الختان ـ عبودية لا عبادة ـ الحلقة الرابعة
الختان قاتل العلاقة الزوجية
الحجج التى يسوقها مؤيدو الختان هى مجرد أوهام تعشش فى عقولهم، يسبغون عليها صفة العلم ويغلفونها بورق زينة ملون من المصطلحات الأكاديمية التى يحسبون أنها الممر الآمن لعبور وترويج أكاذيبهم وخيالاتهم وتهاويمهم. وما زال مغول الفكر الرجعى وتتار القرون الوسطى يصرون على سيادة الشكليات باسم الحفاظ على الشرف، وترهيب نصف المجتمع باسم كبح جماح الشهوة، لا يعرفون أن الشرف سلوك لا تضبطه الداية أو حلاق الصحة. وأن الشهوة الجامحة لن يلجمها بتر عضو أو نزف دم، وأن المجتمع الواثق من نفسه لا يزرع ألغاما فى أجساد بناته بدعوى أنه يحافظ عليهن من الانحراف، فالانفجار عندما يحدث سيحرق الجميع ولأولهم المجتمع نفسه.
ما يدعيه مروجو فكرة الختان يذكرنى بإحدى الإعلانات الطريفة عن حزام العفة التى ذكرت فى كتاب The Girdle of Chastity تأليف Dingwall وهو من مؤلفات القرن التاسع عشر. يقول الإعلان لا اغتصاب بعد الآن، آلة تحفظ إخلاص النساء، مع درع وقفل ومفتاح بسيط 120 فرنك، مع درع وقفل ومفتاح مشغول بفن 180 فرنك، مع درع وقفل ومفتاح من الفضة صناعة متقنة جداً 320 فرنك.. ترسل بناء على حوالة بريدية للسيد فلان. والاختراع الكل يعرف فائدته، فبفضله يمكن التأمين على الشابات من المصائب التى تسبب لهن الخزى، وبفضله يمكن للزوج أن يترك زوجته دون خوف من تدنيس شرفه، وهكذا لا عار بعد الآن، فبفضله سيتأكد الآباء بأنهم الآباء الشرعيين، إنه أكبر خدمة للأخلاق!!
أعتقد أن ما يقوله مؤيدو الختان هذه الأيام لا يختلف كثيراً عما قاله الإعلان السابق، فنفس الأفكار المتخلفة التى يتبناها إعلان القرن التاسع عشر عن الأخلاق وكيفية الحفاظ عليها هى نفس الأفكار التى ينطلق منها مؤيدو الختان. وأعتقد أنه لو قدر لمؤيدى الختان عمل إعلان فى الجرائد والتلفزيون لن يختلف عن هذه الصيغة السابقة بل سيكون أكثر كوميدية وأقترح الصيغة التالية بضربة مشرط وكبسة بن ستحافظين على أخلاق ابنتك مدى الحياة. شيل الجلدة ونام مستريح البال أيها الأب المسكين!!. معذرة على هذه الكوميديا فى موقف لا يتحمل إلا البكاء ولكننا أحيانا نحتاج إلى الكوميديا السوداء لكى نعبر عن العبث الذى يخاصم العقل ولا يفسره إلا عبث مثله.
