

أبي قدْ طواكَ الرّدى يا أبي
من قصيدة (رثاء أبي) البحر المتفارب
أبي قدْ طواكَ الرّدى يا أبي
كفاك صلاةً؛ وعشقَ النّبي
كفتكَ الدموعُ ثرى كربـــــلاء
تثرُّ بها ليلــــــةَ المنحـبِ
وكمْ مرّةٍ قدْ تُثار الشجونْ
عليــــكَ عليـــكَ؛ ولــمْ أنحبِ
لعلَّ أبي من ثنايا الحتوفْ
سيشرقُ فـــي وجههِ الطّيّبِ
وأخبرهُ كيفَ دارَ الزمانْ
وأنْحبُ فــــي صدرهِ المُتعبِ
وكيف يمجُّ الشقيقُ الشّقيقْ
ويُطعنُ غدرًا مـن الأقربِ
فيا خسّةَ المرءِ ! أنّى يلوذْ
إلى زوجهِ بالنّفاق الغبي
فمنْ أينَ يأتي الرّدى للرّدى؟!
وتبقى الحياةُ ولمْ تُســلبِ
وإنَّ المنايـــا؛ لها خبطــــةٌ
تســـيّرها قـــدرةُ المُقْلـــبِ
وعقبى الحياةِ مماتُ الفتى
وضحكُ الحِمامُ من المهربِ
وإلّا لماذا يطلُّ الوليــــد
بكاءً على العـــــالمِ الأرحـــبِ
كأنّهُ يعْلمُ سرَّ الوجــــــودْ
شــــقاءً على القادم المُنكبِ