

ماذا تقول في الأسى ؟
تمرُّ الساعاتُ جرحى في أيامنا
و الريحُ مثل الشظايا في دمانا
مبعثرة على الأزمان ْ
مأسورة في الكمائن
مُطاردة في المخيم..
ممنوعة عن الأغصانْ
مُحاصرة..مُحاصرة
من أجل حفنة الأشواك ِ
تقطعُ عنقَ الجنائن ؟
ليس الظلامُ قديسا
و ما كان القهر كاهن ْ!
فاقصفوا الهواء بصدر اللاجئين
كي ترجعَ الهيبةُ في لظى نيرانْ
و تكبر لحيةُ الخيبات ِ في الحارات
و عين الصقر تبقى بلا أجفان
لا ليس هذا السيف سيفي و غمده
لا ليس هذا الطير سعدي ..وعده
لا ليس هذا الدرب لي..أو قلبي
لا ليس هذا لبنان...
فاجمعونا من جرحنا..على عواصم!
و اجمعونا من صبرنا على ملاحم
أزراً تنطقُ النبضات ُ
نخيلاً تُطلقُ الرؤى
ترتقي النجومُ من قدسنا صلوات ْ
هنا صيحات السنديان.
لا ليس هذا لبنان..
قد وحَّدتنا في الضلوع "تموزنا "
و هي لنا رماحنا..
و من كان في قلب الجموحِ..لا يُهان
"لنا لبناننا و لكم لبنانكم"
ماذا تقول في الأسى يا " جبران" ؟
تمرُّ الرصاصاتُ "شقيقة" في جرحنا
يا رصاصات "صهيون" ..
يا خطةً محمولةً على ظهر فتنة ٍ
هل ناقة الغزوات ِفي أمانْ ؟
يا شارع العجز كيف التقيتَ
مع الصديق في مرمى نيران ؟
و النزفُ مثل أجنحة ٍ
في طيرها يلمعُ حتى الخذلانْ
يا شارع الخوف كيف انتهيتَ
مع الخريفِ في صدى ألوان؟
إن هذا النهر صوتي في وريدي
إن هذا المُهر يركضُ في نشيدي
– هل تقصف الأحلامُ كي تُعدّل الحدود
و تنبشُ بفصلِ الهيمنةِ قبورَ جدودي؟-
و يأتي الدمُ مطعونا
من ذاكرة
و يأتي الحزنُ أسرابا
من خاصرة..
تمر الذكرياتُ صهيلا في الجبين
يا خيمة الشحوب
لماذا تتعبي هذه الخطى...في مغامرة؟
قد كفانا .. و اسم البدايات أخضر..
قد كفانا..
كلما تبدل "راحيل" فستانها
صنعت و من جلودنا أثوابها
و الصدر من نسجهم أصفر..أصفر
قد كفانا و اسم البدايات يأتي
ماذا أدعوك..نهر البارد؟
"جبالبا..جنين..الشاطىء..الرافدين..الشموخ
بلاطة..عين الحلوة.. غزة ,خانيونس..رفح..قباطيا ..رام الله
القدس..الشجاعبة..الرشيدية..برج الشمالي..الوحدات.عسكر
نابلس..كل المخيمات..البلاد الصمود.. الصمود..المهجر..
ماذا أدعوك في صرختي..
و كم تل الزعتر في تل الزعتر "
إنما شجر الشتات مع الطيفِ يكبر
إنما شجر الرجوع مع الغيمِ يكبر
إن كنا الزفرات ..في أمواجها
صاخبة تبقى هي.. لا تراهنْ
و هي التي تغدو في بحورنا
شراعات المنى..
مناديل الندى .. كل السفائنْ
فاحفظوا قاموس الزنود عن ردونا
إنَّ الليلَ..لو طالَ خائنْ
إن الليلَ .. لو جارَ خائن.