إسماعيل شبانة الموهوب المظلوم

الفنان إسماعيل شبانة من مواليد 6 ديسمبر عام 1919 في قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية وورث عن والده جمال الصوت حيث كان والده مؤذن القرية

الفنان إسماعيل شبانه ترتيبه في الأسرة الثاني حيث كانت أخته علية تكبره بعامين فهى من مواليد 1917 ومحمد مواليد 1923 وعبد الحليم مواليد 1929 وبعد مولد شقيقه عبد الحليم ماتت أمه بعد أسبوع من ولادته وسمع اسماعيل بعض النسوة يتحدثن عن مؤامرة للتخلص من عبد الحليم حيث سمع إحداهن تقول : يقعد يعمل إيه بعد المرحومة لازم نلاقي له حل فأجابتها سيدة أخرى : ده إحنا نرحمه من الجوع واليتم وقالت الثالثة : نرضعه منها يموت زيه زيها .. أسرع اسماعيل إلى والده وأخبره بما قالته النسوة فقال : ستات مين ؟ هما فين وخرج والده غاضبا وتقدم للنسوة وقال : عبد الحليم ابني وأنا هربيه على إيدي أمه ماتت قضاء الله وقدره .. ده أجل ومكتوب ولو حاولت واحدة منكن أن تمسه سأبلغ النيابة

كما وجدوا أزمة في رضاعة عبد الحليم ولف اسماعيل بيوت قريتهم الحلوات يبحث عن سيدة ولدت حديثا ليرضع عبد الحليم مع ابنها وكانت كل واحدة منهن تستقبل عبد الحليم بترحاب وكانت ترضعه وهى تنظر لاسماعيل وهو جالس في انتظاره بإشفاق ورضع عبد الحليم من أكثر من 200 سيدة من سيدات قريتهم الحلوات وبعد وفاة والدهم أخذهم خالهم متولي أحمد عكاشة للإقامة معه في الزقازيق وتعلم إسماعيل في مدارس الزقازيق ثم انتقل للقاهرة وهو في السابعة عشر من عمره وعمل في وزارة الصحة وفي نفس الوقت دراس الموسيقى على مجموعة من الأساتذة بمعهد الموسيقى العربية فتعلم العزف على العود على يد عباس مكاوي وعبد المنعم عرفه وحسن غريب والشيخ أمين المهدي وحفظ الموشحات على يد الشيخ درويش الحريري والأدوار على يد الشيخ علي محمود كما درس علم الهارموني على يد الموسيقار محمود عبد الرحمن والقواعد الغربية على يد محمد شرف الدين سليمان والقواعد الشرقية أي الصولفيج على يد الموسيقار صفر علي وكان يعيش معه في ذلك الوقت شقيقه عبد الحليم في بركة الفيل بالسيدة زينب وكان عبد الحليم طالبا في معهد الموسيقى ورغم المدة الطويلة التي قضاها في هذا الحي فلم يتعرف إسماعيل على أحد بخلاف عبد الحليم الذي نال شعبية كبيرة لدى سكان الحي وكانوا يحبونه حبا عميقا ويدعونه إلى بيوتهم ليغني لهم أغاني محمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب وصباح وكان اسماعيل يضطر للطواف بالحي كله بيتا بيتا حتى يعثر عليه في سهرة عائلية عند واحد من أهالي الحي وفي عام 1942 استقال إسماعيل شبانة من الوظيفة بوزارة الصحة وفي عام 1943 حصل على دبلوم معهد المعهد العربية قسم الأصوات بدرجة امتياز مما أهله للتعين معيدا بالمعهد وفي عام 1945 افتتح المعهد العالي للموسيقى المسرحية فالتحق به إسماعيل شبانة ودرس تربية الصوت على يد الموسيقار الإيطالي بيفادي الذى كان أستاذا في المعهد ودرس الهارموني على يد يحيي الليثي والقواعد الشرقية على يد محمد صلاح الدين والتمثيل على يد فتوح نشاطي وأثناء ذلك عمل مدرسا للموسيقى في عدة مدارس وعام 1946 تقدم إسماعيل شبانة لاختبارات الإذاعة المصرية ونال إعجاب مصطفى بك رضا وصفر علي وإبرهيم شفيق وتم اعتماده فى الإذاعة وكانت بداية تعاونه مع اثنين من الملحنيين الأول أحمد صبره الذى اقتنع بموهبته فاهتم به ورعاه فنيا ولحن له عدة أغنيات وزوجه إبنته وأعطاه معظم أغنيات البدايات والملحن الثاني الذي تعاون معه هو خليل المصري كما تعاون إسماعيل شبانة مع كثير من الملحنين مثل محمد إسماعيل ومحمد صادق ومحمد عمر وحلمى بكر وأحمد صدقى وزكريا أحمد وبليغ حمدي ومدحت عاصم ومنير مراد وعبد العظيم محمد وغيرهم

