ الألــوانحيـــرانَ تمـشي و الــدّروب كــأنّهــافـــَـــلَكٌ يضيق و دائــم الدورانإنـــّـي لأهفـو للحيــــاة و هــــا هنــــامــَـوْتٌ يدبّ لينــطفي وجــدانيإنــّــي أحـسّ بــــرعشـة تـنـتــــابـــنيحينـا و حينـــا ترتخي أجفـانيو أحسّ قلبي و الدّمـــــــاء تجمَّدَتْبـــيـن العروق لـيـنـتهي خفقـــــانيو أرى الوجود وقد تساقـط عمدهُتــــابوتَ من ورق لـــه طـرفـــــانطرف يـُــشدّ إلى الــسّمــــــاء بغيمةطرف يــُـنـــاجي فوهة البركـــــانو أرى المــلائكــــة الـــــذين تجمعــوايـــتــرقّبــون أوامـــــــــر الـــرحمــانهـــي لحظـــة و أكــــون بعد فــواتهــاجسمـــا بلا روح كمــا الأوثـــانالــــرّوح تصعد للـــسّمــــــــــاء بحرقةفي مــــوكــب لـِـتطــوف بـــالأكوانو يطير نعشي في الــفضـــاء محلِّقـــــافي بــهرج مــتمـــــــــازج الألــــــوانو لـَـسَوْفَ أبعثُ للـــــوجود منجّيــــاو بـــراحتيّ مصــــاحف الغـفرانأنـــا مـــــا نجـَـوْتُ إذا نجـَـوْتُ و إنـّمـاها جثّتي و على الثرى أكفـــاني.