

الكابوس اليقظ
الحارات الضيقة
التي حملتني قدماي للسير
فيها .. وهاد .. مطبات
...
بسربِ حمامها المختال
فوق أرضها
شمس خجول يحييها
مطر خفيف
يتسلل من سماء ضبابية
...
أدير رأسي إلى الوراء
وأمني لو أضمّها
إلى صدري
كانت المسافات تنبت لي
أجنحة من نور أحلق
معها عالياً
...
دون أن أضل الطريق
أبنية متراصة لا يحتلها
إلا سكون الليل
أماكن تلتهمني
تبدو لي خاوية
...
ألتقي بنفسي على قارعاتها
وألمح وجوهاً ..أعرفها من
قبل .. لكني لا أذكرها !
...
أمضي تنزفني ليالي العزلة
إشارات بألوانها الفاقعة
أشباح تعبر أكثر دفئاً
من أي شيء
...
بعيونٍ مشتعلة أبحث عن
نفسي .. وسط الأشباح
التي غطاها الرماد
بضحكاته .. اللا مكترثة
...
الوقت يخبزني في تنوره
سأقتلع أفكاري البالية
أحدث جليسي
البرد والضجر عن
فراشات احترقت
فوق مصباح العتمة
...
يجتاحني وهمي العابر
وتعود قدماي
تشاكسان الطريق
تحرسني شجوني
المتناثرة
والليل يذرف
أرواح الأشباح
المحمومة .