الموت بين يدي رغيف
وسألتهم والنار في قلبي تمور :
ماذا تراكم تأكلون؟
قالوا : رغيفا يا فتى ما ذا دهاك؟
فصرخت لا بل ذا فؤادي أعرفه.
قالوا : تراهن.. كي نرى إن كان حقا ما تقول أو افتراء.
جمعوا أساطين الرهان وجندوا ضدي أباليس الربا.
ورميت .. والنذل رمى.
والنرد دار.. على الأزقة.. والنجوع..
على السجون.. على المدارس..
.. والكنائس والمصانع...
والمساجد والمزارع...
والبنايات القديمة.. والموالد.. والقبور..
وفي الرياض يشارك الأطفال فرحة العيد الكبير.
وفي الليالي البائسات يذوب حزنا...
حين يجترئ الشتاء على براءتهم ..
فيكسو عريهم ذلا وجوع.
( يا أم هل نضج الحصى؟)
إيه عهود الصولجان !!
الآن يحرقك الظما.
حشدوا أباليس الربا .
قالو تتاجر أو تضيع.
فهتفت لا بل ذا فؤادي أعرفه.
صلبوه غدرا في زمان العولمة.
حتى بدا صفو الزمان بأرضنا كهفا كئيبا مظلما.
قالوا : فدلس كي تعيش.
فصرخت : لا بل ذا فؤادي أعرفه.
هو زهرة زفت لنخاس البنادق..
داسها ومضى بأكباد الثكالى متخما.
قالوا : فداهن إن أردت مغانما.
فهتفت لا.. لا لن أغير ملمحي..
هذا الفؤاد قد ارتوى مجد العهود المشرقة.
ما بدلت ريح السموم وسامة الأجداد فيه..
ولا ارتمى تحت النعال االمنتنة.
ما أنكر الوجه الصبوح دماءه...
في زحمة السوق الكبير وكرنفال الأقنعة.
ما خان عهد الفاتحين...
وما انحنى عبدا لغير الله يرجو رحمة.. إيه زمان المهزلة!!
قالوا : إذا لن يحسم الأمر المعلق بيننا غير الوغي ..
ولهيب قصف المعركة.
فصرخت ها أنا ذا لها !
وشهرت أسلحتي بوجه العاصفة :
حلمي...
وبوح قصائدي..
ودعاء كل العاشقين.. وسورة ( الأنفال ) تزهو فوق صدر المئذنة.
وصلاة أمي عند باب العارفين...
وحزمة الضوء الشفيف على دروب السالكين....
ونخلة بين الجوانج نافرة.
والضفتين... وألف عام أو يزيد.
وبها احتميت من اللظى..
والنذل بالنذل احتمى.
واستأسد التتر الجديد....
تجاذبت أنيابهم جسدا ينوء بحمل أنات الجياع.
قالوا : فساوم إن أردت لقيمة..
ذابت مسافات الأمان سوى ذراع..
ولك الخيار.
ما بين سن النصل أو صدر الجدار..
لا لن أقايض أو أبيع.
أأبدل الروح العزيزة درهما؟
سخرت أباليس الربا.
ضحكت شياطين الرهان.
هد العيال أنينهم... فتجمعوا كي يحتموا...
وعلى اتساع الخافقين توحدوا.. صاروا فما.
أطبقت نابا فوق ناب من حجر.
فإ ذا الرغيف ممزقا في الوحل يتنزى دما.