أولى المفاهيم المغلوطة التى تحكم نظرة المجتمع وتجعله يقبل ختان البنات، هو ما يروجه البعض من كلام مرسل عن أن الأعضاء المبتورة بالختان تزيد من شهوة المرأة، كما يقول عبد السلام السكرى إنه يحد من غلواء شهوة المرأة حتى لا تقع فى المحظور، وهو نفس الاعتقاد الشعبى الذى تعبر عنه الشابة آمال التى تقول فى تحقيق مجلة صباح الخير3/11/1994 حينما وضعونى على الماجور كنت أستعطف أمى قائلة: "يمه حرام عليكى تعملى فيا كده؟، أهون عليكى يمه"؟. فقد كنت كبيرة 11 سنة ، وأعى الأحداث التى حولى، كما كنت قد رأيت بنات كثيرة أجريت لهن هذه العملية ومدى الألم الذى تتعرضن له، كانت أمى كما أتذكر تبكى معى وهى تخلعنى ملابسى قائلة علشان تكبرى وتفورى وتتخنى، ولا أنسى نظرات عم إسماعيل الحلاق فى جسدى كله وهو يعد الموسى ويسألهم أكلتوها اللحمة وشربتوها اللبن ولا لسه؟. حينما لمسنى صعب عليا جسمى الذى أخفيه عن أبى وأمى وأخوتى، بعدها وضع لى شوية بن وقطن ونصحنى ألا أتحرك من سريرى عشرة أيام. كل هذا كوم وعذاب أول مرة أدخل الحمام كوم تانى، بل كثيرا ما أشعر به للآن. وتتفق آمال مع أم سعيد الفلاحة المصرية التى ذكرها طبيب النساء مصطفى بدوى فى كتابه عن الختان حين قالت إن الرجال يحبون الزوجة التى لا يسهل إثارتها لأن هذا معناه أنه يمكن الوثوق بها، وإذا قيل هذا الكلام من فلاحة بسيطة فهو مقبول ولكن أن يقال من طبيب كبير فهذا هو المستغرب والمثير للدهشة فالدكتور حامد الغوابى يردد للأسف نفس منطق أم سعيد فهو يقول إن الرجل دائما أكبر من زوجته فى السن. وقد يكون الفارق بينهما عشر سنين أو خمس عشرة أو عشرين سنة أو أكثر كما نرى فى بلادنا، فما بال هذا الرجل إذا بلغ سن الخمسين أو أكثر، وقد فتر نشاطه وضعفت حيويته، وكانت زوجته لا تزال فى سن الثلاثين أو أقل بأعضائها السليمة الحساسة، كيف لمثل هذا الرجل أن يحتفظ بصحته وهو يجد أمامه زوجة لا تزال فى عنفوان الشباب، قوية الإحساس، وهو قد فتر إحساسه، شديدة الميل وهو قد قل ميله، فماذا تكون النتيجة؟ هنا يضطر الرجل إلى تناول المكيفات كالحشيش، ولكن فى الحالة الأولى التى تختتن فيها المرأة نصف اختتان يكون إحساسها معقولا، والزوج والزوجة فى حالة متساوية.
بالطبع كنت أريد أن أضع مليون علامة تعجب بعد هذا الكلام وأتساءل هل هذا منطق؟ وألا تلاحظون معى أن الكلام كله والتركيز على الرجل وكيف يكون سعيداً وغير مرهق ومطمئن على فحولته؟! وأن مشاعر وعواطف المرأة هى فى آخر القائمة إن لم تشطب منها أصلا! وهل حل مثل هذه المشكلة التى يتحدث عنها الدكتور الغوابى تكون بالبتر أم بتحجيم ظاهرة فارق السن الرهيب بين الزوج والزوجة أم أن كاهل الزوجة هو الذى لابد أن يتحمل كل شىء؟ وهل يرضى الزوج أن يحل هذه المشكلة باخصائه؟!، ولنفرض أن هناك فرقاً فى السن فلابد أن نفهم أن الجنس ليس محصوراً فى المفهوم الميكانيكى الضيق وأن له أبعاداً إنسانية وحسية أعمق وأشمل من هذا السباق الذى يتصوره هؤلاء المؤيدون ما بين فحولة الرجل وشهوانية المرأة التى يتخيلونها أفعى بفحيح لا ينقطع، وهذا للأسف خيال مريض يتصور المرأة دائماً كفتاة من فتيات البورنو!.
لا يحاول مؤيدو الختان فهم الحقيقة الطبية التى تقول أن المخ هو العضو الجنسى رقم واحد فى الإنسان. وأن الأعضاء التناسلية ما هى إلا منفذ لأوامر هذا المايسترو، فالمخ هو مصدر الرغبة الجنسية ومحرك الشهوة، لذلك فإزالة البظر وبتره لا يلغى الرغبة الجنسية ولا يكبح الشهوة كما تتخيل جمعية محبى الختان. وأننا لو أردنا أن نفرمل هذه الرغبات والشهوات ما علينا إلا تنفيذ أمر طبى واضح وصريح وهو بتر المخ مصدر هذه الشرور والآثام!!، والحقيقة أن كل ما تخرج به البنت الغلبانة هى أن الختان لا يقتل عندها الرغبة بل يقتل عندها الإشباع، بمعنى آخر يعاملها المجتمع كما يتعامل مع حيوان يجوعه ويحرمه من الطعام وعندما يضع أمامه طعاماً يجعله يشمه فقط بأنفه حتى لا يدخل جوفه!، إنه التعذيب بعينه، والقهر فى أعلى صوره، والقمع كما يجب أن يكون فى سجون النازية والفاشيست.
