

على مَرِّ الشِّقاق
قل لي إلى أينَ العزيمةُ
أينَ تمضي..؟
يا سليلَ النُبلِ يا سَمِحَ الملامحِ والمذاقْ
هلاّ كففتَ عنِ التخاذلِ، أيُّ مُعضِلةٍ تكبّلُ ساعديكَ
فتكتُمُ السرّاءَ عمراً لا يُطاقْ
تنسابُ من أوجِ السكوتِ جداولاً تروي المقابرَ بالدماءِ
وترتقي بالغدرِ آلافُ النياقْ
ما بالُ صَحبِكَ يا أسيرَ الحزنِ فيكَ تفرّقوا
واستأصلوا وجه السلامِ وقطّعوا بالغِلِّ أعناقَ الوِفاقْ
أُضحوكةٌ باتت معالمُ مجدِنا وغدت قُطوفُ الأمسِ ذابلةً
وشيبُ النخلِ صِبغتُهُ بُهاقْ
يا أنتَ أعياني الترحُّلُ، لستُ أدري هل لهذا الإثمِ غُفرانٌ؟
فيأسُ القلبِ لا يهوى انعتاقْ
ما أنتَ؟
أعياني التفكُّرُ، راقني فيكَ التصبُّرُ والتصحُّرُ
والمنايا في استباقْ
وأنا ألملمُ ما تبقّى من قِطافِ العُمرِ
أشربُ حَسرتي
وأغلّفُ الأحلامَ أُنشدُها اخضرارَ الوعدِ
أحفَظُها
على مَرِّ الشِّقاقْ
وأنا الغريبةُ والشريدةُ، فوقَ ما يتصوّرُ المنفى
ويعتقدُ الفِراقْ
أتراكَ حين منحتني حقَّ انتمائكَ صادروا دفءَ احتوائكَ
ما ظننتَ؟ وكيفَ خُنتَ؟
وكلُّ أوصالي تطالبكَ العِناقْ
صبري رماديُّ العنادِ وصبركَ الأزليُّ باقْ
سبحانَ من سوّاكَ
ما أشهى البكاءَ على ثراكْ
إن لم أكن أبكيكَ ما نفعُ المحاجرِ؟
والدموعُ نذرتُها
أبداً.. لغيركَ لا تُراقْ
إن لم أكن أهواكَ من أهوى بربّكَ يا عراقْ؟