

يتيم العمة
مهداة إلى روح عمتي صالحة جنداوي
كان لي عمة صبيةتضع رأسي في حجرهاكل ليلة قبل أن تأوي للنومتغني بصوت خاشع حكايات الأولياءتسافر قدماي حيث كرامة الغرباءدون أن أغادرأجري على ضفاف القناديلويطفو فوق الوميض وجهيأصابع عمتي ترتدي شعري العبثيتسألني عن زهرة الريح وقلق النوافذتقول خبئ غيومك إن اشتد جناح الصقيعلا تمتطي أسماء الأبواب المغلقةإن لم تمتلك مفتاح الأسفارتكفكف دموعها وتستدرج لحظتهاترفع رأسها وكفيها للأعلىبصوت حزين خائف تقوليا رب قد ضاق وجديوفرحي بعيد مثل الكروم خلف التلالما زلت أنتظر على أبواب الغيم تعباًتخفض يديها وتحضن ٍرأسييعلو صوتهايا الله هيئ لولدي فراش الإيماناجعل المسافات طوع صوتهازرع في خطاه سراج اليسروابعد عنه جراد الدروب الضيقةيا رب اجعله من الحالمينكنت صغيراً مرتبكاًكلماتها تسربلني ثوباً من الريشعمتي الصبية كانت جميلةغصن من فضة يخالطه زهر الجنةبضفائر تمتد على أجنحة الضوءمثل فراشة الأنهار تغتسل بالمراياعمتي الصبية التي كانت تدعو لي وتغنيانطفأت عينيها ولم أكبرلفظ فرحها أنفاسه في بياض الثوبشيّع الطفل عمته يشهق حمماًفي شرخ القميص المكلومتكتظ ملامحها في صراخ الصغير المنكسرحين كبرت أصبحت تلاً من الماءأتلو ظمأ العشب من الكتاب المتقدأركل العتبات النائمة بصوت مرتعشفكيف يغفو صراخي في جوف الجدران النائمةقرب لوحة الأنبياءلو أن الوقت يا عمتي ينكفئ أو يموتلو أرتدي ذاك الثوب العاريفي العتمة الأخيرة أو يغادرنيما زلت في حكاياتك طفلاً لم يكبرما زلت يا عمتي أرى بحور وجهك ترحلوأنا لا زورق لي كي أنامأوثق عيناي حول الصفصافة العتيقةأحمل رأسي وطيفك وشيء من المواويلتعدوا كفي صوب آخر رمقفي حزنك الأخير قبل الموت.