رغم أن عكس المفهوم السابق هو الصحيح، وبرغم أن العلاقة الزوجية تتأثر فإن معظم الناس نتيجة للتغييب والتزييف العقلى والروحى يركبون موجة الدروشة ويستجيبون للدعوة القائلة أن الختان مفيد للعلاقة الزوجية. ويعارض د. ماهر مهران هذا المفهوم قائلاً إن نسبة الضعف فى التجاوب فى التى أجريت لهن عملية الختان تصل إلى 54%، ويرجع هذا إلى استئصال المناطق الحساسة اللازمة للتفاعل الجنسى، ومما لا شك فيه أن عدم تجاوب المرأة فى اللقاء الجنسى يؤدى إلى مشاكل عديدة أولها عدم تواصل التعاون الجنسى بين الزوج والزوجة، مما يؤدى إلى احتقان مزمن فى الحوض والألم والإفرازات بجانب التوتر العصبى والنفسى. وقد يؤدى ذلك فى كثير من الحالات إلى مشاكل أسرية عنيفة قد تنتهى بالطلاق، كما أن ذلك سبب من الأسباب الهامة التى أدت إلى انتشار المخدرات بين الأزواج متصورين أن فى ذلك حلا للمشكلة، ويضيف د. ماهر مهران قائلاً عن تأثيره على الزوج فيقول لا شك أن المشاكل الجنسية والنفسية الناتجة عن طهارة الإناث تنعكس على الزوج، وقد وجد أن 10% من الأزواج يشكون من ضعف أو سرعة، كما أن 18% من الأزواج يستعملون المخدرات، كما أن 3% من الأزواج متزوجون من زوجة أخرى حلاً للمشاكل الجنسية والأسرية. وتؤكد د. سهام عبد السلام على نفس المعانى قائلة فى حالة الإحباط الجنسى المتكرر قد يحدث اكتئاب لدى بعض السيدات، أو قد يدفع ببعضهن للعصبية وإثارة النكد بلا مبرر، وقد تنحرف من لم تحظ بتنشئة اجتماعية قويمة وتبحث عن أكثر من شريك لمحاولة الوصول إلى الإشباع الجنسى الذى ينقصها.
وهكذا تحدث الصدمة لدى المجتمع الذى يتخيل أنه يزرع الفضيلة فيجد أنه قد حصد الخيانة. ويخبرنا د. سامى الذيب عن هذا المعنى عندما كتب عن الدراسة التى أجرتها الطبيبة Koso-Somas فى سيراليون والتى كانت نتيجتها ضعف التجاوب الجنسى الذى يصل إلى حد فقدان الرغبة فى الحياة عندما ترى أن زوجها يتركها عاطفياً ليذهب إلى أخرى لعدم تجاوبها معه جنسياً. وتشير هذه الطبيبة إلى أنها قامت بمقابلات مع 50 سيدة مارست الجنس قبل ختانها، وقد تبين أن لا أحد منهن قد وصلت بعد الختان إلى مستوى اللذة التى كانت تشعر بها قبل الختان، ولم تكن هؤلاء السيدات تعى أن سبب ذلك هو الختان وقد حاولت بعضهن البحث عن الزوج المثالى متنقلة من رجل إلى آخر مما أدى إلى فقدان زوجها وخراب بيتها، هكذا بدلاً من أن يكون