

قصة قطار
إلى الصديق الشاعر عباس منصور
العجلاتتصطكُّهامدة بالحديد..تماما مثل أرواحنايا لهذا الحديد...!العربات الصدئة: خشب المقاعد، عفنٌ وفئرانٌالنوافذ: ليست تطلُّ، مغلقة بالمناكبِأظهر الأجساد المكدّسةحين تسافرتنفضُ عن جانبيك الغبارتزحفُأو تترنحُليس يدخلُ طيفُ الهواءيضن بك المرح العائليّ، شغب الطفولة:أكانوا يموجون بالأغنيات؟!يسوحون!!أم هاربين من الزهق؟ / أم العطش المستديم؟يشدّون فوق الرؤوس العمائمفتنحلُّ فوق جبين الفضاء اليتيمعُـقــَّدُ السنينأو نظرة بائسةالحريقُ يطيركأن حماماً يلفُّ به النار أو تستطيرالقطارُ يطيركأن بلاداً وأرضاً تشقــَّـقُ عن ضائقات القبورموتٌ يطيركأن سماءً وأرضاً يضيقان أو يُطبَقانوتحت الجماجمفوق العمائمنارٌ تفورأخيراًوفي آخر الوقتيلفظ أنفاسهثم...هل سألوكَ: استرحت حين انتهيتاكتفيت حين اكتويتانخرست ثم اختفيتقل لهم: إني بدأتُ وما انتهيتاكتويت وما اكتفيتسئمتُ وما برئتسُرقت من سبعة آلاف . ما شكوتسألت «الماعت» المسلوب من وطنبريء مثلك زائغ العينينوطن يشدّ لفائف عريه المسكون في تيهيقيء براثن الحكامويلقي في جبانة الملكوت والنيل البريءكل النياشين الصدئة والعفنكل الطواغيت والزمن الرديءكي ما تحوم حمامة «الماعت» المسلوبفي قلب الوطن.