أنا يا بيروت ما عدت أعزل
سها جلال جودت
ما زلت يا قابيل
تحلم بكرسي دائم
ترسم بالحبر الأصفر
طفلاً يبكي
امرأة تترجل
وعجوزاً تُقهر
ما زلت يا وطن الأرض المغتالة
عنقوداً على دالية الكون الأخضر
تصوم حين تريد
تفطر حين تريد
تسكر حين تريد
وقوافل الطغيان
تأتي
بالبارود تأتي
يا جيل الحبر الأحمر
الجبن سيد أركاني
أنا يا فيروز السبب
ضاع شادي
لكنني يا بيروت
ما زلت أسأل ؟
يا بغداد أسأل ؟
يا أرض المعراج أسأل ؟
ما ذنب الطفل والشجر ؟
ما ذنب البيت والحجر ؟
وشعوب أوطاني
تتهجر
ليأخذ الغريب مكاني
لا، لن يأخذ جدراني
أرزي
لبناني
ومساء الليطاني ما زال القصف يغطيه
أبداً لم يُرعدُه
أنا يا بيروت أرد الجواب
أعيد الحساب
رغم الشهداء والحبلى
رغم الأطفال والبسمة
رغم الصدأ بسيوف الصمت
أنا يا بيروت ما عدت أعزل
أنا يا بيروت صلاح الدين الثاني
الأربعاء ٢٦ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