ختان الإناث وسيلة لمنع العلاقة الجنسية خارج الزواج، أدى ذلك الختان إلى نتيجة عكسية تماماً. والغريب أن بعض أهل العلم الذين من المفترض أن يتحلوا بالمنهج العلمى فى التفكير، الغريب أنهم ما زالوا يرددون نفس الكلام القديم الذى ردده بعض العرب قديماً نتيجة جهلهم حينذاك بعلوم التشريح الفسيولوجى، فنراهم كأنهم مرآة للجاحظ حين قال فى كتابه الحيوان: "البظراء تجد من اللذة ما لا تجده المختونة". و زعم جناب بن الخشخاش القاضى أنه أحصى فى قرية واحدة النساء المختونات والمعبرات، فوجد أكثر العفائف مستوعبات (أى مختونات)، وأكثر الفواجر معبرات (أى غير مختونات)، وأن نساء الهند والروم وفارس إنما صار الزنى وطلب الرجال فيهن أعم لأن شهوتهن للرجال أكثر، ولذلك إتخذ الهند دوراً للزانيات، قالوا: وليس لذلك علة إلا وفرة البظر والغلفة!، وبالطبع لا تعليق على هذا الكلام إلا أنه كلام مرسل يغفر لصاحبه أنه قد كتبه منذ قرون عديدة حيث كان العلم مفتقداً للكثير من أدواته المنهجية. والرد على هذا الكلام بسيط جداً كما ذكرنا من قبل فالعفة التى يتحدث عنها الجاحظ لا يخلقها الختان، والفحش والعهر والزنا وخلافه من السلوكيات الجامحة لا تنتشر فى مجتمع لأن نساءه غير مختونات بل لأن المجتمع يوجد به أعراض خلل متعددة منها الاقتصادى والاجتماعى والسياسسى.. إلخ، فتتجه النساء إلى ممارسة الدعارة إما لتكسب أو للاحتجاج أو لأن التلوث الأخلاقى صار شيئا طبيعيا وغير مستهجن فى المجتمع وليس لأن فيه جلدة زائدة عند نسائه!! ويردد المحدثون من هذا التيار المؤيد للختان نفس كلام ابن تيمية فى فقه النساء والطهارة حين قال أنه يوجد نوع من السباب والشتيمة وهو يا ابن الغلفاء! ويبرر ذلك بأن الغلفاء تتطلع إلى رجال أكثر، ولهذا يوجد من الفواحش فى نساء التتر والأفرنج ما لا يوجد فى نساء المسلمين. ويؤكد على نفس المعنى إبن قيم الجوزيه حين يبرر إجراء الختان بأن فيه تعديل للشهوة حين يقول إذا أفرطت الشهوة الحقت الإنسان بالحيوانات، وإن عدمت بالكلية ألحقته بالجمادات، فالختان يعدلها ولهذا تجد الأغلف لا يشبع!!، وينقل لنا الباجى فى كتابه "المنتقى قول أحد الفقهاء ومن ابتاع أمة (جارية) فليخفضها إن أراد حبسها، وإن كانت للبيع فليس ذلك عليه، والمعنى خطير وملخصه أنه إذا أردت السيطرة على الجارية وتلجيمها فعليك بالختان! وكأنك تضع لجاما فى فك حيوان.
وهناك بعض الحجج الكوميدية التى يلبسها مرددوها رداء العلم حتى تمر تحت قوس النصر الاجتماعى!، ومن ضمن هذه الحجج الواهية أن حرارة الجو تؤثر على السيدات الشرقيات وتزيد من حساسيتهن الجنسية، فعلى سبيل المثال كتب د. عبد الرحمن العدوى الأستاذ بالأزهر إن البنت فى بلاد المشرق وهى غالباً بلاد حارة أكثر أيام العام، إذا لم تعمل لها عملية الختان، فإنها مع هذا الجو الحار تكون ذات رغبة جنسية جامحة، تقلل لديها جانب الحياء..، وهذا حديث يجافى المنطق فضلاً عن العلم ويفترض أن الدول ذات المناخ الحار هى دولة ملعونة بالرغبة المتأججة، ولا يوجد فى الدنيا من يربط بين درجة الحرارة التى تعلنها الأرصاد وبين الرغبة الجنسية. وثانى الحجج التى يسوقونها هى أن احتكاك الملابس يزيد من الإثارة وهو قول غريب جداً فالرجل الذى يملك ما هو أضعاف أضعاف هذا الجزء الضئيل الموجود فى المرأة والمختفى أصلا، هذا الرجل لو طبقنا عليه نظرية احتكاك الملابس لخرجنا بكارثة أخلاقية تعصف بالمجتمع كله، والحجة المماثلة هى أن الختان يحمى السيدات من إثارة وسائل المواصلات المزدحمة، وكما يقول شيخ الأزهر الراحل جاد الحق الفتاة التى تعرض عن الختان تنشأ من صغرها وفى مراهقتها حادة المزاج سيئة الطبع. وهذا أمر قد يصوره لنا ما صرنا إليه فى عصرنا من تداخل وتزاحم بل وتلاحم بين الرجال والنساء فى مجالات الملاصقة والزحام التى لا تخفى على أحد! وأعتقد أن مثل هذا الكلام ينسى الرجال تماما ويعاملهم على أنهم ملائكة برغم أنهم كما ذكرنا يملكون أضعاف المبررات التى يسوقونها تبريراً لختان البنات فهل نقوم بعملية إخصاء مثلا حتى لا يحدث ذلك للرجال فى وسائل المواصلات!؟، وهل نطبق الختان طبقا لتلك النظرية على الموظفات فقط ونخص راكبات الحافلات!! والحجة التالية هى حجة أن الختان يحمى البنت من الإثارة التى يتسبب فيها التلفزيون كما قال أبو آلاء الجمل فى كتابه "نهاية البيان": "نحن أيها الأخوة نعيش فى عصر طغت عليه المادة وأصبح يموج بشتى ألوان الفجور والفسق من نساء كاسيات عاريات، ومن دور السينما ومسارح ومن وسائل إعلام هدامة.. هل تتركها ببظرها كاملا أمام أية إثارة بسيطة تؤدى بها إلى الهلاك ومسالك الشيطان؟ ماذا لو قامت ابنتك ففتحت التلفزيون، ورأت فيلما مثيرا وهى لم تخفض ولم تختتن؟ فماذا تفعل هذه الفتاة المسكينة؟! إنها فعلاً مسكينة بمثل هذه الأفكار التى تسيطر على عقلية مجتمعنا الذى تحكمه هواجس و وساوس وفوبيا الجسد فى كل تصرفاته. إن البعض يصل فى تفسيره المقيت المتهافت إلى أن عدم الختان هو السبب فى اصفرار وجه البنت وهزالها وعدم تركيزها فى الدراسة! ووصل الشطط بالبعض إلى تبرير الختان بسفر رب العائلة إلى دول الخليج كما يقول أبو آلاء فى كتابه السابق عندما ذكر أن حسب الاحصائيات يوجد حوالى خمسة ملايين مصرى فى شتى بقاع العالم، وعلى أقل تقدير نصف هؤلاء بالطبع ترك زوجته، ومن يسافر من هؤلاء لا يرجع إلا بعد سنة فى المعتاد، بالله عليكم ماذا تفعل زوجة هجرها زوجها لمدة عام كامل.. بالطبع لو كانت الزوجة قد خفضت فإن ذلك يهذب من شهوتها فتحفظ زوجها وبيتها!، وأتساءل لماذا هنا التصور المريض عن نسائنا أنهن مجرد حيوانات جائعات للجنس؟! كيف يدعى هؤلاء أنهم يحترمون المرأة ويقدرونها ويعتبرونها الجوهرة المصونة والدرة المكنونة وهم يصفونها بهذه الأوصاف ويصمونها بهذا العار، والغريب أنهم يطلبون العفة للمرأة فقط ويطنشون عنها بالنسبة للرجل، ويتناسون أن معظم من يتم ضبطهن فى بيوت البغاء مختونات ولم يمنعهن ختانهن من ممارسة الرذيلة! ولنستمع إلى هذه الأم المصرية التى تحدثت فى جريدة الشعب 18/11/1994 وهى تقول عن نفس المعنى "الختان عندنا فى القرية عادة مرتبطة بشرف البنت" فهو ضمان عقلها والمسألة تتجاوز الأهل، فالأم التى لا تجرى هذه العملية لابنتها وتعلن عن ذلك وسط نساء القرية، تعلم أن ابنتها ستتهم بعد ذلك بالفجور، وربما لا يتقدم للزواج منها أحد، لأنها ستكون فى نظرهم عينها بجحة وقليلة الأدب، والأمر لا شأن له بالدين، إنه عرف قوى، وأنا شخصيا لا أجرؤ على عدم ختان بناتى، بتوع مصر القاهرة يقدروا، لكن عندنا لأ، دى تبقى فضيحة للبنت وأنا لازم استر عليهم"!!.
