تكسي الاسعاف
القت فيي ظروفي التعيسه واوضاعي المريرهالى افتراش ارضيه مستشفى رفيديا للنوم بين اسرة المرضى الى جانب ابني المريض , محتارا مهموما انتظر الغد بخوف وقلق حيث ستكون ا لعمليه لاخذ عينة من ورم صغير في خده ...
وكم كانت ليلة طويله لم اذق فيها طعم للنوم ولا انكر ان وجود بعض المرضى قد هون علي نلك المعاناة الذين شاركونا الغرفة الما ومعاناة كم كانت طيبة الشيخ وابتسامته تدخل شعاع الامل رغما عن عتمة الليل وسواده..تسابيحه وكلاماته تمسح القلق والخوف..يجعلك تحبه وتشعر بملامح الوقار والايمان بوجهه البشوش ولحيته البيضاء..وبالمقابل محمد الذي كتب له عمر جديد من حادث سير عندما انقلبت سيارتهم الصغيره والتي كان بداخلها اكتر من عشرين راكب على الطريق الرابط بين صره وقرية تل...وابو لؤي والتي لا تفارقه ام احمد( عصاة) كما يسميها ليتغلب ! بها على الام الدسك .
..كانت الليله صعبه وطويله وحفلة تعارف ...في الصباح وعلى صوت (العراقي) عمال التنظيف وسكب الماء في الممر الطويل اخذت اجمع قواي وارفع تلك الفرشه الاسفنجيه والتى احضرها لي صديقى ساري من القوة 17 مشكورا وقد رأيت نظرات الحسد في عيون المرافقين على تلك الفرشه...لبدء يوم طويل .
...احضرت وفاء الممرضه جزاها الله خيرا هي وكل العاملين في المستشفى على طيبتهم ونشاطهم مريول العمليه ورايت نظرات الخوف في عيني حميد (مدحت) ابني وكانت كسهم دخل قلبي بصمت فابتسمت مطمئنا له كلها ربع ساعه .....ومرات السويعات وكانها الدهر كله نرقب باب العمليات المغلق انا وامه وجدته وكان الحزن والخوف باديا...تركت الباب بعدد ان مللت الانتظار وكان صوت الاذان لصلاة الظهر هو المنقذ ...وعدت وبمعنوية وامل وشعرت عندها قيمة الصلاة وعظمة الايمان... وخرج الطبيب مبشرا ان كل شيء تم بنجاح وانه لا داعي للخوف .
..ونزلت الدموع والتى حاولت جاهدا ..منعها دموعى التقيت بدموع امي وامه ...ومرات ثلاث ايام بمرارتها وصحوت هذه المرة ليس على صوت اذان المسجد وانما على اصوات صفارات الدوريات الاحتلاليه وجنازير الدبابات وكأن الامريكان على مشارف ابو غريب في بغداد وصوت سماعات الدوريه تلف شوارع نابلس العملاقه تنادي ممنوع التجول...ممنوع التجول لا يعرف ماوراء تلك الجمله الا من عاش في الضفة الغربيه او غزة .. وكانت معاناة من في المستشفى اشد وخاصة من كتب لهم الخروج ...وهنا تبدأ القصه مع سيلرات الاسعاف واللي جميع شعبنا يقدر عاليا دورهم البطولي خلال سنين الانتفاضه...وانا اقدرهم واحترمهم كما اقدر كافة العاملين في وزارة الصحه الفلسطينيه
....ولكن هناك من سائقي سيارات الاسعاف ولا اقول الكل اخذ من سيارة الاسعاف كسيارة اجرة حتى سمعت اكثيرين يطلقون عليها بتكسي الاسعاف وقد شاهدت وسمعت المجادلات حول الاجره وتفاجئت من المبلغ المطلوب وقد حزنت على الكثيرين مما لا يملكون اجرة سيارة الاسعاف(التكسي ) واضطرو للمبيت حتى ينتهي منع التجول...مع العلم وكما نعلم كلنا ان كافة نزلاء المستشفى هم من المناطق البعيده سواء من قضاء نابلس او من المدن الاخرى ...ومن هنا اوجه نداء للمسؤولين في وزارة الصحه الفلسطينيه والهلال الاحمر الفلسطيني انتاخذهم الرأفه بابناء شعبنا وان يتابعو القله القليله من سائقي سيارات الاسعاف الذين يعتبرونها تجاره وسيارات نقل اجره.
..ولا انسى ان هناك الكثير من سائقي سيارات الاسعاف يستحقون منا التقدير والعرفان...وهم كالمقاتل في ساحة النضال وسقط منهم الجريح والشهيد والاسير ...مع امنياتي لكافة ابناء شعبنا المرضى بالشفاء