السينما المصرية في الخمسينات استعانت بصوت إسماعيل شبانة واستعارته لبعض نجومها كما حدث في فيلم الأرض الطيبة الذى غنى فيه ولكن بصورة النجم كمال الشناوي أغنيته التى تحتفي بالريف وهى الدنيا قسم ونصيب المعبرة عن تراث الريف المصرى كما ظهر أيضا صوت الفنان إسماعيل شبانة في فيلم ظلموني الناس عندما غنى نعمة أختي جرالك ايه التي غنتها شادية مع شكوكو وفاتن حمامة وكمال الشناوي الذي أدى الأغنية تمثيلا ثم ظهر إسماعيل شبانة صوتا وصورة فى أغنية الحسين بن علي تأليف صالح جودت ولحن الموسيقار أحمد صبره في فيلم أموال اليتامي مع شكري سرحان وفاتن حمامه عام 1952 وغنى في فيلم قيس وليلى أكثر من أغنية ويعد فيلم سيد درويش الذي قدم عام 1966 وقام ببطولته كرم مطاوع وزيزي مصطفى هو الأشهر في التاريخ السينمائي للفنان إسماعيل شبانة حيث أعاد بصوته الجميل روائع الشيخ سيد درويش.

الفنان إسماعيل شبانة برع في غناء الأغنية الدينية وقدم العديد منها كما غنى الأغنيات الوطنية وقدم الكثير من الصور الغنائية بالإذاعة ومنها : قف من أنت وسهرة فى الإشلاق وموكب النيل وحلم عذراء وبنت شيخ البلد وصندوق الدنيا ونصائح رمضان وشهريار وسوق المغاربة ومن المميزات التى فعلها الفنان إسماعيل شبانه فى مشواره إحيائه لتراث الشيخ سيد درويش فأعاد بصوته بعض أدوار وأغنيات الشيخ سيد درويش مثل أهو ده اللي صار وأنا هويت والله يصون دولة حسنك وعطشان يا صبايا وقوم يا مصري ويا عشاق النبي وخفيف الروح ويا عزيز عيني وأنا عشقت وسالمة يا سلامة وأنا المصري كريم العنصرين ووالله تستاهل يا قلبي وبلادي بلادي لك حبي وفؤادي وغيرها والسواد الأعظيم لايعلم أن الفنانة إسماعيل شبانه تنازل لشقيقه عبد الحليم حافظ عن أغنيتين في بدايته الفنية الأولى أغنية ماأحلاها الدنيا كلمات عبد الفتاح عبد المقصود ولحن عبد الحميد توفيق ذكي وغناها عبد الحليم يوم 27 أبريل عام 1947 والأغنية الثانية كانت عندما احترف عبد الحليم حافظ وهى أغنية الأصيل الذهبي كلمات عبد الرحمن الخميسي ولحن عبد الحميد توفيق ذكي.

تولى إسماعيل شبانة منصب وكيل معهد الموسيقى العربية وأستاذ لتدريس مادة الموسيقى الشرقية بالمعهد العالي للموسيقى المسرحية ويوم الخميس 28 فبراير عام 1985 فاضت روحه إلى بارئها.