ومن الحجج الواهية التى تتمسح بالعلم إلى الأضرار الصحية التى رصدها العلم، فالختان يحمل فى جعبته الكثير والكثير من المآسى والكوارث الصحية التى تبدأ بالنزيف وتنتهى بالموت. والنزيف أحيانا يكون بسيطا وتزيد التهاباته بالبن وتراب الفرن والقرض وخلافه من الأشياء التى نكتم بها النزيف، وأحيانا يكون النزيف شديداً بسبب إصابة الشريان البظرى نفسه، ومن الأضرار الصحية والصدمة العصبية الشديدة التى تحتاج النقل إلى المستشفى. ومن الحوادث المعتادة أثناء عملية الختان وبسبب تلوى البنت وعدم السيطرة عليها من الممكن أن يمتد المشرط ويجرح أعضاء أخرى مثل مجرى البول أو الشرج،.. إلخ. وقد سجلت بعض الحالات التى انتهت بعدم التحكم فى البول والبراز. وأيضا سجلت حالات- ويا للقسوة والبشاعة- كسر للترقوة من جراء الضغط العنيف على عظام الطفلة البريئة، أما المتاعب البولية بعد الختان فلا تحصى فالخوف من التبول على الجرح من الممكن أن يؤدى إلى احتباس البول، ووجود الصديد به من تراكم الميكروبات، والتهابات المثانة والكلى، ومن الممكن أيضا أن تمتد الالتهابات والميكروبات للأعضاء التناسلية الداخلية كالرحم والمبيض وقناة فالوب مما يؤدى فى النهاية إلى العقم. ويذكر د. سامى الذيب أن 25% من حالات العقم فى السودان سببها الختان، هذا فضلا عن الألم الذى تحدثه الندبات الناتجة عن الختان، وعندما يلتئم الجرح بالنسيج الليفى المفتقد للمرونة التى تتطلبها عملية الوضع التى من الممكن أن تنتهى بكارثة وتعسر مرور رأس الجنين، والتهابات بغدد بارثولين وتعسر الطمث نتيجة لعوامل نفسية نتيجة الصدمة أو عضوية بسبب الالتهابات والاحتقان وخلافه.
نأتى إلى أخطر الأضرار الصحية وكارثة الكوارث وأم المآسى الوفاة، عندما يهمد جسد طفلة فجأة بعد أن كان يملأ البيت ضجيجاً عندما تودع الحياة من كانت تتشبث بأطراف ثوبها، عندما تموت نتيجة جهل عندما تذبح بسكين التخلف وبلا سبب، ومن ركام أخبار الوفيات الناتجة عن الختان نقتبس هذا الخبر لنقرأه سوياً. الخبر منشور فى الأهرام 16 أكتوبر 1996 ويقول: "أمرت نيابة أرمنت بقنا بضبط وإحضار طبيب الوحدة الصحية لبلدة الضبعية للتحقيق معه حيث تسبب فى وفاة طفلتين فى يوم واحد إثر قيامه باجراء عمليتى ختان لهما فى مسكن كل منهما، فأصيبت الطفلتان بنزيف حاد مما تسبب فى وفاتهما. تبين من التحريات أن الطفلتين المتوفتين هما( أميرة محمود حسن - 4 سنوات)، و (وردة حسن السيد - 3 سنوات)، وأن والد كل منهما اتفق مع الطبيب واسمه عزت شلبى سليمان على إجراء عمليتى الختان مقابل عشرة جنيهات للعملية الواحدة ". انتهى الخبر ولكن لم تنته المهزلة، فبعشرة جنيهات نقدم بناتنا إلى عزرائيل، بعشرة جنيهات نبيعهن فى سوق النخاسة لكى يتحول الوجه المشرق بالحمرة إلى جمجمة، ويتحول الجسم النامى الذى ما زالت براعمه تغازل الشمس إلى جثة، والفستان إلى كفن، والضحكة إلى ندب وتعديد، والمهد إلى قبر، وأعواد الفل والياسمين إلى كتلة صامتة وجافة من الصبار ، ببساطة تتحول البنت إلى مجرد رقم فى شهادة وفاة سرعان ما نوارى عارها التراب.
