من ذا يُبادلني بالجهل أفكاري
فقد تعبت بها واشتدَّ إضراري
فما تُفيد بنات الفكر في زمن
يسود كل جهولٍ ليس بالقاري
وصاحب العقل غَثٌّ لا مكان له
مشرد بين أقلام وأسفار
يُرى بعين سليل الجهل ذا خبل
في رأسه بدع حُفَّت بأخطار
فما بعلم تُقاس الناس في زمني
فالعلم آخر ما يُرجى بأمصاري
بل بالمظاهر يُعلي المرء قيمته
إن كان أجهل خلق الله في الدار
فإن غنيت فلا تنزع لمعرفة
فالجهل في زمني يمحى بدينار
والعلم ليس له ذا اليوم فائدة
وصاحب العلم دوما في الألى عاري
والعلم في زمني ورَّاث مسغبة
والفكر في زمني جلاَّب أخطار
والجهل من نعم المحظوظ في زمني
قد ساقه لمن استهدى به الباري
فإن تشأ عيشة ترضى بها أبدا
فذر ذُرى الفكر وارم الكتب في النار
ودع علوم النهى فالإصر آخرها
ولازم اللهو من دف وأوتار
واستجمع الوِِرق إن حلَّت وإن حَرُمت
فذاك في زمني من شيمة الداري
هي الدنية ذلَّت عز عالمها
وألَّقَت كل منحط ونعَّار
فما يخيب من استهدى بجاهلها
ما دام بالجهل يُبنى ساس أقطاري
هذا زمان الردى للفكر وا أسفي
سيُوئد الجهل تحت الجهل أفكاري
هذا زماني وما أرضى خلائقه
وإن رماني به حظي وأقداري
فويح عقلي وويح العلم في خلدي
وويح مثلي وويح اليوم أنصاري
أستغفر الله مما قلت في خلدي
أستغفر الله من ذنبي ومن عاري
أستغفر الله، ما قولي سوى هذر
وما التشاؤم إلا من لظى ناري
فليعلم الكون أني لن أحيد على
جَنْيَ العلوم ولو في العلم إقتاري
ولن أحيد على فكري ومعتقدي
ولن أحيد على عزمي وإصراري
ولن أقول لأهل الجهـــــل ثانية
من ذا يُبادلني بالجهل أفكاري
ًًٍَِ
السبت ٢٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
