[ حكاية نصفها الأوّل حقيـــقة ، والنصف الثاني أمنية . ]
ذات سـاعة .. وأنا في قمة اليأسِ ،
لما يحـــدث في الدنيــــا العجيــبة
وأنا أشــعر بالذلِ ، وبالســـخطِ ..
والاشمئزاز من هـــول المصيبة
لم أعــــد أمتلك الصبرَ ..
ولا أحـــتمل الصمت .. فصحت ..
وعــلى مرأى من الناس ومسمع
إنّ ما يحـــدث بيع وشــــــراء ..
وخــداع ، وريــــــاء ،
صـــار مكشوفا ومفضوحا ..
ومن غـــــير حيــــــاء ،
وهو فعل الجبناء ..
بمســـارات رهيبة ؟؟
* * *
سمعوني .. اعتقلوني .. عذّبوني
استجوبوني ، قلت إني لا أخــاف
ولكم مــني صـــريح الاعــــتراف
إنّ ما يحـدث بيع وشـــراء ..
ومسارات عجيبة ، وغريبة ،
ورهيبة .. ومعيبة .. ومصيبة !
ضــربوني ..
قلت إني لا أخـــاف ..
إنّ ما يحدث فعل الجبنـــاء .!
وخداع ونفاق وريــــاء !
حكمـــوني ..
يعدم المجرم شنقا دون رحمة ،
وأمام الناس .. في الســــاحةِ ،
في عــزّ النهار . .
ليكن للناس ممن يضمرون الشّر عبرة ،
فضحــــــــــكت .....
غضب السلطان ، صـرخ السلطان ..
أعدموه الآن من غـير انتظــار ..
* * *
جـــُمع الناس وفيهم ..
خطب السلطان غضبان وثــــائر
قــال : يــا ناس اســـمعوني ..
إنني الحاكم بالأمر وقادر ..
مثل هذا [ الفأر ] لن يبقى ..
ولا كل الجـــآذر ..
ينكر المعروف هذا الفأر ،
أطعمناهُ .. أسقيناهُ ..
داويناهُ .. شجعناهُ ..
قـدّمنا له دعمــا ..
وقلنا فيه ما يُعجز شاعر .!
ما الذي يطلبه ، أكثر من هذا ؟!
إنــه للخـير نـاكر ؟!
ولقد قررت أن يعدم شنقا ..
غير مأسوف عليه ،
نتقي في الناس شـــرّه ،
وليكن للكل عبرة .. أعدموه ..
* * *
قال قــائل :
قبل أن يعدم أعطوه الكلام ..
صحت : إيه يا أهل افهموني ،
أنا منكم ، ابنكم ، وأخوكم ..
عنكمُ حاربت ..
ضحّيت بروحي ما ندمت ..
عن حقـــوقي مـا سـكت ،
عن تـُرابي ما رحـــلت ،
إنّ من مات شهيدا ،
كان منكم ، وإليكم ،
إن من مات شهيدا ،
قد حمانا وحماكم ،
إن من حوصرَ ،
أو جاع وقاسى
كان يا قوم فداكم ،
أنا أقضي اليوم مظلوما ولكن ،
في الغد الدور عليكم ..!!
* * *
صاح بعض الناس : ردِّدوا الله أكبر،
رددّ البعض النداء ، رددّ الكل النداء ،
أصبحوا كالسيل يهوي ، كالقضـــاء ..
صرخوا : لا عاش في الناس جبان لا يُقاتل ،
قطــّعوا كل الحبـــال ،
كسروا كل قيودي والسلاسل .. حـرّروني ،
حاول السلطان أن يهرب لكن أمسكوه ..
ومكاني أعـــدموه ..
ومضى الشعب ينادي ، سنقاتل .. سنقاتل ..
احـــــذروا الشــــعب وإلاّ ..
فانتقام الشعب هــــائل . .
* * *