الثلاثاء ٣١ تموز (يوليو) ٢٠١٢
بقلم بدعي محمد عبد الوهاب

من علمكِ الغرور

رأيْتكِ تتزيَّنينَ بزينةٍ
لم أراها في بعض النساء
تزيَّنـْتِ بغرورٍ بعد تواضعٍ
عجزتْ عن اكتسابه أجمل النساء
لبسْتِ ثوباً لا يليق بكِ
وبادلتِ بي من أجل الثراء
وسمحتِ لألسنة بأن ترميني
بأوصافٍ من أقـْبح الأشياء
وُصفـْتُ بأنَّ ذلَّ العشق يعتليني
وجعلتِ العشقَ ذُلاً
علي ألسنة التُعساء
فتزيَّني كما تشائين بالغرور
فزينة الغرور لم تكن إلا للنقصاء
وما سمعْت أن الغرور يوما
قد يعتلي أحد الأسوياء
 
أصبحتِ جوهرةً أمام الناس
لا تليق إلا للأثرياء
من يدفع كثير المال
تكوني له من إحدى الإماء
وبالإشارة تجلسين علي قدميه
ولا تنطقين إلا بالولاء
ضيَّعتِ أياما بنا مضتْ
تزيَّنـَّا بزينة الحبِّ .. فوا أسفاه
علي امرأة نظرت بمرآتها
فتخيَّلتْ
أنَّها حوريَّةٌ من ملائكة السماء
فاعتلت بنفسها فوق رؤوس الناس
ونظرتْ
فخيِّل إليها ما عداها بلهاء
 
تزيّنـْتِ بغرور ما كنت أطلبه
ولم يطلبه قبْلي إلا الأشقياء
وتقولين أنّ زينتكِ من أجلي
وما مَلَك غيري قلبُكِ بلا استثناء
وأنكِ ذهبْت لعرافة
فجعلت غروركِ هو الدواء
فلقد جرَّبْتِ ما وصفتْ
فهل أفادكِ رأي عرافة بلهاء
وهل جئتكِ ماشياً علي يديَّ
خررْت راكعا قدَّمْتُ الولاء
 
ما ظننتِ بي أنِّي عابدٌ
لا أهوى إلا الأتقياء
أو ظننتِ أنِّي فاسقٌ
وغروركِ قد يكون لي الهداء
فما أرى لتلك الأشياء أسباباً
فيوماً لم يقدم لكِ قلبي الجفاء
ولم ترى عيْني أيَّ حسناواتٍ
فكنتِ أنتِ مليكتي الحسناء
وهواء الكون ما صرْت أنفسه
وصارت أنفاسكِ ليَ الهواء
فهَيَّا اخلعي ما تزيّنتِ به
فليس في الحبِّ زينة إلا الوفاء
وكوني كما كنتِ أنت امرأةً
تمنَّى رؤياها كلُّ الأولياء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى