

باناشي

أشتهي "السوداء"، وألج مقهىً.
في الركن تلفزة تعرض "فيروز" وأغنية "عودك رنان".. أخرى، بحجم أكبر، بعيدة عنها قليلأ، تبث مباراة مُسجلة بين غريميْن ( البا.. والريا..)، والثالثة، في الوسط، يزعق فيها منشط برنامج " الاتجاه المُعاكس"، فيما الأخيرة لـِ" ناشيونال جيوغرافيك" تعرض " الأسد" في رِحْلات اقتناصه اللذيذ..
شاشات في طابور، والرواد، جلوساً، في فوضى، لكنهم راضون، تماماً، عن عيونهم.
مر بي النادل، كأنه لحظ عجبي، نظر إليّ وأشار إليه.
كان ، هناك، وحده، ولم يكن مُبالياً،، مُنحنٍ كزمنه، بيده قلم، وأمامه، فوق الطاولة، أربعُ قصاصات، يكتب فيها دفعة واحدة، يخط في واحدة مدخلا لرواية، وفي الأخرى قصة قصيرة، وفي الثالثة مسرحية، والقُصاصة الرابعة يختم فيها قصيدة شعر.. لم ينتبه إليّ، كان متحمساً بشكل غريب.. سألته" من أين تأتي بهذه القدرة؟ !. لم يجب، لكنه، يرفع عينيْه لأول مرة، لا ليرى من يكلمه، لكن في اتجاه الشاشات..
نظرتُ مثله، تشوش ذهني ، وأحسستُ أني كبرتُ وتغيرتُ في لحظات..
خرجتُ مسرعاً، ومدفوعاً برغبة في "البيضاء".