مشاركة منتدى
16 شباط (فبراير) 2006, 21:13, بقلم Dr. farrag
Dear Sir ,
Thankyou very very very much for writing this excellent series of articles. I am a male egyptian doctor who has been living through hell in the past few years because of this female genital mutilation I am losing my family , lost my job and nearly lost my religion I still cant believe how this female genital mutilation can happen under the name of religion and on this magnitude,how can a wife who cant fee anything make her husband happy and how can her husband make her happy.these people who advocate this sadism are consuming islam and egypt from within this has to end and ppeople have to be more educated. if you want to get my full story my email is dr_farrag@hotmail.com
عرض مباشر : Thankyou for these excellent series of articles about female genital mutilation
28 آذار (مارس) 2006, 20:16
أعتقد أن كاتب هذه المقال يجهل أبعاد الموضوع و يكتب وجهة نظر بدون أدلة علمية. و دليلى أني مررت بتجربة مريرة سببها أن أهلى لا يعرفون شيءا عن ختان المرأة و لعجاءب القدر أني منذ كنت 5 سنوات و ملامسة ملابسى الداخلية يثيرني!!! الشىء الذي ينفى الكاتب إمكانية حدوثه. فكنت أبعد ملابسى عنى و أصبحت عصبية علي ملابس و ما كان من أهلي إلا العقاب و قول هذا مرض نفسى و سوف نعالجك بنفسنا!!! و لا أستطيع التعبير كيف أثر ذلك على نفسيتى. و لكن لما بلغت 18 سنة أدركت أن هذه ليست مشكله نفسية و قررت الذهاب إلى طبيبة و قمت بعملية ختان (تقصير للجزء فقط) و أكره عندما أسمع مثل هذا الجهل لأنه كان سببا في عذابى النفسى.ى
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, 03:02
والله إن كنت يا أختي تستثارين من ملابسك فهي حالة فردية
وليس من المعقول أن كل نساء الدنيا يستثارون بمبلاسهن وعليها فيجب أن نختن النساء لمنع ذلك !!!
لو كانت النساء تستثار من ملابسهن بهذا الحجم وهذه الضخامة لكان من الأفضل عدم لبس النساء !!!!
7 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, 15:04, بقلم سعيد عبد المعطي حسين عبد المعطي
إن كنت بالفعل أنثى فعلاجك لحالتك تماما كمن يؤذيه الضوء في عينيه ففقأهما بدلا من لبس نظارة شمسية!!!!
2 أيلول (سبتمبر) 2011, 05:26, بقلم سعيد عبد المعطي حسين
بل الجهل هو من يعتقد خطأ بأن الله أخطأ في خلقه وأشرك بالله ما لم يقل، وإذا كنت تثارين من ملابسك الداخلية فأفضل لك وأقيم أن تخلعيها بدلا من تقطعي ما خلق الله وترميه في وجهه تعالى، تعلمي دينك بشكل صحيح وامحي جهلك قبل أن تتهمي العلماء بالجهل.
ولا تعممي شرعا لا يليق إلا بك وحدك لتجعليه فرضا على كل الناس، ألا تعلمين أن النساء يختلفن في الإثارة الجنسية بعضهن يحتجن إلى إثارة شديدة ومجهدة للرجل وبعضهن من كلمة يثرن فكيف تجعلين التشريع واحدا على الكل متجاهلا كتاب الله الذي حرم تغيير الخلق؟!