

زمن الخريف
مسكونة تلك الذاكرة في الخريفبالصمت كالمقابرمضرٌجة بالوجعمن نوافذ الغيومشاردة كالمطرترمي شحوباً ثقيلاًفي الفراغيستبيحنا هذا المدىيلامس رعشة الحزنكان الخواء مثل يمامةذبيحة في أورقة الفلقفي أيلولتغدو الأرواح مندٌاةبالإحتضاروغروب يلوٌح بالسرابوالفجيعةوأرصفة تعبر خطى حزينةدون نهاياتمن أين يأتيكلٌ هذا الحزنيراود طين المواقيتيبكي البنفسجحين يغيب الشفقعاد أيلوليخشى السقوطفي معاطف الورقالمبلٌلة بالشرودأيلول ليل يهذيوقوارب تشقٌ عباب الدموعتخشى أن تهويابتسامات الصيف الضائعفي أحلام الصغارونداء للشتاءإن تأخرت عن المواعيدوغفونا الإنتظارمواقيت أودعناهارعش الأصابعواحتضارات المساءوأوراق تهرب مذعورةفوق رصيف الميناءخشية الغرقأين يزهر الموت ؟في بياض عيون الأبوابتنتظر حلم عابرأم في ذاكرة الماءومن أين تنسدلالمساءات المحترقة ؟من جفون البحرأم من بطن الجحيموحيدون كناصية اليمٌفي قعر الجبٌ كنٌاحروف يراودها الشوققناديل معلٌقةعلى سطور الخيال الرٌاحلمن دوامة الفصل المحترقمن أيقظ أيلول ؟من أعطى ذاكرة الريحعناوين الأكف المرتعشة ؟أسدلت تقوب الجدرانوحشتهافي الحي القديموالصغار هجعوا البيوتوالنوافذ تغفومن تعب قلوبهممن هنا مر رأسيفي سدرة المنفىألقى بثقلهعلى قلب الوطن وانطلقعبر الراحلونيحصون شموع العبادةوينادون أشباح الريحهنا شيٌع الطفل أباهوالحزنيشق ثوب الدموعرشحت خيولهممن مسامات الرملوترنٌح خبز الموتعلى جدائل الحفروانسكبت صلاة الخريفضوء بغير مدىبلا ألقعاد الخريفبذاكرة من وجعوأعود إلى الحبيبلأعبر بحروف للوطنأولٌي صدريشطر الملحعارياً من ظليوأعود للوجع الإلهيالمغموسفي زوايا الروحأعياني الركضفارتميتعلى الرصيف الباردوأسدلت رأسي بين يديوبكيتفي عتمة الغسق