في الطريق إلى المنفى (2)
٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦غدا قد نبحر، لا أتحدث عن إبحار آمن كما قد يتصور القارئ، بل سنتسلل في جنح الظلام ونذوب في البحر. قررت أن ألقي نظرة أخيرة على الشاطئ قبيل الغروب كما يفعل رومانسي آمن مطمئن.. البحر ممتد أمامي الآن بزرقته، بكبريائه، بامتداده الذي أبدو أمامه صغيرا تافها بلا وزن ولا معنى. أنظر إليه ليس كما ينظر إليه عاشقان يمشيان الهوينا على الرمل الناعم، ليس كما يراه الصيادون حين يرمون الشباك، ولا كما يراه الشعراء حين يلهمهم في المساء قصيدة جديدة. البحر الآن عدوي وخلاصي، سلاحه الموج الهادر وسلاحي الأمل البسيط يراود قلبي المرتجف والمركب المملوء بالهواء.. المركب الذي سيسلمنا ليد أمينة هناك، أو يرسلنا إلى الأعماق، إلى حتفنا.